السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعانى مجتمعاتنا العربية من تردى النظم التعليمية وكلما مر الزمن كلما أزداد التعليم تدهورا عن سابق

ولكن لماذا ؟؟

هل فطن ذوى المصالح أن شعوبنا أن تعلمت وانتجت تصبح بمثابة خطر عليهم وعلى بقائهم على رأس السلطة ؟؟

أم أن التدهور الأقتصادى يعكس تدهور فى الجانب التعليمى ؟؟

ولا ندرى نشيد دائما بالتعليم فى الغرب وأنه يعكس ويصقل مواهب وقدرات الفرد وفى الوقت ذاته لا نحاول أبدا اصلاح النظم التى لا تواكب الدهر عندنا

ربما يكون الأمر صعب ولكننا لا نحاول الافى الشكليات مجرد رفع راتب المعلم يوهم أولى الأمر أنه كل شىء سيكون على ما يرام لأن المعلم اذا تقاضى راتب أكبر فى وجهة نظرهم سيعمل بجد ولن يلجأ للدروس الخصوصية كزيادة دخل وهم بالطبع واهمون !

مجرد تغيير بعض المناهج وشكل الكتب وحذف هذا أو ذاك يخيل لهم أن التلميذ سيتلقى جرعة علمية أفضل ويتسع أفقه ومداركه !

اعتقد أن مشاكل التعليم التى لا تنتهى ينقصها ضمير

نعم ضمير الآباء والأمهات والمعلم والتلميذ ومسئولى التعليم كافة

الأب أحيانا قد يعتقد أنه بدفع نقود الدرس أو المجموعة يكون قد ضمن نجاح ابنه غير آبه بوسيلة النجاح هلى هى غش أم عن مجهود

الأم أحيانا قد تعتقد أنها بالقيام بالأعباء المنزلية وانتظار ابنها أمام باب المدرسة اُثناء الأمتحان تكون قد أدت ما عليها
فالهم الأكبر لديهما أن ينال الولد أو البنت شهادة بأى شكل كان فابناء فلان وفلانة ليسوا أفضل من أولادهم

يخشى كلاهما أن يدخل الابن دور ثانى " ملحق " وقد يضطرون للكذب والقول للجيران أو الأقارب أن ابنهم نجح وهو ينتظر الدور الثانى .

المدرس أحيانا قد يعتقد أن دوره قاصر على شرح الدرس وتلقينه للتلاميذ غير آبه بمن فهم ومن لم يفهم وغير ساع الى تغيير طريقة شرحه لتحقيق أكبر نسبة فهم لدى تلاميذه وبالطبع التلميذ الذى يأخذ درسا لدى الأستاذ كثيرا ما يلقى من الأهتمام والأحترام مالا يلقاه الآخرين

أصبح من النادر أن نجد معلم يعطى واجبات وبفتش عليها .

أما التلميذ أصبح هو أيضا فى الغالب مهمته الأستيقاظ وعيناه محمرتان من الجلوس أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو البلاى ستيشن ثم يتقاضى مصروفه الذى دائما يطالب بزيادته لأنه لا يكفيه ثم يتوجه الى المدرسة ليضايق أستاذ فلان أو يثير غضب أستاذة ...
كما أن لديه اهتمام خاص بحصة الألعاب حتى صار يتمنى كل الحصص ألعاب
لا يهم أداء الواجب المدرسى لأن الأستاذ لن يسأل .


أما الموجهين والمتابعين فمهمتهم تتمكثل فى الدفاتر أن وجدوا السجلات كاملة حتى ولو شكليا فلا لوم على المدرس أو المدير وان كان العكس فعليهم أصطياد ألأخطاء مهما كانت ,ايا كانت لأن الجزاءات التى توقع على المدرسين تقسم عليهم !!!!!

الأب لا يرى أن من مهامه أن يتابع ابنه فى المدرسة وألأم كذلك والمعلم قد يتنصل من الرقى بمستوى الطالب بحجة أنه استلمه بهذا المستوى
والمتابع فى مطاردة مع ادارة المدرسة ومدرسيها لصيد خطأ ما

والتلميذ فى سبات عميق يهتم باقتناء موبايل و اللعب والحرص على أن يكون لاعب كرة لأن التعليم لن يكفل له الشهرة والمال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فقد أصبح التعليم فى الوقت الحاضر مأساة تنتج خريجين بشهادات عن غير حفق وقليل عن حق
فى الأخير يتراكم الخريجين على المقاهى ليل نهار بانتظار تعيين أو ضربة حظ أو جائزة فى برنامج كرومبو

انها مأساة جيل تربى من أجل شهادة دراسية لابد أن يحصل عليها بأى شكل وأى ثمن وألا يرضى بأقل من فلان وعلان

المهم أنهم علموه أن يتعلم من أجل الآخرين لا من أجل نفسه ومستقبله ولا من أجل الرقى بوطنه وهذه هى مصيبة مجتمعاتنا التى تنظر للتعليم على أنه وسيلة لا غاية بيد أنه عند الآخرين غاية ووسيلة

هذا نموذج مصغر غير معمم من واقع مجتمعى فقد يكون الحال أفضل فى مكان آخر ومجتمع آخر

نسأل الله صلاح الحال