كشف محب الرافعي وزير التعليم المصري أن 303 آلاف طالب بالصفين الثالث والرابع الابتدائي حصلوا على "صفر" في اختبارات الإملاء هذا العام.
وأضاف في تصريحات صحافية أن من بين هؤلاء الطلاب 141 ألفا بالصف الثالث الابتدائي، و162 ألف طالب بالصف الرابع، مما يعني أنهم لا يعلمون شيئا عن الكتابة بشكل نهائي رغم قضائهم ما بين 3 إلى 4 سنوات في التعليم الأساسي.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة وضعت خطة لحل المشكلة وتحديد البرامج العلاجية موضحا أنه سيتم القضاء على هذه المشكلة خلال 8 شهور.
وقال إن الاختبار كشف لنا نسبة ضعف الطلاب في القراءة والكتابة، وبالتالي سيلزمنا بمعرفة أوجه القصور لمعلم الفصل الذي تكون لديه نسبة كبيرة من الطلاب وعمل دورات تدريبية له من خلال الأكاديمية المهنية للمعلم.
من جانب آخر كشف مصدر مصري مسؤول - طلب عدم ذكر اسمه - أن ضعف الإملاء لا يقتصر فقط على طلاب الابتدائي في مصر بل وصل لطلاب الجامعات ويكفي أن تشاهد كم الجرائم والفضائح التي يرتكبها طلاب الجامعات على مواقع التواصل الاجتماعي في حق اللغة العربية.
وأضاف أن المراجعة السريعة لبعض ما يكتبه الطلاب في فيسبوك وتويتر تكشف مدى التدهور الذي أصاب العملية التعليمية فمثلا كلمة لكن "يكتبها بعض الجامعيين " لاكن" و"أتمنى" يكتبونها "أتمنا" ونحن يكتبونها "نحنو" و"مباشرة" يكتبونها "مباشرتا" وهذه يكتبونها "هذهي" وأصلا يكتبونها "أصلن" " و"عموما" يكتبونها "عمومن" أما الكارثة فهي عدم تفرقتهم أحيانا بين الحروف مثل السين والثاء والكاف والقاف فهم يكتبون الكلمات كما ينطقونها فمثلا القوات المسلحة يكتبونها "المثلحة" و"السلفيون" يكتبونها الثلفيون و"القدرات الخاصة" وجدت جامعيا يكتبها هكذا "القودرات الخاسة" وأحدهم كتب كلمة "خس بالصاد" "خص" فيما يتباهى بعض الطلاب بكتابة العربية بحروف إنجليزية.
الدكتور مدحت مسعد وكيل وزارة التعليم يفسر لـ"العربية نت" أسباب الظاهرة ويقول إن مشكلة ضعف القراءة والكتابة لطلاب التعليم في مصر تتركز أكثر في المدارس الموجودة بالمناطق السكنية ذات الكثافة العالية فالمدرسة بتلك المناطق تعاني من التكدس والمعلم لا يستطيع أن يقوم بواجبه على أكمل وجه فضلا عن عدم وجود متابعة منزلية من الأب والأم للطالب نظرا لاهتمام الأسرة بتوفير لقمة العيش لأبنائها مما يجعلهم غير متفرغين لمتابعة التحصيل الدراسي لأبنائهم.
ويضيف أن السبب الثاني يرجع للمعلم فمعلم المرحلة الابتدائية يجب أن يكون ملما بطرق ومخرجات العملية التعليمية للطلاب في هذا العمر كما يجب أن تكون المقررات الدراسية على الطلاب خفيفة حتى لا نرهقهم بعلوم أخرى كالمواد الاجتماعية والرياضيات وننسى اللغة التي هي الأساس مشيرا الى أن مناهج التعليم يجب أن تقتصر في السنوات الثلاث الأولى من الابتدائي على تعليم الأطفال اللغة العربية قراءة وكتابة وهذا يكفي كمردود تعليمي مميز لو خرجنا بتلك الحصيلة فقط.
ويشير وكيل وزارة التعليم الى أن السبب الثالث لضعف الإملاء لدى الطلاب هو رغبة بعض أولياء الأمور ذوي الدخول الجيدة في إلحاق أبنائهم بمدارس اللغات وهذه تهتم بتدريس اللغات الأجنبية على حساب لغتنا العربية مضيفا أن الطالب في هذه السن الصغيرة يصعب عقليا وتربويا أن يكتسب لغتين أو 3 في وقت واحد فهذا صعب إن لم يكن مستحيلا وبالتالي سيتميز في لغة أجنبية على حساب لغته الأصلية بل إن بعض أولياء الأمور يتفاخرون بإجادة أبنائهم للغات الأجنبية على حساب العربية ويعتبرونه إنجازا لهم.
ويقول إن مديرية التعليم بالقاهرة نفذت مبادرة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في تعليم الأطفال بالابتدائي مهارات اللغة العربية من قراءة وكتابة وغيره وهذا هو المطلوب من المجتمع المدني فالكل يجب أن يشارك في تربية جيل جديد يجيد لغته العربية ويعتني بثقافة التعريب قبل أن تلتهم ثقافة التغريب كل شيء جميل في حياتنا، وتنشئ لنا جيلا لا علاقه له بلغة بلاده وبالتالي قد يضعف انتماؤه ويفقد هويته في زمن نحاول فيه أن نحمي هويتنا وعروبتنا من الضياع.


منقول