ديوان الزنادقة- جمع وتحقيق جمال جمعة

تيار الزندقة كان يعبر عن نفسه بين آونة وأخرى، على ألسنة الشعراء في صدر الإسلام. فالحنين إلى شرب الخمر والتغني بها، الحيرة من قضية المعاد وفناء الإنسان، التبرم من الفروض الدينية والتوق لأيام الحرية الخوالي في الجاهلية، كان يتردد صداها في ثنايا القصائد التي كتبت في صدر الإسلام.

وبدخول القوميات الأخرى ذات الخلفيات الثقافية المختلفة، في الإسلام، التي رأت في التزندق الثقافي خير وسيلة لإعلان تمردها على أسيادها العرب. فقامت تحاور وتناقش وتؤلف الكتب لدحض النبوة وتسفيه الشرائع ونقد القرآن، مما أدى بالخليفة المهدي، ثالث الخلفاء العباسيين، إلى إنشاء ديوان أسماه “ديوان الزنادقة”، لمطاردتهم وقتلهم وتمزيق كتبهم.

كانت أول وأخطر عملية تنقيح لكتب التراث التي تقع برأي المحقق جمال جمعة، في مصاف الجنح الثقافية الكبرى، ما قام به ابن هشام من صنيع في تشذيب السيرة النبوية التي كتبها سلفه ابن اسحاق (توفي 151هجرية)، التي تعد المصدر الأساسي والينبوع الأصل الذي نقل عنه جميع من كتب سيرة الرسول (ص) أو أرخ لحياته. ويعد الآن هذا الكتاب من الكتب المفقودة. فقد قام ابن منظور بحذف كل الأشعار التي يعتقد أنها نالت من النبي (ص) والمسلمين، ولم يثبت في سيرته إلا مقطوعات متناثرة الأوصال من القصائد التي أثبتها ابن إسحاق كاملة في كتابه الأصل. وبذلك فقدنا وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، تؤرخ للصراع الفكري بين النبي (ص) ومناوئيه إبان تلك الحقبة الحرجة من تاريخ الجزيرة العربية.


رابط التحميل

ديوان الزنادقة - Download - 4shared