وعن مداخل القبة، تقول "هي عبارة عن أبواب من خشب الساج المطعم بالزخارف وذات عقود هلالية أو منحنية، أما القبة من الخارج فهي بصلية الشكل تحوي على زخارف من الكاشي الكربلائي القاشاني خطت عليها أسماء الله الحسنى، ويحتوي عنق القبة شبابيك ذات عقود عباسية مدببة، وفي أسفلها شريط من الكتابات لبعض الآيات من سورة النمل عن النبي سليمان عليه السلام، فضلاً عن ان القبة مطعمة بالمرايا بأشكال هندسية بديعة تتخللها زخارف نباتية على شكل أغصان ملتوية وأفاريز متعددة ذات نقوش هندسية وحنايا ذات عقود مدببة عباسية تتبادل مع الشبابيك التي لها ذات التشكيلة المتداخلة".
ارتباطه بالنبي سليمان ومحكمة الجن المسخرة بمملكته
وعن المقام يحدث راديو المربد، القائم عليه(الخادم) صفاء الدين وحيد ياسين الكوام، ان "النبي سليمان أرسل وزيره آصف بن برخيا، وشيّد هذا
المكان الذي كان تلاً كمكان للعبادة، كما استغله محكمة للجن التي كانت مسخرة في ملك سليمان، وأخذ شأنه يتعالى شيئاً فشيئاً وظهرت بركاته للجميع التي استغنى بها عن أي مساعدة حكومية لتشييده وترميمه منذ القدم، حيث يؤمه الناس لقضاء الحوائج وتخليصهم من الأمراض مهما كانت".
ويشير الى انه "يمتلك أدلة ووثائق تؤكد ذلك، وعرضها على الجهات الدينية الحكومية التي أيدتها، إضافة إلى امتلاكه إناء ماء يعود إلى حقبة النبي كتب عليه طلاسم وأحراز، يستخدم لشفاء المرضى حينما يشربون من مائه، وهو الآن محفوظ لدى عائلته (الكوام) التي توارثت خدمة المقام منذ قرون مضت" حسب ماقال.
موقع المقام امتداداً لمدينة الأنبياء
وعلى ذات الرأي يقول الكاتب والصحفي من أهالي الناحية عبد الأمير الديراوي، لراديو المربد ان "أكثر الروايات التاريخية ترى ان المقام مرتبط بالنبي سليمان، كون المنطقة مرتبطة باﻻهوار التي تقترب من موطن الأنبياء في أور والممتدة من المدينة فالجبايش والقرنة، التي صلى على شجرتها نبي الله إبراهيم
الخليل" حسب رأيه
.
ولايختلف معهما الدكتور حميد سراج جابر الاسدي، التدريسي وخبير التاريخ في جامعة البصرة، الذي لم يستبعد عبر حديثه لراديو المربد ان "يكون المقام مرتبط بالنبي سليمان والمحكمة التي أسست للجن، كون المنطقة والعراق متأصلان بالأنبياء أكثر من بقية مناطق العالم، كما ان تسخير الجن والإنس لسليمان النبي لم يختص بمنطقة، لوجود شمولية تفسر إمكانية وصول متعلقات وأفكار وصور معنوية ومادية إلى هذه المنطقة بشكل مباشر أو بغيره سواء كانت تخص الجن او الإنس، وبعض آيات القران تدل على ذلك، إضافة إلى العمق التاريخي لهذا المقام والتجربة المرحلية التي كانت على شكل قصص وروايات". وفقاً لقوله.
إمكانية ارتباط المكان بمبعوث الإمام الحسين عليه السلام
ورغم كل ماورد من مصادر وأدلة تشير إلى ارتباط المقام إلى النبي سليمان وحقبته التي حكم فيها، إلا إن رأياً آخراً يشير الى إمكانية ان يكون هذا المقام لسليمان
ابن رزين مبعوث الإمام الحسين عليه السلام الذي استشهد في نفس
المنطقة، مستدلين على ذلك بعدم وجود قبر لهذه الشخصية، وهو ما يؤكده مدير المزارات الشيعية في البصرة نزار الموسوي الذي قال لراديو المربد انه "يمتلك وثائق وأدلة استند عليها في صحة رأيه، واعتمدها لدى مرجعياته الإدارية العليا وسيتم اعتماده بذلك رسمياً ويضم الى بقية المراقد، وسيشمل المقام بخطة لاعماره وتطويره ويعين له مسؤول".
لكن هذا الرأي يفنده الدكتور حميد سراج الاسدي، الذي قال "أن هناك الكثير من أصحاب الإمام علي عليه السلام قتلوا في معركة الجمل ولم نجد لهم اليوم اثراً او مزاراً فلا يعني عدم وجود قبر ابن رزين انه مدفون في هذا المقام".
المقام آثاري لكن اندثرت معالمه الآثارية
وبين هذا وذلك، يؤكد خبير الآثار في البصرة هاشم الموسوي، ان المقام هو من المواقع الآثارية التي لاشك فيها، الا ان البناء الحديث الذي شيد على الموقع تسبب باندثار المعالم الآثارية له" مضيفا ان "المقام ينسب الى النبي سليمان كخطوة أقيمت فيها العبادة إلى حد بعيد رغم وجود آراء أخرى".
يذكر ان تسمية مدينة الدير جاءت لكثرة اﻻديرة (أماكن العبادة) فيها، أبرزها دير الدهدار الذي سمي فيما بعد صاحب الزمان، كما انها منطقة غنية بالآثار القديمة تحميها التلال، كتلة المكرون ومقام النبي سليمان بن داود والمساني والرملة والسبيطية والأسود والحمرة وثنية وأبو جرية وأبو الصناديق، التي كانت ايضا مهرب للناس من غضب المياه وكثرة الفيضان.
وتضم محافظة البصرة العديد من المراقد والآثار الإسلامية أبرزها الخطوة (مسجد الخطوة) في قضاء الزبير، إلى جانب آثار مازالت غير مكتشفه، تعود إلى عصور مختلفة وتخضع بعضها إلى الوقفين الشيعي والسني، فيما يؤكد مختصون في الآثار ان بعض المشاريع العمرانية التي أطلقت بعد عام 2003، علاوة على التنقيبات النفطية التي تقوم بها بعض شركات جولات التراخيص بعيداً عن موافقة مفتشية الآثار المسبقة أو ما يسمى (بالتعارضات)، ساهمت باندثار تلك الآثار.
المفضلات