(( سلوني قبل ان تفقدوني ))

حينما قال الامام علي ( عليه السلام) ...هذه العبارة
قام إليه رجل يقال له: (( ذعلب وكان ذرب اللسان، بليغا في الخطب، شجاع القلب فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟
فقال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره....
قال: فكيف رأيته صفه لنا
قال عليه السلام: ويلك لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان....
ويلك ياذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد، ولا بالحركة، ولا بالسكون....
ولا بقيام - قيام انتصاب - ولا بجيئة؟ ولا بذهاب، لطيف اللطافة، لا يوصف باللطف....
عظيم العظمة لا يوصف بالعظم...
كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر....
جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ....
رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة، مؤمن لا بعبادة، مدرك لا بمجسة ....
قائل لا بلفظ، هو في الاشياء على غير ممازجة ....
خارج منها على غير مباينة ....
فوق كل شئت ولا يقال: شيء فوقه ....
أمام كل شيء ولا يقال: له أمام ....
داخل في الاشياء لا كشيء في شيء داخل ....
خارج منها لا كشيء من شيء خارج ....
فخر ذعلب مغشيا عليه: ثم قال: بالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لأعدت إلى مثلها أبدا.))
المصدر :
الاختصاص : للشيخ المفيد