قصة رائعة في
محاسبة النفس


كان هناك شاب من الأنصار يأتي عند ( عبد الله ابن عباس) وكان عبد الله بن عباس يقربه ويدنيه فقيل له :
انك تكرم هذا الشاب وتدنيه وهو شاب سوء يأتي القبور فينبشها في الليالي فأراد عبد الله بن عباس ان يتأكد من ذلك ...
طلب منهم ان يعلموه عن ذلك ...
ولما جاء الليل خرج الشاب الى القبور وعلم عبد الله بن عباس بذلك فخرج وراءه دون ان يعلم الشاب بذلك ...
حتى دخل الشاب الى قبر محفور مضطجعاً في اللحد ونادى بأعلى صوته ...
(يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي...
ونطقت الارض من تحتي...
فقالت: لا مرحبا ولا أهلا قد كنت ابغضك وأنت على ظهري....
فكيف وقد صرت في بطني؟ !
بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفا والملائكة صفوفا....
فمن عدلك غدا من يخلصني؟
ومن المظلومين من ستنقذني؟
ومن عذاب النار من يجيرني؟
عصيت من ليس بأهل أن يعصى..
عاهدت ربي مرة بعد أخرى
فلم يجد عندي صدقا ولا وفاءا.
وجعل يردد هذا الكلام ويبكي ..)
فلما خرج من القبر التزمه ابن عباس وعانقه ثم قال له: نعم النباش، نعم النباش، ما أنبشك للذنوب والخطايا ! ثم تفرقا.

المصدر:
بحار الأنوار :ج 6 ص 131