كانت مدينة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية أول مدينة في العالم الاسلامي ينطلق فيها مدفع شهر رمضان المبارك . ولقد لعبة الصدفة دورها في ذلك ولم تكن هناك نية مبيتة لاستخدام المدفع لهذا الغرض على الإطلاق .
فعند غروب أول يوم من شهر رمضان المبارك في عام (865 هـ/1487م) أراد السلطان الملك ( الظاهر أبو سعيد سيف الدين خُشقدم بن عبد الله الناصرى المؤيدي) السلطان الرابع عشر للدوله المملوكيه الثانية (الدولة المملوكية البرجيه - الشركسيه) أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل اليه هدية من صديق ألماني ، وقد صادف إطلاق قذيفة المدفع وقت اذان المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق قذيفة المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، وعندما توقف المدفع عن الإطلاق ذهب العلماء والأعيان وجمع غفير من اهالي القاهرة إلى مقر الحكم لمقابلة السلطان وشكره على التقليد الجديد الذي استحدثه ، والطلب منه باستمرار عمل المدفع في شهر رمضان المبارك فلم يجدوه ، فالتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" التي نقلت طلبهم إلى السلطان، فوافق عليه وقرر المضي في إطلاق قذيفة المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي لوقتي السحور والإمساك .
فأطلق بعض اهالي مدينة القاهرة اسم "الحاجة فاطمة" على مدفع الافطار ، واستمر ذلك حتى الآن ، ومن هنا يقترن اسم مدفع إلافطار في مصر باسم(مدفع الحاجة فاطمة) والتي هي الاميرة فاطمة زوجة (السلطان المملوكي خشقدم) .
وهناك رواية اخرى تقرن اسم (مدفع الحاجة فاطمة) بسمو الامير فاطمة ابنة (الخديوي اسماعيل) حيث تفيد الرواية بانه كان بعض الجنود في عهد (الخديوي إسماعيل) خامس حكام مصر من اسرة محمد علي (1867/ 1879م) يقومون بتنظيف أحد المدافع ، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء مدينة القاهرة ، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام شهر رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت سمو الاميرة فاطمة ابنة (الخديوي إسماعيل) بما حدث، فأعجبتها الفكرة فاصدرت فرمانأ يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية ايضا ، ومن هذه الحادثة اقترن اسم مدفع إلافطار في مصر باسم (مدفع الحاجة فاطمة) والتي هي الاميرة سمو فاطمة بنت (الخديوي اسماعيل) .
و لم يتوقف سبب وجود مدفع رمضان ومنشأ هذه الظاهرة عند هاتين الروايتين ، فهناك رواية أخرى تقول إن فكرة مدفع شهر رمضانالمبارك هى فكرة أوجدها الإمبراطور الفرنسى (نابليون بونابرت) حينما كان يحتل مصر فى زمن الحملة الفرنسية (1798/ 1801م) ، حيث أراد أن يقوم بعمل يرضى به المصريين وينتزع إعجابهم وقبولهم ، فأمر بنصب المدافع على قلعة صلاح الدين فى مدينة القاهرة، وأن يتمّ إطلاق قنابل البارود منه إيذاناً بحلول شهر رمضان المبارك ، ليصبح هذا الأمر فيما بعد تقليدًا متّبعًا فى شهر رمضان المبارك في اغلب دول العالم الاسلامي .