رجل اكل لحمه من اجل الاسلام


بطل الإسلام الكامل الثانى محمد الأيوبى

بين يديك أخى الحبيب نموذج فريد لرجل لا يوجد مثله إلا فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إنه البطل محمد بن شهاب الدين الملقب بالكامل الثاني الأيوبى أمير حصن ميا فرقين قال عنه الإمام الذهبى رحمه الله فى كتاب العبر " كان عالماً فاضلاً شجاعاً عادلاً محسناً إلى الرعية ذى عبادة وورع ولم يكن فى بيته من يضاهيه "

وقد عاصرالكامل رحمه الله محنة سقوط بغداد فى يد المجرم هولاكو ورأى تسارع بعض أمراء الشام لخدمة هولاكو بل وصل الامر باحد امراء الشام المخذولين ان كتب اسمه علي نعل وارسله الي هولاكو وقال له اجعل هذا في قدمك والعياذ بالله من الخسران وصدق الله حيث يقول (فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشا ان تصيبنا دائرة فعسي الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده فيصبحو علي ما اسرو نادمين) اما الأمير الكامل الثاني رحمه الله فقد رفض أن يخدم ذلك الكلب(هولاكو) كما فعل غيره فأرسل إليه هولاكو رسالة مع نصرانى عربى يدعى"قسيس بن يعقوب " والسبب في اختيار هولاكو رسولا نصرانيا هو ليثبت للكامل ان النصاري متحالفين معه بالاضافة الي بعض امراء الشام الخونة فعليه ان يخدع والا اصبح وحيد ، وعندما وصل الرسول الي الكامل امر الكامل بقتل ذلك القسيس متحدياً بذلك هولاكو فما كان من هولاكو إلا أن أرسل ابنه أشموط لحصار الكامل الثانى فى حصن ميافرقين وإنضم إلى جيش أشموط كفارالكرج وأرمينية النصرانية ودام الحصار ثمانية عشر شهراً أبلى فيها المسلمون بلاءً حسناً وأثناء الحصار أستولى التتار على قلعة بها أولاد الكامل الثانى فجاءوا بأولاده إلى أسوار المدينة وطلبوا منه أن يسلم المدينة فأبى وقال لهم " ما لكم عندى إلا السيف " فذبحوا أبنائه فصرب واحتسب وطال امد الحصار وأشتد حتى نفذا الزاد والذخيرة وأشتد الجوع بالناس حتى مات غالب أهل المدينة جوعاً فهجم التتار على المدينة فلم يجدوا فيها إلا تسعون رجلاً لأن البقية قد ماتوا جوعاً فقتل التتارالاسري واستبقوا الأمير محمد الكامل بن شهاب الدين وأرسلوه إلى هولاكو لعنه الله وعندما دخل الكامل على هولاكو وكان وقتها مشغولاً بشرب الخمر فناول الكامل كأساً فأبى الكامل وقال فى عزة هذا حرام هذا حرام ، فقال هولاكو لإمرأته ناوليه أنت فأبى أن يأخذالخمر وشتم هولاكو وبصق فى وجهه فأستشاط هولاكو غضباً ولم يصدق ما فعل الكامل عزيز النفس رحمه الله فأمر هولاكو بصلب الكامل فصلب حياً وكان هولاكو يقطع من لحمه وهو حى ويضعه فى فمه ويجبره على أكل لحمه إلى أن مات وهو رافع الرأس عزيز النفس (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )




فلا عجباً للأسد إن إن ظفرت بها كلاب الأعادى من فصيح وأعجمى

فحربة وحشى سقت حمزة الردى وموت على من حسام بن ملجمى




لقد مات الكامل رحمه الله بعد ان قطع في ذات الله اربا اربا ومات الامراء الخونة علي عروشهم ولكن شتان بين موتة وموتة (ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )

فيا رب حين رخام القبر مسكنه ............ورب ميت علي اقدامه انتصبا

وبعد موت البطل الشهيدبأذن الله عجل الله انتقامه من قاتله فى الدنيا ولعذاب الأخرة أكبر لو كانوا يعلمون

قال الذهبى فى كتاب العبر فى تاريخ من غبر " مات هولاكو فى سنة 665 هـ بعلة الصرع فإنه منذ قتل الشهيد صاحب ميافارقين " الكامل الثانى " ابتلاه الله بالصرع حتى كان يصرع فى اليوم مرة ومرتين إلى أن مات " فلعنة الله على الظالمين ورحمة الله على الأبطال الصالحين الذين رفعوا راية الإسلام ورفضوا الخضوع والذل لغير الله

عجبت لهم تغطيهم دمائهم ويبتسمون فى فرح شديد

إذا قتلوا فقد نالوا الأمانى وإن قتلوا فسحقاً للعبيد

هو الإسلام علمهم صموداً كذا يكون ابطال الصمودى

رباهم رجالاً لم يهابوا فما هانوا الطاغيةا لدودى

فإما أن نعيش بظل دين نعز به وبالنهج الرشيد

وإما أن نموت ولا نبالى فلسنا نرتضى عيش العبيد


المصادر 1
– الكامل لابن الأثير 2 – العبر فى تاريخ منغبر للذهبى
3 – سير أعلام النبلاء