الصوم الأخلاقي:

ويعني بالإضافة إلى صوم البطن أن تصوم الجوارح، العين والأذن واليد والقدم، وكذلك فهو صوم عن المحرمات وصوم عن المكروهات وصوم عن الشبهات.

ورد في بعض الروايات ان من يكذب في شهر رمضان المبارك أو يغتب أحداً، أو يتهم أحداً، أو يجرح بلسانه أحداً فإن صومه باطل.
...
زرعة عن سماعة قال سألته عن رجل كذب في رمضان قال أفطر وعليه قضاؤه، فقلت ما كذبته الذي أفطر قال يكذب على الله وعلى رسوله( البحار، ج96، ص276، رواية 23، باب 32.).

ان للصائم الحقيقي دعوة مستجابة عند الإفطار، وإذا صامت جوارحه وأعضاؤه كما صامت بطنه فبإمكانه الوصول بتكامله السلوكي إلى درجة عالية ورفيعة في الأيام الأخيرة من الشهر المبارك.

سمعَ رسول الله (ص) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام، فقال لها كلي فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب( فروع الكافي، ج4، ص87، باب آداب الصائم).

وفي رواية أخرى أن النبي الأكرم (ص) أمر الصائمين استحباباً، بأن يستأذنوه عند الافطار، وفي وقت الافطار حضر رجل مسن واستأذن النبي الافطار له ولا بنتيه.

فقال النبي: أنت صائم فاذهب وافطر، ولكن ابنتيك ليستا صائمتين.

فقال: يا رسول الله أنا مطمئن أنهما صائمتان، فقال: اذهب وقل لهما أن يتقيئا (واعطاه رجرة واسعة الفوهة) وعندما عمل بطلب النبي، سقطت من فمي الفتاتين قطعتان من اللحم، فتعجب من ذلك لأنهما لم تأكلا لحماً، وكان ذلك اللحم نتناً. وعندما سأل النبي عن العلة؟ قال: ألم تقرأ القرآن.

(إن من يغتب يأكل لحم الميتة) ان الفتاتين مع كونهما صائمتين تكلمتا بغيبة الناس( البحار، ج96، ص293 و294)؟

يقول القرآن الشريف:

(…ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).

لا تغتب لأن الغيبة أكل لحمِ الأموات، ومادمت تكره لحم الميتة فاجتنب الغيبة إذاً، ولا تلوكنَ عيوبَ الناس بغيبتهم.

يقال لهذا القسم من الصوم (الصوم الأخلاقي).

لأن الإنسان يسعى إضافة إلى صوم البطن أن تصوم جوارحه أيضاً.

وطلب التوفيق من الله والتوسل بالأئمة الطاهرين (ع) وحضرة الزهراء (ع)، إعانة الصائمين على أداء الصوم الأخلاقي إضافة إلى الصوم الشرعي.

في شهر رمضان المبارك إذا تلاعب أحد بنظره ولم يحفظ عينه وسمعه ولسانه وكذلك باقي أعضائه، فقد يكون أنجز صومه الشرعي، ولكنه لا يوفق لبلوغ درجة التقوى ولا الدعاء المستجاب ولا تكامل السلوك.



منقول .