من حق الضّيف على مضيفه أن يحسن استقباله ثم يكرمه ثم يودّعه بأسلوب لبق و يطلب منه أن يعاود زيارته في أقرب فرصة.
ضيفنا قد وصل الى آخر درجة من سلم البيت و أوشك أن يطرق الباب.

الاجراءات المطلوبة لاستقبال خير الضيوف يجب أن ترقى لمقامه.

كبداية أقول لكل المتسابقين الّذين لم يعرفوا اسم ضيفنا: هو خير الشهور الّذي فرح به خير البشر.
نعم...رمضان.

قد يبدو ما سأقوله في موضوع اليوم مجرد ترداد لما ينشر في الصحف و يقال في التلفاز، لكنّني أشعر أنّه واجب علي، واجب أعتزّ به، أن أشارك في استنفار سكّان الحي لاستقبال الضيف الكريم.


أخي المتلهّف لمصافحة ضيفنا، أختي التوّاقة لمجرّد الجلوس و تأمّل وجهه، اليكما بعض الخواطر عن أشياء أحسب أنّها ستحوز -ان اتبعتماها- على رضى ضيفنا:




ابتسامة
بدأت منذ فترة وجيزة، و أرجو أن تشدّوا على يدي و تنضمّوا لي، بدأت بحملة بعض مزاياها أنّها لا تستهلك لا وقتا و لا جهدا و لا مالا، أمّا كبرى مزاياها فهي أنّها تكسبك حب النّاس و اعجابهم حتّى لو لم تكن معروفا لهم.


تتلخّص تلك الحملة في أن أحاول في كل زمان و كل مكان أن أرسم على وجهي ابتسامة أقوى من أن لا يراها النّاس و لكن أضعف من أن تجعل من يراني يشكّ في اصابتي بلوثة عقليّة. أكثر وقت أتمتع فيه بتطبيقي تلك الخطّة هو أثناء قيادتي سيّارتي منفردا. يكفيني فقط رؤية النّاس المتوقفين على الاشارة الضوئية بجواري و هم يرمقون ابتسامتي بنظرات خفيّة لكي تثبت لي بعد ذلك صحّة مقولة "الابتسام معدي" حين أراهم و قد أصبحوا هم كذلك مبتسمين. أغادر بعدها ساحة الجريمة مثل بطل جبّار يعمل خفية في جنح الظلام لأهدي ابتسامة أخرى لضحايا آخرين في شارع آخر.


هذه دعوة بشوشة منّي لكل من يقرأ، جرّب ما طرحته عليك، لن يكلّفك شيئا. ما أروع رمضان لو استبدل كل النّاس الوجوه العابسة فيه بأخرى مشرقة تحيي الصديق و الغريب.


سورة الأخلاق
كم مرّة شعرت حين تسمع آية كريمة أنّك تسمعها لأوّل مرّة؟ صعقنا أنا و أخي العام الماضي حين اكتشفنا وجود سورة كاملة لم نكن نشعر بوجودها من قبل. اسم هذه السّورة هو سورة الحجرات.

لن أذكر هنا ما ورد في هذه السورة كي لا أحدّد معانيها في اطار تفكيري أو أقصّر في حقّها. أنا أرجوكم أن تذهبوا لقراءتها.. اقرؤوها.. اقرؤوا تفسيرها... عاودوا القراءة... اشردوا في معانيها... احفظوها... علّموها لاخوتكم و جيرانكم... ناقشوا آياتها... قارنوها مع واقعكم... و الأهم، اعملوا بها و تخيّلوا لو كانّ شعار كل منّا العمل بالأخلاق الواردة في هذه السّورة في شهر رمضان كيف سيتغيّر ظاهر و باطن مجتمعنا.



معرفة حبيبك عن قرب
أشعر بألم كبير كلّما تذكّرت مدى جهلي بسيرة حبيبي رسول الله -عليه الصّلاة و السّلام-، و قد ازداد هذا الشعور ألما و حرقة هذا العام بعدما تعرّض له شخصه الكريم من هجوم. هل يمكن أن تذكر لي وقتا أنسب من وقتنا هذا لنقرّر فيه قراءة سنّته العطرة، بل الأهم من ذلك، العمل بها؟
سأخصّص فترة يوميّة ان شاء اللّه في رمضان لقراءة بعض الحوادث من سيرة حياة رسولنا العظيم عليه الصلاة و السلام على أمل أن لا يأتي آخر أيّام رمضان الّا و أنا أشدّ قربا له و تعلّقا به.

هذا ليس رياء،انّما هو أمل أن تشاطروني رأيي و تنضمّوا لي كما فعلتم في أوّل خاطرتين.




الحديث عن رمضان يطول و من الصّعب أن توفيه حقّه في مقال واحد.

يبقى أن أقول أن هذا غيض من فيض فتلك كانت مجرّد خواطر و على كلّ منّا أن يشغل نفسه بالتّفكير في أجمل استقبال و أكرم معاملة لأكرم ضيف.




....
هل سمعتم؟ ضيفنا يطرق الباب. قوموا فتزيّنوا له.



منقووول للفائدة وشكرااااا