الرازى


ان فى تاريخ الأمم نقط مضيئة ومما لا شك فية ان الرازى يعتبر من تلك النقط المضيئة واذا كان علماء التاريخ
قد وصفوا ابقراط بانه ابو الطب فى عصور ما قبل الميلاد فانهم قد وصفوا الرازى بأنه ابو الطب فى العصور الوسطى
وهناك مقولة مشهورة تقول كان الطب معدوما ، فأحياه جالينوس ، وكان متفرقا فجمعه الرازى



نشأتة

ولد ابو بكر محمد الرازى فى ايران او ما كانت تسمى قديما بلاد فارس فى عام 864 ميلادية وعاش حتى عام 923 ميلادية
وكعادة الأطباء قديمة لم يدرس الطب فقط بل درس الفلسفة والرياضيات والكمياء والفلك وله اكثر من 200 كتاب ورسالة وقد تجلت عبقريتة عندما طلب منه الخليفة العباسى المعتضد اختيار مكان فى مدينة بغداد لعمل مستشفى بها
فقد جاء بقطع كثيرة من اللحم ووزعها فى اماكن متعددة فى المدينة وراح يلاحظ تعفن قطع اللحم واختار المكان الذى
كانت فيه قطعت اللحم اقل تعفناً


انجازاتة فى مجال الطب

1- كان لا يستخدم دواء فى العلاج الا بعد تجربتة على الحيوانات
2- اول من استخدم الموسيقى فى العلاج
3- اول من عمل فرع لطب الأطفال
4- أول من استخدم مركبات الرصاص فى صنع المراهم
5- أول من توصل إلى استخدام الخيوط المصنوعة من أمعاء الحيوانات فى خياطة الجروح المفتوحة فى العمليات الجراحية
6- أول من تنبهوا إلى العدوى الوراثية
7- وأول من وصفوا بدقة مرض الجدرى وميزه عن مرض الحصبة
8- وللرازى فضلا عن ذلك ابتكارات طبية تعد من أسس المعالجة الحديثة فى الأمراض التناسلية والولادة وجراحة العيون
9- نبه الرازى إلى أثر العامل النفسى فى صحة المريض حيث قال جملته المشهورة : إن مزاج الجسم تابع لأخلاق النفس




كتبة ومؤلفاتة

كتب ابن الرازى اكثر من 200 كتاب ورسالة فى مجال الطب ترجمت الى معظم اللغات ومنها



1- كتاب " الحاوى " فى الطب

.. الذى يعتبر موسوعة طبية كما وصفه كثير من المؤرخين وهذا الكتاب ليس من اشهر كتب ابن الرزى فقط بل انه من اشهر كتب التاريخ فى الطب وترجم هذا الكتاب الى الاتينية والأيطالية ومما يدل على علو قيمة هذا الكتاب ان الجامعة الفرنسية والتى تحتوى نسخة من هذا الكتاب قد تهدمت بعض مبانيها فى القرن الرابع عشر واستدانت من احد الأثرياء ولم تجد ضمان تعطية لهذا الثرى غير كتاب الحاوى فى الطب
وسمى هذا الكتاب بهذا الأسم لأنه يحتوى على جميع كتب وأقاويل القدماء من أهل صناعة الطب .


2- كتاب المنصورى

وصف فية الرازى وصفا تشريحيا دقيقا لأعضاء الحسم كلها ويعتبر هذا الكتاب مع كتاب القانون لأبن سينا من أعظم المراجع التى يعتمد عليها فى تدريس الطب بالمدارس الطبية الأوربية حتى القرن السابع عشر


3- ألف موسوعة طبية،وقد أطلق عليها اسم "الجامع الكبير

4- كتاب "في الفصد والحجامة

وكان الرازي يؤمن بأن القصد مفيد لعلاج بعض الأمراض


5- كتاب "الشكوك على جالينوس

اظهر فيه ابن الرازى الكثير من الأخطاء والمتناقضات لجالينيوس ويعتبر إن نقد الرازي لكتب جالينوس لدليل قوي على اتجاه جديد محمود بين أطباء العالم العربي، فكم من أجيال توارثت النظريات والآراء العلمية الخاطئة دون أن يجرؤ أحد على نقدها أو تعديلها، خشية الخروج على العرف السائد

يقول الرازي في مقدمة كتاب "الشكوك على جالينوس إني لا أعلم أن كثيرا من الناس يستجهلونني في تأليف هذا الكتاب، وكثيرا منهم يلومونني ويعنفونني أو كان يجزي إلى تحليتي تحلية من يقصد باستغنام واستلذاذ منه كذلك، إلى مناقضة رجل مثل جالينوس، في جلالته ومعرفته وتقدمه في جميع أجزاء الفلسفة، ومكانه منها؟ وأجد أنا لذلك يعلم الله مضضا في نفسي. إذ كنت قد بليت بمقابلة من هو أعظم الخلق على منة، وأكثرهم لي منفعة، وبه اهتديت، وأثره اقتفيت، ومن بحره استقيت

ومن اخطاء جالينيوس التى فندها ابن الرازى ما يلى

اوضح الرازي في نقده لكتاب "البرهان" ما أهمله جالينوس من ملائمة العين لوظيفتها باتساع الناظرين في الظلمة وضيقها في النور، ومنها قوله (أي قول جالينوس): "أنا إذا غمضنا إحدى العينين اتسع ثقب الناظر في الأخرى فنعلم يقينا أنه يملؤه جوهر جسمي". ويقول الرازي ردا على ذلك مباشرة: "و (ولو) كان هذا الجوهر الجسمي لا يجرى إليه إلا في حال تغمض الأخرى، لم يكن يتسعان جميعا في حالة ويضيقان في أخرى. وقد نجد النواظر كلها تتسع في الظلمة وتضيق في الضوء. هذا أحد ما ذهب على جالينوس، فلم يدركه، ولا خبر بمنفعته. والمنفعة في ذلك انه لما كان النور شديد التأثير في حاسة البصر حتى أنه يؤذيها ويؤلمها بأفرأط، والظلمة مانعة من الإبصار، احتاج البصر إلى اعتدال منهما يقع معه الإبصار بغير أذى، فهيئت العين هيئة يمكن معها أن يتسع ثقبها في حالة ويضيق في أخرى، لكن إذا كان المبصر في موضع نير جدا، أضاق فوصل من النور بمقدار ما يبصر به ولا يؤذي. وإذا كان في هواء أقل نورا، اتسع ليصل من النور أيضا ما يقع به الإبصار. كرجل له بستان يجري إليه الماء في بربخ معلوم كيلا يفسد كثرته ولا يقصر قلته. فجعل على فم هذا البربخ لوحا وصماما، يزن به الماء ليدخل بقدر حاجته. فمتى نقص الماء، شاله عن فم البربخ بقدر الحاجة ومتى زاد مدة عليه بقدر الحاجة أيضا.

وأما اتساع أحد الناظرين في حال تغميض الأخرى، فلأن الحاس الأول متى فاته من المبصر بعين واحدة ما فات، يروم أن يستدرك ذلك بالعين الأخرى، فيوسع لذلك ثقب العين المتهيء لذلك ليكشف الشبح من الجليدية بمقدار ما اقتسر عنه من العين الأخرى، أو يقارب ذلك بأكثر ما يمكن. كالرجل الذي يجري إلى بستانه ما يكفيه من الماء في مجريين. فحدث على أحدنا حادث، فاستدرك سعة المجرى الآخر ما فاته من المجرى المنسد. فقد بان أن العلة في اتساع أحد الناظرين في حال تغميض العين الأخرى ليس هو أن جوهرا جسميا يجري إلى الأخرى إذ كانا قد يتسعان ويضيقان في حال وهما مفتوحتان ليكون الاستدراك بالكشف عن الجليدية من المبصر ما فات في الآخر .

يقول الرازي: "وقد أفردت للنظر في هذا الرأي مقالة ضخمة وبينت أن الإبصار يكون بتشبح الأشباح في البصر" وجدير بمؤرخي الطب أن يبحثوا في دور الكتب التي لم تفهرس مخطوطاتها بعد، عن هذه المقالة الضخمة التي يذكرها الرازي. ويثبت مؤرخو العصور الوسطى المؤلفات الآتية للرازي في الإبصار، وكلها في حكم المفقودة: "كتاب في فضل العين على سائر الحواس"، "مقالة في المنفعة في أطراف الأجفان دائما"، "مقالة في العلة التي من أجلها تضيق النواظر في الضوء وتتسع في الظلمة"، "كتاب في شروط النظر"، و" مقالة في علاج العين بالحديد

وبعد فقد كان هذا اعذائى قطرة من فيض فضل بن الرازى فى الطب والى لقاء مع طبيب اخر اثرى حياة البشرية بعلمة وتجاربة



منقول