السكتة الدماغية Stroke

في كل سنة يعاني مئة ألف شخص على الأقل في بريطانيا مما يعرف عموما بالسكتة الدماغية ويموت خمسون ألف من هؤلاء بسبب هذه السكتة ، ويعود النصف الباقي للمعاناة بما يكفي ليكونوا قادرين على العناية بأنفسهم لكن 15 بالمئة من هؤلا ء يعانون من عجز دائم بحيث يكون عليهم البقاء في المصح ، والحقيقة هي أن السكتة الدماغية هي السبب الثالث الأكثر حدوثا للوفاة في بريطانيا والولايات المتحدة ومعظم البلدان المتقدمة بعد مرض القلب وداء السرطان ، ونسبة حدوث السكتة الدماغية بين هؤلاء السكان هي 2 بالمئة من كل ألف من سكان ، ويصل عدد الإصابات سنويا في الولايات المتحدة إلى 500 ألف إصابة يموت منهم 200 ألف حالة .
والسكتات الدماغية تشكل تحديا هائلا للطب الحديث ، ومع ذلك فإن الآمال اليوم بالنسبة لشخص يعاني من السكتة الدماغية هي أفضل قليلا مما كانت عليه قبل 20 أو 30 سنة ، وحالات تصوير الدماغ بالمسح الحاسوبي brain scan والتي تجرى فورا بعد حصول السكتة الدماغية يمكنها أن تبلغنا الفرق بين الأنواع الرئيسية المختلفة للسكتة الدماغية ولكن بما أنه يمكن علاج أنواع قليلة فقط من السكتات الدماغية تبقى هذه المعرفة التصويرية قليلة الفائدة في الوقت الحالي .
وفي الحالات القليلة التي نجا فيها أشخاص من السكتة الدماغية يمكن للجراحة العصبية المتطورة أن تساعد في تخفيض فرص العودة للإصابة بالسكتة الدماغية ثانية ، لكن في أكثرية الحالات أفضل ما يمكن للطب التقني الحديث فعله هو جعل حياة المصابين أكثر راحة مما كانت عليه من قبل .

ولا يمكن العودة إلى حالة ما قبل السكتة الدماغية بل يمكن منع حصولها فقط ، وتنتج السكتة الدماغية عندما تعمل جلطة دموية blood clot أو نزيف دموي hemorrhage على قطع الأوكسجين عن القشرة الدماغية أو أي جزء آخر من الدماغ مما يؤدي إلى موت النسيج الموجود في ذلك الجزء ، وفي بعض الاحيان تصاب مساحة واسعة من القشرة الدماغية مما يؤدي إلى الموت أو الشلل الكلي ولكن إذا قطع الأوكسجين عن مساحة بسيطة فقط تكون النتيجة سكتة دماغية بسيطة قد يصاب فيها الضحية بفقدان الاحساس بإحدى ذراعيه فقط .

في هذه الحالة يساعد العلاج الفيزيائي على مدى عدة أشهر المريض على استعادة بعض وظائف ذراعه المصابة وما يحصل هو أن أجزاء مختلفة من القشرة الدماغية تتحكم بالأطراف العصبية لأجزاء محددة من الجسد بحيث إذا تضررت إحدى مساحات القشرة الدماغية بفعل السكتة الدماغية يحصل خدر في سطح الجلد التابع لتلك المساحة .
وفي النهاية يمتد ذلك الجزء من القشرة الدماغية الذي يتحكم بالجلد المقابل ، إلى المنطقة المصابة في الدماغ بحيث يتم تنشيط خلايا جديدة في السطح الميت ، وإذا كانت السكتة الدماغية خفيفة يستعيد المريض احساسه بالمنطقة الجسدية المصابة ، لكن تمدد القشرة الدماغية يقتصر على مسافة 0.05 سنتمترا فقط ، وما لا يفهمه العلماء حتى الآن هو كيفية تكيف الدماغ أو توافقه مع هذه الحالة وعندما يصل العلماء إلى فك أسرار هذا التوافق سيعرفون في النهاية كيفية التقدم في علاج السكتة الدماغية .
حتى ذلك الوقت تكون الوقاية هي أفضل جواب لحالات السكتة الدماغية وعوامل المخاطرة بالإصابة بالسكتة الدماغية مشابهة لعناصر المخاطرة بالإصابة بأمراض القلب باستثناء أن الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم لديه احتمال أقوى بالإصابة بالسكتة الدماغية من الشخص الذي يكون ضغط دمه طبيعيا ، لذلك فإن مراقبة وزن الجسد هو أحد إجراءات الوقاية ضد السكتة الدماغية لأن الوزن الزائد هو العنصر الرئيسي في ارتفاع ضغط الدم ، وحتى الأشخاص الذين لا يتجاوز وزنهم الزائد ما بين كيلوغرامين و4 كيلوغرامات معرضون للإصابة بارتفاع ضغط الدم وبالتالي السكتة الدماغية ، والشخص الذي يكون وزنه زائدا بنسبة 20 بالمئة عن الوزن المرغوب يعاني من البدانة أو السمنة ولا بد أن يتلقى العلاج الطبي .
ولقد وجد العلماء أنه على مدى 26 سنة يزداد معدل الوفاة بنسبة 2 بالمئة لكل نصف كيلوغرام يزيد عن الوزن المرغوب ، وإذا كان وزنك الزائد في منتصف الأربعينات من عمرك هو 4 كيلوغرامات فإن هذا يعني أن نسبة المخاطرة عند للإصابة بسكتة دماغية هي 20 بالمئة أكثر من الشخص الذي يكون وزنه طبيعيا .






منقول بكل التقدير