(20 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار) من كتاب: "اللياقات الست منهاج حياة"



1- آراء الناس مختلفة:
اعلَمْ أن آراء الناس تختلفُ في أكثرِ الأمور، كما تختلف أمزجتُهم وألوانُهم، وأطوالهم وأشكالهم، واختلاف الآراء ينبغي ألا يؤديَ إلى اختلاف القلوب؛ فالعاقل الحكيم طالبُ حقٍّ، والمخلص لا يفرِّقُ بين أن يظهَرَ الحقُّ على يده أو على يدِ غيره، ويرى محاورَه معاونًا له لا خَصْمًا، ويشكُرُه إذا دَلَّه على الخطأ.



2- تعلَّم ثم ناقِش:
لا تُناقِش في موضوع لا تعرفه جيدًا، ولا تدافِعْ عن فكرة ما لَم تكُنْ على اقتناع كاملٍ بها؛ لذا إذا أردتَ الحديث في موضوع معين، فأعدَّ مادتَك إعدادًا جيدًا، وكنْ على ثقةٍ مِن صحةِ معلوماتك، حتى لا تسيءَ إلى نفسِك أو فكرتك.



3- اختَرِ الظرفَ المناسب:
اختَرِ الظرف المناسب: مكانًا، وزمانًا، وإنسانًا؛ فالحديث في مكتب المدير غيرُ الحديثِ في بيت صديق، والمناقشة في قاعةِ المحاضرات غيرُ المناقشة في حديقة عامة، والوقت الذي يسبِقُ الانصرافَ من العمل لا يتسعُ للحديث، والجماعة الجائعون أو القادِمون من سفرٍ بعيدٍ يريدون الطعامَ أو الراحة، ولا يفضِّلون الكلام.



4- لا تُقاطِع:
لا تُقاطِعْ أحدًا في أثناءِ كلامه؛ فذلك مخالفٌ لأدبِ الحديث، انتظِرْ حتى ينتهيَ، واسأَلْه بلُطفٍ: هل يمكِنُ أن أبدأَ؟



5- أقلِلِ الكلام:
لا تستأثِرْ بالكلام، وراعِ الوقت، ولا تُطِلِ الكلامَ حتى يملَّ السامعون ويودُّوا لو أنك سكَتَّ.



6- حدِّث الناسَ على قدر عقولهم:
الناس ليسوا طرازًا واحدًا، والموضوع الذي يفهمُه شخصٌ قد لا يعجِبُ آخَرَ، فلا تُحدِّثِ الناسَ في أمورٍ فوق مستواهم، أو دون مستواهم؛ فإنهم لن يُصغوا إليك؛ قال عبد الله بن مسعود: "ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلُغُه عقولُهم، إلا كان لبعضِهم فتنةً".



7- راقِبْ نفسَك.
راقِبْ نفسَك وأنت تتحدَّث أو تُحاورُ، لا ترفَعْ صوتك، ولا تقطب حاجبيك، وارسُمْ على وجهِك تعابيرَ الراحة والهدوء والابتسام.



8- كن بليغًا:
اضبِطْ كلامك، وأتقِنْ لغتك، وكن مبِينًا في التعبير عما تريد، ليكن أسلوبُك سلِسًا، وكلامك خاليًا من الأغلاط.



9- استعِنْ بالأمثلة:
استعِنْ بضربِ الأمثلة؛ فمثال واحد جيِّد خيرٌ من ثلاث صفحات من الكلام الضعيف، والمثال الجيِّدُ يوضِّحُ الفكرة، ويُقنِع، ويبقى في الذِّهن.



10- ابحث عن النقاط المشتركة:
ابدأ حوارَك بالنقاط المشركة بينك وبين المستمع أو المستمعين؛ فذلك أدعى لقَبولِ كلامك، ودَعِ الآخرَ يحس أن الفكرةَ فكرته هو لا فكرتك أنت.



11- لا تخجَلْ مِن قول: لا أدري:
إذا سُئلتَ عما لا تعلَمُ فقل: لا أدري، ولا تستحِ من ذلك؛ فالملائكة لم تستحِ من القول: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ﴾ [البقرة: 32].



12- أحسِنِ الإصغاءَ:
ذكَر ستيفن كوفي في كتابه الشهير: "العادات السبع" أن كبارَ الناجحين يحاولون أولاً أن يفهموا ما يقولُه الآخرون، ثم يبذلونَ الجهد لإفهامهم وإيضاحِ وجهات نظرهم لهم، وقديمًا قال الشاعرُ العربي:

مَن لي بإنسانٍ إذا خاصمتُه
وجهلتُ كان الحِلمُ ردَّ جوابِه
وتراه يُصغي للحديثِ بسَمْعِه
وبقلبِه، ولعلَّه أدرى به


وقال شاعر آخر:

إنَّ بعضَ القولِ فن
فاجعَلِ الإصغاء فنَّا


13- سيطِرْ على نفسِك:
احذَرْ من أن تُستدرَج إلى ما يُفقِدُك السيطرةَ على نفسك؛ فهناك أناسٌ لا يبحثون عن الحقيقة، تدرَّبوا على المناظرة والجدَلِ، وقد يعمِدونَ إلى الكذبِ والتضليل لإحراج الطَّرَفِ الآخَر؛ فكُنْ واعيًا ولا تقَعْ فريسةً لهم.



14- الأمانة الأمانة:
كُنْ أمينًا في عَرْض المعلومات، فلا تقطع عبارةً عن سياقها، أو تعزلها عن مناسبتِها، واعْزُ المعلوماتِ إلى مصادرِها ما استطعتَ إلى ذلك سبيلاً.



15- فرِّقْ بين الفكرةِ وقائلِها:
فنِّد الفكرةَ التي ترى خطَأَها، وأثبِتْ بطلانَها دون أن تُسيءَ إلى صاحبِها.



16- لكلِّ مقامٍ مقالٌ:
تذكَّرْ أن لكل مقامٍ مقالاً، وأنَّ ما كلُّ ما يُعلَمُ يقالُ؛ فما يناسب قولُه أمام الرِّجال، قد لا يناسب قولُه أمام النساء، وما ينبغي قولُه في المجالس الخاصة، قد يمتنع قولُه في المحافلِ العامة.



17- الإنصاف الإنصاف:
كُنْ منصفًا! وافِقْ على الصواب، وأَثْنِ على النقاطِ الجيدة في حديث الطَّرفِ الآخَر، وأَبْدِ إعجابَك بها، وجادِلْ بالتي هي أحسن؛ فالتحدي والإفحامُ قد يجعلانِكَ تكسِبُ المواقفَ، لكنك تخسَرُ القلوب.



18- ما هدفُ الحديث؟:
حاوِلْ أن تصلَ إلى نتيجة؛ فالحديثُ ذو شجون، وكثيرًا ما يتشعَّبُ إلى فروع بعيدةٍ عن الأصل، فإذا انحرَف الحديثُ عن مَسارِه فأعِدْه إليه.



19- قد تكونُ مخطِئًا:
لا تتوقَّعْ أن يوافِقَكَ الناسُ على آرائك؛ إذ من المحتمَلِ أن تكونَ مخطئًا، ومن المحتمل أن يحُولَ الهوى بينهم وبين موافقتِكَ على رأيِك إن كان صوابًا، توقَّعْ هذا حتى لا تغضَبَ وتنفعلَ، أو يخيبَ أمَلُكَ.



20- لا يُجدي المنطق:
أقفِلِ المناقشةَ أو الحديثَ إذا وجدتَ أنه عديمُ الجدوى.



من كتاب: "اللياقات الست منهاج حياة"