أقدمت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية علي خرق السيادة العراقية، حيث اخترقت الطائرات السعودية الأجواء العراقية في محافظة الأنبار لتتجه بعدها إلى منطقة النخيب، وترافق ذلك مع قصف سعودي لهذه المنطقة بصواريخ الكاتيوشا والهاونات، وقد جاء الإجماع العراقي على أن الإختراق لسيادة العراق الذي أقدمت عليه السعودية هو إعتداء آثم ولا يجب أن يمر مرور الكرام. كما طالبت الحكومة العراقية من الجانب السعودي تقديم توضيحات لملابسات الحادث والأسباب الحقيقية من وراء الإعتداء غير المبرر، مع التعهد بعدم تكرار ما حدث مستقبلا. يأتي هذا الإعتداء في ظل ما يشهده العراق من موجة تحديات يواجهها من قبل جماعات التكفير، وبالتالي فإن أي نيران تطلق على الساحة العراقية خاصة في مناطق المواجهة مع جماعات التكفير لا يمكن إعتباره نيران صديقة أو غير مقصودة، والجدير بالذكر أن منطقة النخيب وجوارها تشهد تقدما ملحوظا للجيش العراقي والتشكيلات الشعبية، في ظل تراجع واضح لجماعات التكفير. الإعتداء واجهته القوات الأمنية العراقية المتواجدة في المنطقة، ما أجبر الطيران السعودي علي التراجع. وفي سياق الحديث عن الاسباب التي دفعت الجانب السعودي إلى إختراق الأراضي السعودية تبرز الأسباب التالية: ١ - منذ بدء الأزمة في العراق تسعى الجماعات التكفيرية ومن يساندها ويدعمها إلى الإتجاه بالخطر نحو المناطق المحاذية لمحافظة كربلاء في إطار المخطط الهادف إلى توسيع رقعة الإشتباكات بين الشعب العراقي وجماعات التكفير. ٢ - مساعي السعودية المستمرة في تشكيل طوق حزام لحدودها تنتشر فيه جماعات التكفير التي تلقى الدعم منها والمتماهية مع سياستها، والحؤول دون تواجد أي إرادة شعبية مستقلة، وهو ما تعمل على ترجمته في حدودها مع اليمن وتريد نقله إلى العراق ايضا. ٣ - المطالب الشعبية العراقية بإلحاق النخيب بمحافظة كربلاء تثير حساسية السعودية التي تسعى بكامل جهدها للتدخل بالشأن الداخلي العراقي. ٤ - المطامع السعودية فضلا عن الدولية منها في منطقة النخيب لما تضمه من مخزون نفطي هائل يفوق المئتين مليار مكعب. ٥ - موقع النخيب الإستراتيجي في طريق قوافل الحج البرية ما يضفي على المكان أهمية كبرى، ولذلك تسعى السعودية من خلاله إلى فرض إرادتها فيه. ٦ - تراجع الجماعات التكفيرية في محيط منطقة النخيب وعدم تمكنها من إحراز أي تقدم ملموس، وفي المقابل تقدم القوات العراقية واللجان الشعبية نحو مناطق الرمادي بهدف تحريرها، شكل إرباكا لدى الجماعات وداعميها، ليأتي الخرق السعودي للسيادة العراقية ضمن هذا الإطار. ٧ - يمكن وضع الإختراق السعودي للعراق ضمن رسائل التهديد للشعب العراقي، خاصة مع تصادف توقيت الإختراق لتجمع الوفود العراقية من مختلف المحافظات لإحياء مراسم الخامس عشر من شعبان في مدينة كربلاء. وعلى خلفية الإختراق السعودي، برزت المطالبات الشعبية والرسمية بضرورة تشكيل لجنة لمتابعة هذه القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هكذا حدث. وتأتي هذه المواقف المجتمعة -بضرورة منع مثل هكذا انتهاكات- في إطار من الجو العراقي الذي تسوده مبادئ الوحدة والتعاون لتجاوز المشكلات الراهنة التي يسعى اعداء العراق لبثها، ويبرز الجيش العراقي بمواقفه الحكيمة ليؤكد على أن من يريد زعزعة أمن واستقرار العراق وإشعال الفتن الطائفية فيه سيكون الجيش له بالمرصاد، فصبر العراق هو صبر الحكيم الذي يقود به إلى شاطئ الأمان