كيف لنا ان نتعرف على امامنا ضمن المنهج النبوي العام له
قال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله):

(أن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى عل خلقه الى يوم القيامة ، فإن من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ).
قبل ان نذكر كيفية ذلك لنوضح مضمون الحديث الشريف :
لابد من معرفة حق الامامة المفترضة الطاعة على العباد وان لهذه المنظومة الالهية عدد معين، حدده الشارع المقدس وهم أثني عشر امام من اهل بيت محمد (صلى الله عليه واله) ولابد من الاقرار لكل معصوم بحق امامته في زمانه ومن لم يقر بهذه الامامة حكمه حكم المشرك والملحد والكافر.
اذن فوجود الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) يعد من الامور المسلمة، ومن البديهيات لأنه أصل من اصول الاسلام ولقد أكد النبي (صلى الله عليه واله) بأحاديثه عن وجوده المبارك ومنها: ما روي عن الترمذي في سننه عن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) .( لا تقوم الساعة حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي) فهذه اول المعرفة الواجبة علينا معرفتها والاقرار بها. نسأل الله ان لا يحرمنا من النظر الى وجهه المبارك المنير وان نكون ممن يخدمونه في دولته دولة العدل الالهي امين يا الله.

حديث
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن لقيام القائم (عليه السلام) علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين، قلت - محمد بن مسلم -: وما هي جعلني الله فداك ؟، قال: ذلك قوله عز وجل * (ولنبلونكم - يعني المؤمنين قبل خروج القائم - بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) *.


الغيبةُ الكبرى بحدِ ذاتهِا قضيةٌ اعلامية لها أهمية كبرى، فمجردِ ما تحققت الغيبةُ ومن لحظاتِها الُاولى اصبحَ العالمُ في حالةِ ترقبٍ مستمرٍ لِما هو جديدٍ قد يحدثُ لهذه القضيةِ، فإن حالةَ الغيبِ والظهورِ والترقبِ من اعلى مستويات الاعلامِ في لفتِ الانتباهِ وشد أذهان البشرِ الى هذه الفكرةِ، حيثُ الاثرِ الفّعالِ في تفاعلِ هذه القضيةِ مع الذهنيةِ البشرية لم يحدث مثيلُها في التاريخِ.
لان الامامَ المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لا يعتبرَ عقيدةٍ اسلاميةٍ اتفقت عليها كلُ مذاهبِ الاسلامِ وحسب، وانما هي عقيدةٌ دينيةٌ عامة شملت الاديانَ السماويةَ كافةً، ولم تقتصر هذه الفكرةُ على اصحابِ الدياناتِ وانما اصبحت فكرةُ المصلحِ طموحاً للبشريةِ للوصولِ اليه وبأنهُ آتٍ في يومِ موعودِ على هذه الارضِ وسيُملئها قسطاً وعدلاً بعدما ملأت ظلماً وجوراً.



إن ما صاغهُ الشعورُ الفطري في الضميرِ الانسانيِ حتى انهُ اعتقادٌ سائدٌ عند أغلب الشعوب لمختلف حضاراتِها بوجودِ المنقذِ, ولقد نُظمت هذه المشاعرُ وصاغتها المعتقداتُ ضمن صياغاتِ فكريةِ بما يتناسبُ مع فكرتهمِ لهذا المنقذ، نقصدُ اصحابَ الايمانِ بالخرافاتِ والاساطيرِ (كالبوذا والهندوس و ...) وتظهر المهدوية أيضاً عند الحكماء والفلاسفة القدامى والمحدثين، مثل أفلاطون في الجمهورية والفارابي في [المدينة الفاضلة] و [الملة الفاضلة]، (فالمنقذ) الفكرةُ الاساسيةُ في كتبهمِ، ناهيك عن الكتبِ السماويةِ للأديان التي بشرت بوجوده.



أن الاعتقاد بالمنقذ وبوجوده اقدمُ من الاسلامِ واوسع منه الا ان الاسلامَ هو الذي ازاحَ الستارَ عن الحقيقةِ واشبعَ هذه الفكرةِ واوجدها وحولها من واقعٍ غيبيٍ طموحي الى واقعٍ حقيقي، ومن مستقبلي الى ترقب، ومن التطلعِ لوجود مصلح ومنقذ للبشرية الى وجودٍ فعليٍ لهذا الإمام وكونهُ يعيش بيننا وله اثارٍ تكوينيةٍ مؤثرةٍ بهذا الكون، وهذا ما اربك الاعلام الغربيَ الواعيَ والمدركُ لخطورةِ هذه القضيةِ على مجتمعاتهِ فكان له السعيُ الحثيثُ لطمسِ هذا المعتقدِ ، وان فكرةَ المنقذِ المتفقِ عليها لدى الشعوبِ انما هو نتاجُ حالةِ الضعفِ والاضطهادِ والفسادِ الذي يسودُ المجتمعاتِ الانسانيةِ ، فكان الغرضُ من هذه الفكرةِ هو بعثُ روحِ الاملِ في النفوسِ وقتل اليأس لديهم ....



مع الشكر الجزيل