الكوماري هن فتيات بوذيات يعتقد أن آلهة هندوسية تسكنهن ، حتى انهن يعتبرن رمزا للتسامح الديني. لعدة قرون، استخدم الملوك الآلهة لإضفاء الشرعية على حكمهم. وتعنى كلمة كومارى عذراء فى اللغات السنسكريتية والنيبالية واللغات الهندية الاخرى.
المملكة الواقعة في جبال الهيمالايا في نيبال الهندوسية ليست فقط أرض العديد من قمم الجبال، ولكن أيضا أرضا للعديد من الآلهة وبينها آلهة فريدة من نوعها كونها آلهة حية تتنفس - كوماري ديفي- التي هي في الحقيقة فتاة صغيرة مؤلهة.عادة عبادة فتاة قبل سن البلوغ، ليست آلهة عند ولادتها، ومع ذلك مصدرا لسلطة عليا في التقاليد الهندوسية البوذية القديمة ، هي تطبيقً لأسطورة هندية قديمة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، تحولت إلى تقليد تمارسه نيبال حتى اليوم.

وفقا لتقاليد طائفة فاجرايانا من الدين الماهايانا البوذي، يتم فحص الفتيات في الفئة العمرية من 4-7 سنوات، من عائلة شاكيا البوذية العريقة والتى ينحدر منها بوذا ، فإدا كان طالعها 'مناسبا' على أساس 32 صفة من صفات الكمال، بما في ذلك لون العينين وشكل الأسنان وحتى جودة الصوت يتم اختيارهن. حيث يجب أن تمتلك شعرا أسود اللون يميل إلى الزرقة الغامقة لدى انعكاس الضوء عليه، عيناها سوداء بلون الشعر، صوتها ناعم ورخيم كزقزقة عصفور، يداها وقدماها ناعمة كملمس جسم طفل في الأشهر الأولى لولادته.
وبعد ذلك يتم نقلهن لمقابلة الآلهة في غرفة مظلمة، حيث يتم تنفيذ طقوس سحر مرعبة. الإلهة الحقيقية هي التي تبقى هادئة ورابطة الجأش طوال هذه التجارب.
بعد الفوز بالاختبار النهائي، تتبع الفتاة المختارة كبير الرهبان البوذيين الى المعبد حيث ينتظرها الراهب الأكبر، في صالة العرش في البيت الابيض الذي يرمز الى النقاء والطهارة، حيث تجري عملية التسلم والتسليم. بعد الاحتفالات، يقال إن روح الإلهة تدخل جسدها فتعطى لقب كوماري ديفي، التي تعبد في جميع المناسبات الدينية. تجد بانتظارها، فتاة أكبر سناً منها ترتدي ملابس الاحتفالات الرسمية وتحمل القطع المقدسة وهي عبارة عن المجوهرات والتاج المرصع بالأحجار الكريمة. هذه الشابة البالغة من العمر 11 سنة أو أكثر ليست سوى الكوماري السابقة التي فقدت طهارتها مع بلوغها فلم تعد نقية، لذلك عليها التنازل عن العرش وتسليم القطع المقدسة للطفلة الصغيرة. ويقوم شابان قويان بامساك الصغيرة من الجانبين، ويرفعانها عن الأرض ثم يسيران بها، من دون النظر إليها، فالصغيرة يجب ألا تلامس قدماها الأرض.
تجلس الصغيرة على عرشها المذهب، تنظر الى الجمع المحتشد حولها ولا تراه. ما من أحد يدرك بماذا تفكر، فهي ممنوعة من الكلام، لا تحرك شفة، تنظر فقط، عيناها تتحركان في الوجه الملون حيث تظهر عين بوذا مرسومة، وسط الجبين، بدقة واتقان يحيط بها طلاء ذهبي برّاق.
بعد ذلك، يصل الملك وينحني أمام الكوماري الجديدة.
خلال ست سنوات تعيش الكوماري في البيت الأبيض في كاتماندو، تعتني بها وتزينها امرأة مسنة واحدة فقط. وستتعلم كباقي الأطفال القراءة والكتابة والحساب. ما عدا ذلك، عليها يومياً ولمدة ساعات، استقبال المخلصين الذين يأتون للتبرك منها ولتقديم الهدايا والمال والأحجار الكريمة. لقد اختاروها كوماري، فهي ملك لشعب نيبال. ومملكة نيبال ستطبع صورتها على طوابع بريدية وستدفع لها قسماً من ايجار البيت الذي تسكنه في ما بعد. أما الصحف فستنقل أقل حدث يمر في حياتها. لكن ذات يوم ستفقد الكوماري طهارتها، وتتخلى عن التاج لصغيرة نقية. ومع قليل من الحظ ستتزوج شاباً يحبها ولا يخاف تحدي الأسطورة من أجلها.
إذ عندما تظهر الكوماري الجديدة للمرة الأولى في كاتماندو، تغادر الكوماري السابقة البيت الأبيض وتصبح فتاة عادية، لكنها تدرك ان الدولة ستقدم لها ذات يوم مبلغ 10 آلاف روبية اذا قبل أحد الشباب الزواج منها. لأن الاسطورة تقول ان من يتزوج كوماري يموت شاباً.

الكوماري o-KUMARI-NEPAL-900.j

الكوماري 576484_5003712133161