من هم شهود الذين يشهدون علينا يوم القيامة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْس مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } صدق الله العلي العظيم .
هناك ستة شهود يشهودون على العبد يوم القيامة منهم ...
1 ـ ان اول الشهود والمحيط علماً بكل أفعال الانسان هو الله سبحانه وتعالى ، وحيث ان شهادته لا تغادر صغيرة ولا كبيرة لكن إلاّ أنّ مقتضى اللطف الإلهي والعدالة الربوبية تستوجب أن يضع تعالى شهوداً آخرين.
2 ـ الأنبياء والأوصياء: يقول القرآن الكريم: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} لأن الأنبياء والاوصياء هم حجج الله في ارضه وهم الذين يشرفون على اعمال العباد ، وتعرض عليهم الصفح كل يوم فتكون شهادتهم حاضرة يوم القيامة ...
3 ـ شهادة اللسان واليد والرجل والعين والأذن: لا يمكن للمرء ان يفر من صغائر افعاله امام المحكمة الربانية، لان سبحانه جعل كل شيء في حيزه يشهد عليه، مثل جسمه أنّ كلّ أعضاء الجسم ستقوم بدورها بالشهادة على الأعمال التي قامت بها كما في قوله تعالى: { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
4 ـ شهادة الجلود: ومن الغير متوقع لدى المذنبيين أن تشهد عليهم جلودهم، فخاطبوها بالقول: (لم شهدتم علينا)؟ فيأتي الجواب من جلودهم: (أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أول مرّة وإليه ترجعون) .
5 ـ الملائكة: يقول تعالى: (وجاءت كلّ نفس معها سائق وشهيد)(5). ومفهوم الآية الكريمة أنّ كلّ إنسان يحشر إلى القيامة، يكون معه ملك يسوقه نحو الحساب وتشهد الملائكة عليه.
6 ـ الأرض: أي خطوة نخطوها نحو فعل معين يسجل عند الأرض لتكون شاهدة علينا وقوله تعالى { يومئذ تحدّث أخبارها}.
7 ـ شهادة الزمان: حتى ساعات الزمان بكل اوقاته يكون خير شاهد على الانسان فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قوله (عليه السلام): «ما من يوم يمرّ على ابن آدم إلاّ قال له ذلك اليوم: يا ابن آدم! أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فقل فيّ خيراً واعمل في خيراً، أشهد لك يوم لقيامة» .
فما أعجب نفس الانسان وقوة ارادته في ارتكاب المعصية وهو يعلم ان وراءه شهود يحصون عليه كل صغيرة وكبيرة وأولهم سبحانه وتعالى ...
فهو خليط عجيب من الملائكة وأعضاء الجسم والأنبياء والأوصياء، فيراقب أعمالنا ويشهد علينا... لكنّا لا نبالي!!؟
المصدر :
1 ـ أصول الكافي، المجلد الأول، صفحة 190.
2 ـ لئالي الأخبار، صفحة 462.
3 - تفسير الامثل