شبكة عراق الخير
صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 67

الموضوع: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

Share/Bookmark

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    فلا يخفى أن علـم الأنسـاب علم مندوب إليه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) وذكر البلاذري عن المدائني ، عن أبي الزناد ، عن أبيه ، أنّ عبد الله بن عمر قال لابنه واقد : انسُب نفسك وأمهات أبيك ، فلم يعرف ذلك ،فقال : يا بُنيَّ إن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه ، ولم يقض حقاً .
    والعرب تعني بأنسابها لتصل رحمها ، وليُعرف الأصيل وتتقوى به قبيلته في كل ما يعنيها سلماً وحرباً ، وتحذر الدخيل الذي قد يخش من جهته الخذلان .
    وقد اهتم به العلماء في القديم والحديث ، فبينوا أنساب قبائل العرب عامة ، ووضعوا في ذلك المؤلفات العديدة المفيدة :
    فوضع هشام بن محمد السائب الكلبي النسّابة ( ت204ﻫ ) كتاب ( جمهرة النسب ) .
    ووضع أبو جعفر محمد بن حبيب ( ت245هـ ) كتاب ( مختلف القبائل ومؤتلفها ) ووضع أبو العباس محمد بن يزيد المبرد ( ت286ﻫ )كتاب ( نسب عدنان وقحطان ) .
    ووضع الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ابن المغربي ( ت418ﻫ ) كتاب ( الإيناس في علم الأنساب ) .
    ووضع أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ( ت456ﻫ) كتاب ( جمهرة أنساب العرب ) .
    ووضع الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي ( ت463ﻫ ) كتاب ( الإنباه على قبائل الرواة ) وكتاب ( القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم ) .
    ووضع أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله القلقشندي ( ت821ﻫ ) كتاب ( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ) .
    ووضع أبو الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي ( ت1246ﻫ ) كتاب ( سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) على شكل مشجرات .
    واهتم بعضهم بأنساب الأشراف خاصةً ، وله في ذلك تآليف عديدة :
    فوضع النسّابة المؤرخ الشهير أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ( ت279 ﻫ ) كتابه الشهير ( أنساب الأشراف ) .
    ووضع أبو الفرج على بن الحسن الإصبهاني ( ت356ﻫ)كتاب ( مقاتل الطالبين ) .
    ووضع أبو النصر سهل بن عبد الله أبو داوود البخاري ( حياً341 ﻫ ) كتاب ( سِرّ السلسة العلوية ) .
    ووضع السيد الشريف النسّابة نجم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري ( ق5ﻫ) كتاب ( المجدي في أنساب الطالبين ) .
    ووضع السيد عز الدين أبو طالب اسماعيل بن الحسين بن محمد المروزي ( حياً614ﻫ ) كتاب ( الفخري في أنساب الطالبين ) .
    ووضع الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي ( ت620ﻫ ) كتاب ( التبيين في أنساب القرشيين ) .
    ووضع العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري ( ت694ﻫ)كتاب ( ذخائر العقبي في مناقب ذووي القربى ) .
    ووضع المؤرخ النسابة العراقي جمال الدين أبو العباس أحمد بن علي بن حسين ابن عنبة الداودي الطالبي الحسني ( 828ﻫ ) كتاب ( عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ) .
    ووضع النسابة السيد علي بن الحسن بن شدقم الحسيني ( ت1033ﻫ ) كتاب ( زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول ) ، ثم اختصره في كتاب ( نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة ).
    ووضع عبد الرحمن الأنصاري : ( تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ماللمدنيين والأنساب ) . وغيرها الكثير.
    وقد اهتم علماء الأنساب ببيان نسب النبي العربي الكريم فهو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
    وكان جل اهتمامهم منصباً على بيان آبائه وأجداده من الرجال ، ولم أجد أحداً منهم يهتم ببيان نسبه من جهة أمهات أبيه وأمه ( ) حتى جاء اللوذعي النسابة الأستاذ / السيد حسين بن حيدر بن محبوب الهاشمي ، واهتم بجمعهن في هذا الكتاب من سائر المصادر ، فبين فيه أم أبيه وأم جده ... وهذا من جهة آبائه ، ثم أم أمه ، وأم أبيها وأم أمها ... وهكذا ، معتمداً في جمعه على مصادر الأنساب ، ثم توج عمله في كل فصل برسم مشجرات تقرب لذهن القارئ بالرسم ما تعب في بيانه بالشرح . وقد وضع في كتابه هذا لبنة جديدة في علم الأنساب وخاصة النسب الشريف .



  2. #2

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    فإن مجال السيرة النبوية مجال خصب وواسع فسيح ، لتعدد جوانبها ولا جرم كونها سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فثمة من كتب في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل مولده ، أعني عن مجتمع قومه وعن نسبه ، وثمة من كتب عن طفولته وأيام شبابه ، ومنهم من كتب عن مبعثه وإرهاصات النبوة ، وهناك من خص الكتابة عن هجرته ، ومنهم من جمع ذلك كله وكتب عن سيرته المكية ، ثم هناك من كتب عن سيرته المدنية وعن مجتمع المدينة في عهده ، وبعض المؤلفين قصروا الكتابة على غزواته ، ومنهم من سلك مسلكاً آخر إذ كتب عن أزواجه أو أولاده ، ومنهم من جمع ذلك كله مكية ومدنيه قرب أم بعد بل حتى الكتابة عن أصحابه ، وكتابنا هذا موضوعه نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسب أمهاته من أي الجهات كُنَّ ، وهو موضوع جدير بالبحث والتتبع وهو وإن كان الأقدمون قد دونوا فيه إلا أنهم لم يتوسعوا ذلك التوسع الذي كنا نتطلع إليه ؛ ذلك التوسع الذي لو نتج بفعل أيديهم لكان أفضل وأكمل ، ولكن لا ضير ؛ إذ قد جمعت في هذا الكتاب انساب أمهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمهات آبائه استخرجتهن من أسفار الأوائل ، وتتبعت طرق أنسابهن من لدنه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ واسطة القلادة وخلاصة المطيبين البطاح ، وسليل الفضول الكرام( ) والصميم من ذؤابه هاشم ، الذي ملأ الله بالصلاة والسلام عليه السماء والأرض ، وشهد له العدو و الصديق ، القريب والبعيد ، بطهارة النسب وخلوص الحسب الممحض من كل عيب وسفاح ، صاحب ذروة الحسب ومعدن المجد ، سليل قريش الصريحة من كنانة ، الصريحة من ولد اسماعيل ، القائل : ( نحن بنو النضر ، لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا ) .
    وسليل كل ذي بيت وشرف من العرب بمختلف أعراقها ، ومن غير العرب .
    فجئتَ مُهَذَّبَ الأَعْرَاقِ مَحْضَاً
    سُلاَلَ الصَفْوِ مِنْ كَرَمٍ قَطِيْبِ

    تجده قد أخذ من كل قوم كرام شعبة ، وأي فرع ؟! وأي شعبة ؟! إنه لعمر الله أحسنها ورقاً وأينعها زهراً وأنضجها ثمراً وأعلاها ذروة ،قرم كل شجرة ، كمثل شجرة الإيمان ، قرن الله اسمه مع اسمه في أعلى فرع لها ، وما كان أدناها بخسيس ولا مبتذل ، كأن آبائه في الناس بدور الدجى والشمس في رابعة النهار ، وانها العقد الفريد ، والدر المنضود بسلسلة الذهب الحر النقي ، كأنك حين تنظر في آبائه لاتدري أيهم كان أهذب وأكرم من الآخر الابن أم أبيه ، لاترى في نسبه عوجاً ولا عيباً ، ولا ترى إلا مهذباً يعقبه مهذب ، بدور قد توسطت سماء العلا والعدل زهراً وكملاً ، لها شهب عنها استنارت فنورت ، سواد الدجى حتى تفرق وانجلى ، وسوف تراهم واحداً بعد واحد ، مع اثنين من أصحابه متمثلاً ( ) .
    نسبٌ كأن عليه من شمسِ الضحى
    ما فيه إلاَّ سيدٌ من سيدٍ
    نوراً و من فلق الصباح عمودا
    حاز المكارم و التقى و الجودا

    ولقد كنت لما بلغني قول ابن عباس رضي الله عنهما : إنه لم يكن بطن من قريش إلاكان له فيهم قرابة أو ولادة ، وذلك بخصوص قوله تعالى :  قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى  أردت أن أعرف نوع هذه القرابه ، فتتبعت نسبه صلى الله عليه وآله وسلم فأستخرج امهاته من قريش ، غير أني وجدت نفسي مضطراً لأن أذكر أمهاته من غير قريش ، وكما قالوا ( الحديث ذو شجون) فاستحسنت ذلك أيضاً ، خاصةً بعد أن بلغني أيضاً قول ابن عباس في قوله تعالى :  لقد جاءكم رسول من أنفسكم  قال : قد ولدتموه يا معشر العرب ، فزادني ذلك ارادة معرفة من من العرب ولده ، ولا شك أن من ولده أفضل ممن لم يلده ، وأن فضل من ولد رسول الله كفضل من ولده رسول الله فجعلتُ أتتبع ولادته فوجدته قد حاز الشرف كله فما افترق الناس فرقتين إلا وكان هو في ذات البيت أو ذات البيت والعدد ،بل حتى أمه هاجر القبطيه أم اسماعيل بن ابراهيم قالوا عنها أنها كانت بنت ملك من ملوك مَنَف.
    قال الماورديّ : لما كان أنبياء الله صفوة عباده وخير خلقه ، لما كلفهم من القيام بحقه ، استخلصهم من أكرم العناصر وأمدهم بأوكد الأواصر ، حفظاً لنسبهم من قدح ، ولمنصبهم من جرح ولتكون النفوس لهم أوطأ و القلوب لهم أصغى ، فيكون الناس إلى إجابتهم أسرع ولأوامرهم أطوع ( ) .
    وصدق الله تعالى اذ قال :  الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ... ( ) .
    روى الترمذي ومسلم واللفظ له عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله  يقول : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) .
    وقال العباس بن عبد المطلب : قلت يا رسول الله إن قريشاً جلسوا فتذكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم ؛ من خير فرقهم ، وخير الفريقين ، ثم تخير القبائل فجعلني من خير قبيلة ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً ) .
    وروي عنه أنه قال : ( لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذباً ؛ لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ) .
    ولقائل أن يقول : هناك من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريقين أو أكثر فأيُّ هذه الطرق أفضل ؟

  3. #3

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    والجواب على ذلك : أن التفضيل واقع في كل طريق منهما ، غير أن المفضل والمقدم هو طريق الذكور الذي لا أنثى فيه ، كمثل غالب بن فهر هو خير وأفضل من أخويه الحارث ومحارب ابنا فهر ، وكل ولده ، لكون غالب قد ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا عن رجل ، فلا يقارن غالب بن فهر بمحارب بن فهر أو بالحارث بن فهر ، فذلك فاضل وهذان مفضولان ، وإنما ترد المفاضلة في الحارث ومحارب أيهما الأفضل إذ كلٌ والد أم هما في الفضل سواء ؟
    والجواب في نحو هذا أن يقال : أيهما كان أقرب لرسول الله ولادة وأقل أفراداً بينه وبين رسول الله كان أفضل ، ووجه آخر للمفاضلة : أن يقال أيهما كان أكثر ولادة كان أفضل ، وهذا أقوى من الأول ، إذ أن كثرة الولادة تدل بحق على فضل الوالد .
    وكذا المقدم من ولدي كلاب بن مرة هو قصي بن كلاب ، لكون
    زهرة بن كلاب جد رسول الله لأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ، وقد قال الله تعالى  وليس الذكر كالأنثى  سورة آل عمران /36 وقال عز وجل :  الرجال قوامون على النساء  سورة النساء /34 .
    ولكن أيهما أفضل زهرة بن كلاب أم عبد قصي بن قصي بن كلاب وكلٌ والد ؟ فعبد قصي بن كلاب من قوم أفضل جملة غير أنه أبعد ولادة ( ) ، وزهرة أقرب لرسول الله من عبد قصي بن قصي ، فزهرة أفضل من أجل ذلك لمقامهم من النبي .
    وأيهما أفضل رهط أمه أم أخوال أبيه؟ فلعل الأول أفضل .
    وأيهما أفضل أخوال أمه أم أخوال أبيه مخزوم ؟ ويقال لمخزوم ، ( ريحانة قريش ) وأخوال أمه بنوا عبد الدار بن قصي بن كلاب ، فهم آل قصي فهم يفضلون بهذا ومخزوم تفضل بكونها أخوال أبيه نظراً لمكانة الأب . وهذه المفاضلة إنما تكون في الرهط الواحد ولكن حين تختلف القبائل فالأفضل ما دل عليه الدليل ، فالأنصار وهم أخوال عبد المطلب بن هاشم وجهاء وقد علم الناس شر ف الأنصار في الجاهلية وفي الإسلام ، غير أن قريش كلها أشراف من الأنصار وأكرم ، حتى بطونها التي لم تلد رسول الله ، غير أن من حاد الله ورسوله فلا شرف له ولا كرامة ، واذكر  تبت يدا أبي لهب وتب  والله تعالى أعلم .
    وقال الله عز وجل :  لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم  ، ( سورة التوبه / 128) .
    قال السمين الحلبي في الدر المصون ؛ قوله  من أنفسكم  صفة لـرسول أي من صمم العرب وقرأ ابن عباس وأبو العالية والضحاك وابن محيصن ومحبوب عن أبي عمرو ، وعبد الله بن قسيط المكي ويعقوب من بعض طرقه ، وهي قراءة رسول الله وفاطمة وعائشة ؛ بفتح الفاء  من أنفسكم  أي من أشرفكم من النفاسة ( )
    وروى ابن سعد من طريق الكلبي عن ابن عباس في هذه الآية قوله ( قد ولدتموه يا معشر العرب ) ( )
    وعن سفيان بن عيينه عن جعفر بن محمد عن أبيه قال في هذه الآية ، لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية ، قال وكان رسول الله يقول : ( خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ) ( ) .
    وإن كان الله تعالى قال مخاطباً أمهات المؤمنين  إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً  ( ) فلأن يكون الرجس ناءٍ عن رسول الله من باب أولى والذي بسببه وبسبب أهل الكساء حصل لهن هذا الفضل العظيم والذي يقتضي أيضاً طهارة أصولهن ونقاوتها .
    وروى البخاري في صحيحه بمسنده عن أبي سفيان حينما كان في حضرة هرقل عظيم الروم ، فسأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال لترجمانه : ( سله كيف حسبه فيكم ؟ ) قال أبو سفيان ، قلت : ( هو فينا ذو حسب ..) ثم قال هرقل لترجمانه : ( قل له إني سألتك عن حسبه فيكم فزعمتم أنه فيكم ذو حسب ، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها ) ( )قال الحافظ بن حجر : ( قوله كيف حسبه ) كذا هنا وفي غيرها ( كيف نسبه ؟ )والنسب الوجه الذي يحصل به الإدلاء من جهة الآباء ، والحسب ما يعده من مفاخر آبائه ، وقوله ( هو فينا ذو حسب ) وفي غيرها ( ذو نسب ) واستشكل الجواب لأنه لم يزد على ما في السؤال لأن السؤال تضمن أن له نسباً أو حسباً ، والجواب كذلك ،وأجيب بأن التنوين يدل على التعظيم كأنه قال : هو فينا ذو نسب كبير أو حسب رفيع ، ووقع في رواية ابن إسحاق ( كيف نسبه فيكم ؟ قال في الذروة ) وهي بكسر المعجمة وسكون الراء أعلى ما في البعير من السنام ، فكأنه قال هو من أعلانا نسباً ، وفي حديث دحية عند البزار ( حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ماهو ؟ قال : شاب ، قال كيف حسبه فيكم ؟ قال : هو في حسب ما لا يفضل عليه أحد ، قال : هذه آية )( ) .
    قال قتادة ذكر لنا أن النبي  قال : ( إن الله إذا أراد أن يبعث نبياً نظر إلى خير أهل الأرض قبيلة فبعث خيرها رجلاً )( ) .
    وهذا التخيير وهذا التفضيل ليس مختصراً على نسب النبي  من قبل الرجال الذين ليس لهم امرأة إلى آدم ، بل إن الأمر أعم من ذلك فيدخل فيه أيضاً أمهاته إذ أن الله قد تخير له الأمهات من خير القبائل وخير البيوت فما افترق الناس فرقتين إلا وكان آبائه وأمهاته في خير الفريقين وإن تفاضلت الأمهات بعضهن على بعض ، ولقد قال أقوام إن جميع آبائه صلى الله عليه وآله وسلم لايوجد بينهم كافر لقوله تعالى :  وتقلبك في الساجدين  ( ) وغير ذلك من أدلتهم .
    وقال بعض العلماء بل معناها تقلبه في أصلاب الأنبياء، وقد روى هذا عن ابن عباس ( ) وهناك تفسير آخر للآية تجده مبسوطاً في كتب التفاسير ثمَّ ( ) .
    وإلا فقد ولده آزر وهو كافر وولده من جهة الأمهات عمرو بن ربيعة أبو خزاعة .

  4. #4

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    وهو أول من غير دين إبراهيم في الأرض وحمل العرب على عبادة الأصنام أو هو عمرو بن عامر بن قمعة أو هو عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف( ).
    فمحل النزاع إنما هو في رجال عمود نسبه  هل يوجد بينهم كافر أم لا ؟ ولعل الصواب لا .
    ولما قطع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعناب ثقيف في غزوة الطائف ، سألت ثقيف رسول الله أن يدعها لله وللرحم ( فقال : فإني أدعها لله وللرحم ) وقال معاوية فيما يحكي عنه : ألا إن دروع هذا الحي من قريش اخوانكم من العرب ، المتشابكة أرحامهم ، تشابك حلق الدرع ، التي إن ذهبت حلقة منه فرقت بين أربع ، ولا تزال تكره مذاقة لحوم قريش ما بقيت دروعها معها ،وشدت نطقها عليها ، ولم تفك حلقها منها ، فإذا خلعتها من رقابها كانت للسيوف جزراً ) ( ).
    والذي يفهم من كلام ابن عباس المتقدم أن الأنبياء قد ولدوه ولكن حديث الإسراء والمعراج ورد فيه أن إبراهيم عليه السلام قال مُرَحباً به ؛ مرحباً بالابن الصالح ، وكذا قال آدم ، أما غيرهما فقال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ( ) ، مع أن فيهم إدريس وهو جد نوح أيضاً ، قال ابن كثير في تفسير سورة مريم : هذا هو الأظهر ، أن إدريس في عمود نسب نوح عليهما السلام ، وقد قيل أنه من أنبياء بني إسرائيل ، أخذاً من حديث الإسراء ، حيث قال في سلامه على النبي مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح ، ولم يقل الولد الصالح ، كما قال آدم و إبراهيم عليهما الصلاة والسلام( ) .
    ولقد حكى ابن فندق البيهقي في لباب الأنساب قولاً غريباً شاذاً خارقاً للإجماع ولم يعزه حيث قال : وقال قوم إن جد المصطفي عليه الصلاة والسلام هو إسحاق لا إسماعيل ؟ لأن النبي ذكر أنسابه إلى معد بن عدنان ووقف ، وقال عليه السلام ( كذب النسابون ) بعد ذلك ، أ ﻫ ( ) .
    وهذا الخلاف الذي نقله ابن فندق لا يلتفت إليه ولا ينظر فيه وهو مردود بل هو ساقط ولا ينبغي أن يذكر إذ ليس ثمة خلاف أصلاً .
    والذبيح هو إسماعيل عليه السلام على الصحيح الذي ينبغي المصير إليه ، وإنما إسحاق بن إبراهيم بن آزر عليهما السلام أبو جمهور الأنبياء والمرسلين ومنهم موسى بن عمران وعيسى بن مريم ، فمن عظم موسى وآمن به فليعلمن أن محمد بن عبد الله هو ابن عم موسى بن عمران ، وجاء بالذي جاء به موسى ومن عظم عيسى بن مريم وزعم أنه ابن الله ثم ينسب مع ذلك إلى داوود ويعقوب فليعلمن أنه و محمد بن عبد الله ابن عبد الطلب يجعلهما نسب واحد فأبوه رسول الله إبراهيم بن آزر فكلاهما من شجرة مباركة طاهرة واحدة ، فعيسى بن مريم الذي أطره النصارى هو ابن إسحاق .
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( أنا ابن الذبيحين )مما يستفاد منه أنه كان يكلأه صلى الله عليه وسلم ويحفظه حتى قبل ولادته وإنما هذا تنويه وآية ( )  إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد  سورة ق (37) وقوله ( أنا ابن العواتك ) ، أي الطاهرات إذ قد حكى ابن سعد أن العاتكة في لغة العرب الطاهرة .
    وحكى ابن سعد عن ابن الكلبي أنه قال : كتبت للنبي  خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً مما كان من أمر الجاهلية . ( )
    ولا أحسب إلا وقد دون أسماءهن ولكنها لم تصل إلينا ، والكلبي وابنه كل منهما ثبت حجة في هذا العلم ، وليسا كذلك عند المحدثين في علم الحديث ولقد أحسن ابن حبيب في كتابه المحبر ، حين عقد فصلاً في أمهات الرسول  ، بل وأمهات الخلفاء ، وكذلك حكى عبد الستار فراج لدى تحقيقه لجمهرة الكلبي أنه وقف على رسالة ابن حبيب في أمهات رسول الله  والتي ذكرها ابن النديم في الفهرست ، وذكر عبد الستار فراج أنه اعتنى بها أحد الباحثين ، ولولا أنه ذكرها بحذافيرها في الهامش لدى تحقيقه للجمهرة المذكورة لما وقفت أنا عليها ، فجزى الله كل مجد مجتهد خيراً ، كذلك في طبقات ابن سعد وغيره فصولاً معقودة في ذكر أمهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ذكر ابن سعد أمهات جميع رجالات العمود المهذب عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمصعب الزبيري في نسب قريش والبلاذري في أنساب الأشراف والطبري في تاريخه وابن هشام في سيرته وابن حبان في سيرته وابن عساكر في تاريخه تاريخ دمشق، غير أن تاريخ ابن عساكر المذكور والذي اطلعت عليه مخطوطاً كثير التصحيفات.
    وذكر العلامة صديق حسن خان الحسيني ملك بهوبال في أبجد العلوم في ترجمة العلامة محمد مرتضى الحسيني صاحب تاج العروس ذكر رسالتين اثنين لصاحب الترجمة ، أحدهما تدعى إيضاح المدارك عن نسب العواتك ؛ والثانية ؛ العقد المنظم في أمهات النبي  ، ولا أدري عن مصير هاتين الرسالتين وأرجو أن تكونا مما حفظ الله فنراهما مستقبلاً إن شاء الله . ( ) .
    ولقد وقع شيء من التضارب المعضل حتى في المصدر الواحد ككتاب المحبر لابن حبيب، كل بينته في مكانه .
    وقد جعلت ما في المحبر وغيره في خلل هذا الكتاب كل منسوباً إلى مصدره وإنك ستجد في هذا الكتاب من الأمهات من لم يذكرهن أحد قبل في حظيرة الأمهات ، وليس ذكرهن في كتابي هذا بابتداع من عندي ولا بادعاء من لدني حاشا وكلا ، غير أني قد اقتفيت تفرعات الأنساب حتى انتهيت عند أصولها مبتدأ من لدن خير البشر أو من لدن أحد آبائه أو من لدن أمه الطاهرة آمنة بنت وهب ، فكانت والحال هذه تلك الجمهرة من الأمهات ،وليعلمن أن في ثبوت بعضهن في حظيرة الأمهات خلاف ذكرته بحذافيره كما وقع في مصادر القدماء بعض اضطراب فنبهت عليه قدر المستطاع ، إن أغلب بطون قريش وقبائلها ( إن لم يكن أجمعها ) قد ولدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أجل ذلك قال الله تعالى :  قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى  ( سورة الشورى /23 ) ومن أجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن قريشاً كلها ذوي قربى وهذا إنما يصح في مقام دون مقام .

  5. #5

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    قال الإمام أبي بكر الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن : قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي ، معناه ( إلا أن تودوني لقرابتي منكم ) قالوا ( كل قريش كانت بينها وبين رسول الله قرابة ) . ( ) وقال عكرمة : قل بطن من قريش إلا وقد كانت لرسول الله فيهم ولادة ، فقال : ( إن لم تحفظوني فيما جئت به فاحفظوني لقرابتي ) . ( )
    وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ( إلا المودة في القربى ) قال : فقال سعيد بن جبير : قربى محمد ، فقال ابن عباس : انه  لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة ، فنَزلت عليه فيه ، إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم . ( )
    وفي الرواية الأخرى في كتاب التفسير من صحيح البخاري عن عبد الملك ابن ميسره قال سمعت طاوساً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله ( إلا المودة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى آل محمد  فقال ابن عباس : عجلت أن النبي  لم يكن بطناً من قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة . ( )
    قال ابن حجر : والمعنى أن قريشاً كانت تصل أرحامها ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قطعوه فقال صلوني كما تصلون غيري من أقاربكم .
    وقد روى سعيد بن منصور من طريق الشعبي ، قال : أكثروا علينا في هذه الآية ، فكتب ، أن رسول الله كان واسط النسب في قريش ، لم يكن حي من أحياء قريش الاولده . ( )
    قال ابن كثير في تاريخه : وصدق ابن عباس  فيما قال وأزيد مما قال : وذلك إن جميع قبائل العرب العدنانية تنتهي إليه بالآباء وكثير منهم بالأمهات أيضاً ، كما ذكر محمد بن إسحاق وغيره في أمهات آبائه وأمهاتهم ما يطول ذكره ، وقد حرره ابن إسحاق رحمه الله والحافظ ابن عساكر . ( )
    وأنه لما نزلت  وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين  ( )- هكذا نزلت الآية كما في صحيح البخاري ، ثم نسخ تلاوة الجزء الثاني منها - جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينادي : يابني فهر ، يابني عدي لبطون قريش ، يدعوهم قبائل قبائل فعم وخص . ( )
    قال الحافظ في فتح الباري : ولعله كان نزل أولاً : وأنذر عشيرتك الأقربين ، فجمع قريشاً فعم ثم خص كما سيأتي ، ثم نزل ثانياً ، ورهطك منهم المخلصين ، فخصّ بذلك بني هاشم ونساؤه والله أعلم . ( )
    وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذن حسان النبي  في هجاء المشركين ، قال : كيف بنسبي ؟ فقال حسان : لأسُلّنك منهم كما تسل الشعرة من العجين ، وفي رواية مسلم عن أبي سلمة ( فقال : ائت أبا بكر فإنه أعلم الناس بأنسابها حتى يخلص لك نسبي ) ، ثم رجع وقال : قد محض لي نسبك . ( )
    ويروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لقريش ( فإن لكم رحماً سأبلها ببلالها ) ، قال في لسان العرب : أي أَصِلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئاً . ( )

  6. #6

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    وقالت قتيلة بنت الحارث بن علقمة أو هي بنت النضر بن الحارث ترثي النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب وقد قتله النبي صلى الله عليه وسلم صبراً بالأثيل منصرفه من بدر :
    يا راكباً إن الأثيل مظنَّةٌ
    أمحمد يا خير ضنئ كريمة
    النضر أقرب من قتلت قرابةً
    ظلت سيوف بني أبيه تنوشه
    ماكان ضرك لو مننت وربما
    عن صبح خامسة وأنت موفق
    في قومها والفحل فحل معرق
    وأحقهم إن كان عتق يعتق
    لله أرحام هناك تشقق
    من الفتى وهو المغيظ المحنق

    ومعلوم أن قريش من عدنان وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم بن آزر عليهما الصلاة والسلام ، لا يختلف فيهما اثنان ولا تنتطح فيهما شاتان ، غير أنهم اختلفوا اختلافاً عظيماً فيما بين عدنان وإسماعيل ، ثم اختلفوا فيما بين إبراهيم بن آزر وسام بن نوح ، ثم اختلفوا اختلافاً طفيفاً فيما بين نوح وآدم ، وآدم أبو البشر خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون ، ولم يختلفوا في أن مضر وربيعة هما الصريح من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام .
    فقد اختلف أهل العلم من المحدثين وأهل الأخبار والسير والأنساب إختلافا عظيماً لا انجبار له فيما بين عدنان بن أد ؛ و إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليهما الصلاة والسلام فكل ما أوردوه من سلاسل إنما هي مضطربه معضلة .
    قال الحافظ ابن حجر : وقد وقع في ذلك اضطراب شديد واختلاف متفاوت حتى أعرض الأكثر عن سياق النسب بين عدنان وإسماعيل ، وقد جمعت بما وقع لي في ذلك أكثر من عشرة أقوال 10 هـ . ( )
    ولا أحسب أن بين عدنان وإسماعيل أربعة آباء أو خمسة أو نحو ذلك كما قال بعض العلماء ، كما رجحه الحافظ ابن حجر واعتمده ، فلا أخاله مستساغ وأرى أن أقل ما يجب أن يقال أنهم أربعون رجلاً .
    ويروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما وجدنا أحداً يعرف ما وراء عدنان و قحطان إلا تخرصاً ، وقد روى نحو ذلك عمر وعكرمة وغير واحد . ( )
    وحكى هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال : كان رجل من أهل تدمر يكنى بأبي يعقوب من مسلمة بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم وعلم علماً فذكر أن باروخ بن ناريا ( ) كاتب أرمياء أثبت نسب معد بن عدنان عنده ووضعه في كتبه وأنه معروف عند أحبار أهل الكتاب مثبت في أسفارهم . ( )
    قال المسعودي : وقد وجدت نسب معد بن عدنان في السفر الذي أثبته باروخ ابن ناريا كاتب ارمياء النبي  . ( )
    قلت ولعل أهل الكتاب حذفوا ذلك النسب بعد الإسلام حسداً وكفراً والله أعلم . ( )
    وكان النبي  اذا انتسب لم يجاوز معد بن عدنان بن أدد ، ثم يمسك ، يقول : كذب النسابون ؛ قال تعالى :  وقروناً بين ذلك كثيراً  ( ).
    ومن أجل ذلك توقفنا حيث أمسك النبي صلى الله عليه وسلم .
    ولا شك أن تشجير الأنساب وبالأخص الأمهات وأمهاتهن يتطلب جهداً كبيراً حتى أنه يصعب أيضاً تشجيرهن على الورق بالطرق التقليدية ، لذا فإن وجود برنامج معد خصيصاً لهذا التشجير عبر أجهزة الكمبيوتر وبالطرق العلمية الحديثة بات مطلباً ملحاً على الساحة الثقافية والعلمية ، وليس في الأنساب فحسب وإنما في فهم أسانيد الحديث الشريف وتشعبها إذ أن تشعبات هذه وتلك لو ترك له العنان لتداخلت فيما بينها واختلطت خطوطها حتى تبدو في النهاية أشد تشابكاً وتعقيداً من بيوت العنكبوت ، فتكون عديمة الفائدة ، ومن أجل ذلك فإن إعداد برنامج متقن ذو أبعاد مختلفة وخطوط مختلفة الكيفيات ومصطلحات عبر برنامج النوافذ ، لهو كفيل للاستفادة من المشجرات بشكل سليم ومريح وممتع لجميع الأطراف المتعاملة معه ، فلا شك أن تصميم هذا البرنامج باللغة العربية من قبل المختصين بالبرمجة والحاسبات الآلية من الأفراد والمؤسسات وطرحه بالأسواق سيلقى قبولا واسعاً من المتخصصين بالأنساب وعلوم الحديث والمثقفين عموماً .
    إنا عن طريق تتبع طرائق الأنساب نستفيد فائدةً بالغة في فهم التاريخ والتراث بل في فهم ما هو أهم من ذلك وهو فهم بعض الدقائق الفقهية .
    فقول عمرو بن سالم الخزاعي :
    قد كنتم ولداً وكنا والداً
    ثمة أسلمنا ولم ننزع يداً
    د
    وقول عبد المطلب بن هاشم :
    يا طول ليلى لأحزاني وأشغالي
    ينبي عدياً ودياراً ومازنها
    هل من رسول إلى النجار أخوالي
    ومالكاً عصمة الجيران عن حالي

    فخزاعة ولدت رسول الله ولاداة كثيرة ، فإذا ما تبين لك ذلك فهمت مراد عمرو بن سالم .

  7. #7

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    وعبد المطلب حين يعدد قبائل الأنصار ثم من النجار ليس ذلك عبثاً أو مجرد شعر شاعر إنما يعدد بطوناً ولدته ، اللهم إلا مالكاً لا أدري هل ولده أم لا ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ، لقلت أراد مالك بن الأوس الذين منهم كان ابن خالته ليلى بنت عمرو بن يزيد النجارية ، وهو سويد بن الصامت من بني مالك بن الأوس . ( )
    ولكنه لعله أراد ملك بن النجار فلعله ولده ، ولكن لم يصلني التتبع إليه ، لعدم ذكر علماء النسب بعض أمهات الأنصار في كتبهم .
    ومن ذلك نعلم أن هذا الشعر أصيل وقديم وليس بمصنوع .
    وثمة مسألة أحببت أن أذكرها هنا في المقدمة .
    فقد حكى أهل الأخبار والنسب كما سوف يأتي أن كنانة بن خزيمة تزوج زوجة أبيه خزيمة بن مدركة فولدت له النضر بن كنانة ، وهذا نكاح حرمه الإسلام ، ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً ) . ( )
    فأشكل هذا مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ولدت من نكاح لا من سفاح ) فذهب بعض العلماء إلى تضعيف ما ذكره النساب و الاخباريون ، من أولئك الحافظ ابن كثير فبعد أن حكى في تفسيره قول السهيلي: قال : ولكن فيما نقله السهيلي من قصة كنانة نظر، والله أعلم .
    غير أن الذي يظهر – والله أعلم – أن هذا النكاح كان سائغاً لهم في الجاهلية لأنه ليس بسفاح ولكنه نكاح في الجاهلية بخلاف حكمه في الإسلام فهو محرم ، قال ابن العربي : فأما النكاح الفاسد فلم يكن عندهم ولا يبلغ إلى هذا الحد . ( )
    ولقوله تعالى : ( إلا ما قد سلف ) ، قال شيخ شيخنا ابن عاشور : ( وما سبق ) هو ما سبق نزول هذه الآية أي إلا نكاحاً قد سلف فتعين أن هذا النكاح صار محرماً ولذلك تعين أن يكون الاستثناء يرجع إلى ما يقضيه النهي من الإثم ، أي لا إثم عليكم فيما قد سلف .. والظاهر أن قوله ( إلا ما قد سلف ) قصد منه بيان صحة ما سلف من ذلك في عهد الجاهلية وتعذر تداركه الآن ، لموت الزوجين ، من حيث أن يترتب عليه ثبوت أنساب وحقوق مهور ومواريث ، وأيضاً بيان تصحيح أنساب الذين ولدوا من ذلك النكاح . ( )
    قال الأمين الشنقيطي : وأظهر الأقوال في قوله تعالى ( إلا ما قد سلف )أن الاستثناء منقطع ، أي لكن ما مضى من ارتكب هذا الفعل قبل التحريم فهو معفو عنه كما تقدم ، والعلم عند الله . ( )
    ومن ضعف كون كنانة بن خزيمة خلف على زوجة أبيه لمقام النبي  فقد بدر هذا أيضاً من غير كنانة ممن ولد رسول الله .
    قال الماوردي : أما طهارة مولده فإن الله تعالى استخلص رسوله من أطيب المناكح وحماه من دنس الفواحش ، ونقله من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة . ( )
    وأختم هذه المقدمة لقصيدة للمصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري ، يظهر فيها جليا واضحاً مدى اهتمام القرشين منذ سابق عهدهم بانتقاء الأمهات وذكرهم للولادات الكريمة والتفنن في ذلك وهى :
    إني امرؤ خلصت قريش مولدي
    ضمنت علي لهم قرابة بيننا
    تدعى قريش قبل كل قبيلة
    بيت تقدمه النبي ورهطه
    فإذا تنازعت القبائل مجدها
    وتواشجوا نسباً إلى آبائهم
    نسجت على سداءها ولحامها
    وحللت حيث أحب من أنسابهم
    في ملتقى اسد على أحسابهم
    فإذا يقوم خطيب قوم منهم
    قد شاركت أسد على أحسابها
    وإذا تُعد لهاشم أيامها
    آل النبي لهم إمامة ديننا
    فنمت بالرحم القريبة بيننا
    بصفية الغراء عمة أحمد
    فتنازعوا نسباً يكون شبيهه
    وإذا تعد بنو أمية فضلها
    وعلت علو الشمس في غلوائها
    فترى أمية أننا أكفاؤها
    بنت الأمين وصهر أحمد منهم
    وشجت أمية بيننا أرحامها
    وبلغن مطلباً ودرن بنوفل
    وأتين عبد الدار بين بيوتها
    وورثن عبد قصي من ميراثهم
    وإذا تغطمط بحر زهرة فارتمى
    يدعون عبد مناف في حافاته
    يتناسخون أثيل مجد قادم
    فدعوت هالة فاتخذت خيارهم
    وناضلت تيمٌ على أحسابها
    من حيث شئت أتيتهم من هاهنا
    أدعو بريطة إن دعوت ودونها
    وتطاولت مخزوم حتى أشرفت
    يتأملون وجوه غر سادة
    في منتهى الشرف الذي ما فوقه فدعوت عمراناً أباً فأجابني
    وإذا عدي خاطرت في مشهد
    فأتيت أسألهم لمرة حظها
    وابنا هصيص واللذان كلاهما
    وإذا انتميت لعامر لم أنتحل
    وإذا دعوت محارباً أو حارثاً
    فنزلت من أحمائهم بحفيظة
    وإذا تكون لمعشر أكرومة
    فأحوز حوزهمُ بغير تنحل
    وعلت عروق بني الزبير من الثرى
    فمتى تقاسمنا قريش مجدها
    ومتى نهب بكريمة من معشر
    صــدقاتـها أحسابنـا وفوائــد
    فحللتُ بين سماكها والفرقد
    حسن الثناء عليهمُ في المشهد
    في بيت مرحمة وملك أيد
    متعطفين على النبي محمد
    وتطاول الأنساب بعد المحتد
    قبض الأصابع راحتاها باليد
    أسد وقال زعيمها لا تبعد
    بين الزبير وبين آل الأسود
    في باذخ دون السماء ممرد
    يثني بمكرمة أقول له أعدد
    أهل الحفائظ منكم والسؤدد
    تُعرف فضائل هاشم لا تجحد
    وصيامنا وصلاتنا في المسجد
    ثدي على الأدنين غير مجدد
    وعقيلة النسوان بنت خويلد
    علم الهدى وهداية المترشد
    وحلومها رجعت بقية صندد
    حين استقل على دماغ الأصيد
    إذ لا يكون كفيها بالقعدد
    تهدي ظعينتها إلينا عن يد
    فسلكن بين مصوب ومصعد
    حتى اشتجرن به اشتجار الفرقد
    حيث استقر بها طناب الموتد
    من حيث ورث يخلد ابنة أعبد
    بالموج مطرد العباب المزبد
    وإذا يصاح بحارث لم يقعد
    وحديث مجد ليس بالمتردد
    نسباً وقلت لمن يقاسمني زد
    فأخذت أكرمهم برغم الحسد
    وهناك عود بد وإن لم أبتدي
    بنت المصدق بالنبي المهتدي
    للناس من متغور أو منجد
    ورثوا المكارم سيداً عن سيد
    شرف وليس أثيله بمولد
    نسباً وشجت إليه غير المسند
    طمت غواربها وإن لم تحشد
    من كل مكرمة لهم أو مولد
    في منتهى الشرف القديم المتلد
    وشركت في عرنينها والأسعد
    دفعاً بكل خميلة أو فدفد
    وقعدت من أحسابهم في مقعد
    أضرب بسهم قرابة لم تبعد
    وأكون وسطهمُ وإن لم أشهد
    حتى رجعن إلى جمام المورد
    نهتل ولا نكتل بصاع المبدد
    تلق المراسي عندنا وتمهد
    من طيب مكسبة عطــاء الأوحــد






  8. #8

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    الفصل الأول
    أمهاته صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أمه آمنه بنت وهب الزهرية


  9. #9

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    اتفق الناس كلهم على أن أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمنة بنت وهب الزهرية السيدة الطاهرة الشريفة ، وأنها قرشية زهرية ولم يشذ أحد يعتد بقوله وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشية الزهرية سليلة بيت زهرة .
    حكى ذلك من العلماء – مع تواتره – مؤرج السدوسي ( ) والزبيري ( ) والكلبيان ( ) محمد بن السائب الكلبي وابنه هشام والبلاذري ( ) وابن حبيب ( ) والطبري ( ) وابن سعد ( ) وابن حبان ( ) وابن هشام ( ) في السيرة وابن عساكر ( ) والمسعودي ( ) وابن حزم ( ) وابن جحر ( ) والفسوي ( ) .
    قال حسان بن ثابت يمدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويفخر وقد ولدته أمه آمنة وقد ولده الأنصار ( الأوس والخزرج ) من جهة أبيه ومن جهة أمه ، قال :
    يا بِكْر آمنة المبارك بكرها
    ولقد ولدناه وفينا قبره
    ولدته محصنة بسعد الأسعد
    وفضول نعمته بنا لم يجحد

    وقالت قتيلة القرشية أخت بني عبد الدار ، يوم فتح مكة مخاطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
    أمحمد يا خير ضنء كــريمة
    في قومهـا والفحـل فحـل مـعـرق

    وفهم بعض سخفاء العقول من شعر حسان أن آمنة بنت وهب كانت مدنية أنصارية ( ) ، وقد قدمنا اجماعهم على أنها من أهل مكة وأنه لايختلف فيه اثنان ، ولاتنتطح فيه شاتان ، وشعر حسان واضح المعنى جزل العبارة والمبنى ، وإنما أراد أن يفخر لكون الأنصار أوسهم وخزرجهم قد ولدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أمه آمنة كما سوف يأتي ، وولدوه من جهة أبيه وهم حينئذ إليه أقرب ، وسوف يأتي تفصيل كل ذلك في حينه ، والأدلة على ذلك كثيرة واستقصاؤها يطول ذكره مع اشتهاره ووضوحه ، ومن أدلته أيضاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما انا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ) رواه ابن سعد ( ) وغيره وقال حسان أيضاً يهجو أبا سفيان بن الحارث :
    وإن سنام المجد من آل هاشم
    ومن ولدت أبناء زهرة منكم
    بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
    كرام ولم يلحق عجائزك المجد ( )

    وأم وهب بن عبد مناف ؛ قيلة أو هند بنت أبي قيلة وهو وجز بن غالب ابن ] عامر بن [ الحارث وهو غبشان بن عبد عمرو ( وعند بعضهم عمرو من غير عبد ) بن بوي بن ملكان بن أفصي بن حارثه بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرؤ القيس ابن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث ، الخزاعية .
    حكاه الكلبي ( ) وابن حبيب ( ) والبلاذري ( ) والزبيري ( ) والنووي ( ) وابن قتيبة ( ) وابن سعد ( ) والحافظ ابن حبان في سيرته ( ) .
    زعموا أن وهب بن عبد مناف يدعى أبا كبشة وكذا وجز بن غالب وكذا غبشان بن عبد عمرو ثلاثتهم يدعى به ، وسوف نبين ذلك إن شاء الله في ملحق يأتي بعدُ .
    وحكى البلاذري عن أبي عبيدة قوله : ومن العواتك ( يعني اللواتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج بن ذكوان بن وهب بن عبد مناف بن زهرة قال البلاذري : قال أبو مسعود الكوافي : هذا غلط وإنما أمه هند بنت أبي قيلة وجز بن غالب الخزاعي ( ) .
    وهو محكي في تاريخ دمشق لابن عساكر ( ) ولباب الأنساب لابن فندق ( ) ولسان العرب ( ) وفيه الأوقص بن مره بن هلال . والروض الأنف للسهيلي ( ) وإيضاح المدارك ( ) .
    وأم قيلة أو هند بنت أبي قيلة هي : سلمى بنت لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك ابن النضر القرشية ، حكاه ابن سعد ( ) .
    وقال الحافظ ابن حبان : أم قيلة هي : خالدة بنت عابس بن كرب بن الحارث بن فهر . ( ) ولعل عابس ، تصحيف عن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر ( ) .
    وأم أبي كبشة وجز بن غالب هي : السلافة بنت واهب بن البكير بن مجدعة ابن عمرو من بني عمرو بن عوف من الأوس ، حكاه ابن سعد في طبقاته ( ) والحافظ ابن عساكر ( ) .
    وأم السلافة هي : ابنة قيس بن ربيعة من بني مازن بن بوي بن ملكان بن أفصي أخي أسلم أفصي ، حكاه ابن سعد في طبقاته ورواه ابن عساكر عن الكلبي ( ) وأم ابنة قيس هذه : النجعة بنت عبيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج حكاه ابن سعد في طبقاته وابن عساكر في تاريخه .
    وأم عوف بن مالك بن الأوس هي : هند بنت الخزرج أخي الأوس حكاه ابن حزم في جمهرته ( ) وقال هو والكلبي ( ) : وهم أهل قباء وبنو عمرو بن عوف ، كانوا يدعون في الجاهلية بني الصماء ، فسماهم رسول الله  بني السميعة ، ووقع في جمهرة ابن حزم ( ) مايلي : واهب بن العكيم ابن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو وهو يحزج بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ، كذا فلعله هو أبو السلافة ، والله أعلم .
    وروى ابن سعد عن البراء أن رسول الله  كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله الأنصار ( ) .
    وأم عبد مناف بن زهرة بن كلاب هي : جمل بنت مالك بن قصية بن سعد بن مليح ابن عمرو الخزاعي من خزاعة القبيل العظم ، حكاه الزبيري ( ) والكلبي ( ) وابن سعد ( ) وهي عنده بالفاء فصية وابن حبان ( ) وهو عنده مالك بن سعد بن سعد مكرراً ولعله خطأ ، وابن عساكر ( ) وفيه أسعد بن مليح .
    وأم سعد بن مليح هي : حية بنت تيم الأدرم بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر القرشية حكاه الكلبي في النسب الكبير ( ) .
    وأم جمل بنت مالك هي : سلمى بنت حيان بن غنم ، حكاه ابن حبان في سيرته ( ) .
    وأم زهرة بن كلاب شقيق قصي بن كلاب : فاطمة من زهران من الأزد وسوف يأتي ذكرها لدي ذكر قصي بن كلاب .
    والأنصار من الأزد وهو الأسد بلغة اليمن .
    قال ابن حجر : ] قال الرشاطي : الأزد جرثومة من جراثيم قحطان وفيهم قبائل ، فمنهم الأنصار وخزاعة وغسان وبارق وغامد والعتيك وغيرهم ، وهو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن العرب بن قحطان [ ( ) .
    وإنما يتفاضل الناس من حيث أكثرهم ولادةً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والسؤددفي ذلك كله للأنصار .
    قال المصعب في نسب قريش ( ) : وكان البيت في ولد عبد مناف بن زهرة بن كلاب . وقد كان وهب بن عبد مناف سيد بني زهرة سناً وشرفاً ، وآمنة يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً ( ) .
    قال الشاعر يمدح وهب بن عبد مناف بن زهرة ( ) :
    يا وهب يابن الماجدين زُهْرة
    سُدّتَ كلاباً كلها ابن مرة

    بِحَسَبٍ زَاكٍ وَ أُمٍّ حُرَّه
    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ] وقرابة بني زهرة لرسول الله  من وجهين : أحدهما أنهم أقارب أمه لأنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ابن مرة ، والثاني أنهم أخوة قصي بن كلاب بن مرة ، وهو جد والد جد النبي  ، والمشهور عند جميع أهل النسب أن زهرة اسم رجل ، وشذ ابن قتيبة فزعم أنه اسم امرأته وأن ولدها غلب عليهم النسب إليها ، وهو مردود بقول إمام أهل النسب هشام الكلبي : أن اسم زهرة المغيرة ، فإن ثبت قول ابن قتيبة فالمغيرة اسم الأب وزهرة اسم امرأته ، فنسب أولادهما إلى أمهم ثم غلب ذلك حتى ظن أن زهرة اسم الأب فقيل زهرة بن كلاب ، وزهرة بضم الزاي بلا خلاف [ ( ) .
    وأم آمنة بنت وهب هي :
    برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، القريشية ثم العبدرية .
    حكاه مؤرج السدوسي ( ) وابن الكلبي ( ) والزبيري ( ) وابن حبيب ( ) وابن جرير الطبري ( ) والبلاذري ( ) وابن حزم الظاهري في جمهرته ( ) وابن هشام في سيرته ( ) وابن سعد في طبقاته ( ) ورواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ) وابن حبان ( ) في سيرته وفيه مرة بنت عبد العزى وهو تصحيف .
    قال الزبيري : البيت والعدد في ولد عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب ( ) . أهـ . يعني أن البيت والعدد في ولد عبد العزى من دون أخوته ، أي أن الكثرة والشرف فيهم .

  10. #10

    افتراضي رد: جمهرة أنساب أمهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    وأم عثمان بن عبد الدار هي : هند بنت بوي بن ملكان بن خزاعة ، كذا حكاه الزبيري وهشام ( ) .
    وأم عبد العزى بن عثمان هي : هضيبة بنت عمرو بن عتوراة بن عائش ابن ظرب بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، الفهرية من بني الحارث بن فهر من قريش ، رواه ابن سعد في طبقاته ( ) والزبيري وروى ابن عساكر بسنده عن أبي عبد الله الطالبي أنها عاتكة بنت عمرو بن سعد بن أسلم بن عوف الثقفية ( ) .
    وأم هضيبة بن عمرو هي :
    ليلى بنت هلال بن ( وهيب = أهيب ) بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك ، رواه ابن سعد في طبقاته ( ) ، والحافظ ابن عساكر في تاريخه ( ) .
    وأم ليلى بنت هلال هذه هي : سلمى بنت محارب بن فهر بن مالك القرشية ثم المحاربية رواه ابن سعد في طبقاته ( ) وابن عساكر ( ) .
    وأم سلمى بنت محارب هذه هي : عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة كذا حكاه ابن سعد وابن عساكر ، وهي قرشية على التحقيق ، وهي إحدى تلك العواتك اللواتي ولدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الشاعر :
    بين العواتك و الفواطمِ منتمَىً
    يَزْكو به الأخوالُ و الآباءُ( )

    أم عمرو بنت عتوارة أبو هضيبة بنت عمرو هي : عاتكة بنت عمرو بن سعد بن عوف بن قسي وهو ثقيف ، وقد اختلفوا في ثقيف والجمهور على أنه من هوازن . وعاتكة الثقفية هي معدودة من العواتك ، ابن سعد في طبقاته وابن عساكر .
    وأم عاتكة بنت عمرو الثقفية هي : فاطمة بنت بلال بن عمرو بن ثمالة الأزدية حكاه الكلبي في الجمهرة ( ) وابن سعد وابن عساكر ، وثمالة هو عوف بن أسلم بن أهجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث قال بن الكلبي في نسب معد واليمن الكبير ( ) : ثمالة ؛ بطن عظيم ، قال في الاشتقاق : والثمالة رغوة اللبن والجمع ثمال . ( ) .
    وأم عمرو بن لحي أبو خزاعة هي : فهيرة بنت عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي ، وكان أبوها آخر من ولي أمر مكة من جرهم فقام بأمر البيت سبطه عمرو بن لحي ، فصار ذلك في خزاعة بعد جرهم ، حكاه الحافظ ابن حجر عن الكلبي ( ) .
    وأما قحطان الذي منه قبائل الأزد وحمير وغيرها فهو أبو اليمن قاطبة .
    قال ابن كثير في تفسير سورة سباً وعزاه لأبي عمر بن عبد البر : واختلفوا في قحطان على ثلاثة أقوال ؛ أحدها أنه من سلالة أرم بن سام بن نوح ، واختلفوا في كيفية اتصال نسبة به على ثلاثة طرائق ، والثاني : أنه من سلالة عابر وهو هود عليه السلام ، واختلفوا أيضاً في كيفية اتصال نسبه به على ثلاثة طرائق أيضاً ، والثالث : أنه من سلالة اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام ، واختلفوا في كيفية اتصال نسبه به على ثلاثة طرائق أيضاً ( ) .

صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لقطات من فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    بواسطة نرمين في المنتدى افلام عربية واجنبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-08-2024, 11:21 AM
  2. المدينة المنورة مثوى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
    بواسطة ام هبه في المنتدى منتدى التاريخ الأسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-29-2020, 07:05 PM
  3. نقد كتاب أمهات النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى منتدى علوم القرأن والأحاديث النبوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-06-2020, 10:39 PM
  4. هل كان النبي (صلى الله عليه وآله) أمياً ؟
    بواسطة ام هبه في المنتدى حوار في العمق الأسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-22-2016, 10:53 PM
  5. الكرامات التي ظهرت عند ميلاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
    بواسطة كاظم المسعودي في المنتدى منتدى علوم القرأن والأحاديث النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-30-2015, 10:51 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى