تعرف على أخطر وجهات السياحة في العالم 1369090872355285700.السياحة أيضا يمكن أن تكون ضربا من الجنون. هناك من السياح من لا يقنع بقضاء وقت شاعري هادئ على شاطئ البحر أو يرضى بالتجول بين مقاهي المدن والقرى السياحية بل يبحث عن أخطر الوجهات والرياضات ليقضي بها لحظات النشوة التي يبتغيها من وقت فراغه. أحد نماذج هؤلاء كان السائح الياباني توشيفومي فوجيموتو الذي عثر عليه بالصدفة مراسل الوكالة الفرنسية في حلب يلتقط الصور التذكارية مع مقاتلي الجيش الحر، ويخبرهم عن بلده اليابان.
ولما سئل فوجيموتو عن سر حضوره إلى منطقة حروب ومذابح قال إنه يريد أن يرى الحرب عن قرب وأضاف أنه يبحث عن المتاعب في عطلته السنوية، وأنه في العام الماضي كان في اليمن مع المتظاهرين في صنعاء أمام السفارة الأميركية. وفي عام 2011 كان في ميدان التحرير وسط جموع المتظاهرين المصريين ضد حكم مبارك. أما حلمه الذي يريد تحقيقه فهو السفر السياحي إلى أفغانستان لمقابلة مقاتلي طالبان. وهو يعتقد أنه ليس هدفا لأحد لأنه سائح وليس صحافيا! وبخلاف هذه الحالة الخاصة لسائح المتاعب الياباني، هناك أنواع أخرى من أخطر وجهات السياحة في العالم التي يقبل عليها السياح الشباب كنوع من التحدي للطبيعة وأحيانا تحدي قدراتهم الذاتية. وإذا كنت قد سئمت الذهاب إلى جنوب فرنسا ولم تعد «ديزني» تثير خيالك، فلك أن تختار الوجهة التي تروق لك من النخبة التالية.
والنصيحة الوحيدة التي تحتاجها هو أنه إذا كنت تود أن تخوض التجربة، فلا بد لك أن تستعين بالخبراء وأن تلتزم بنصيحتهم، وإلا فقد تصبح رحلتك - لا قدر الله - رحلة في اتجاه واحد. ولن تجد نفسك وحيدا في هذه الرحلات الخطرة لأن المزيد من الشباب يقبلون عليها من أجل الإثارة وشحنات الأدرينالين، بدلا من النوم على الرمال الناعمة.
* صعود جبل إيفرست: ويحتاج إلى قوة تحمل وإرادة فولاذية لصعود أعلى جبال العالم على ارتفاع 8850 مترا. وينمو هذا الجبل بنحو سبعة سنتيمترات سنويا، بفعل الضغوط الأرضية، ولذلك كلما عجلت بالرحلة كان ذلك أسهل وأخف وطأة. إذا فعلت ذلك، تكون قد وصلت إلى «قمة العالم» في إنجاز لا يمكن لأحد أن ينتزعه منك. وهناك شركات سياحية يمكنها أن تنظم كافة تفاصيل الرحلة لك.
* القفز إلى «غراند كانيون»: إذا كان صعود الجبال لا يروق لك، فماذا عن القفز إلى أعمق حفرة في العالم وهي «غراند كانيون». ويقتصر هذا النشاط على المتمرسين فقط من خبراء القفز الذين يلقون بأنفسهم من على الحافة إلى ما يشبه الهاوية قبل أن تنفتح مظلاتهم قبل بلوغ القاع ليصلوا إليه سالمين. وبعد التدريب يمكن لعدة شركات سياحية أن تؤمن لك إقامة في أحد فنادق أريزونا وشرح كيفية القفز من على الحافة بعد اختبار أن المظلة التي تحملها على ظهرك تعمل بصورة صحيحة لأن حياتك سوف تتوقف عليها.
* الطفو على مياه نهر الزامبيزي: وهو أحد أسرع الأنهار انسيابا وانحدارا لدرجة أن سطح المياه يبدو أبيض اللون من سرعة الانطلاق وتلاطم الأمواج. ويركب المغامر طوافة خشبية ثم ينطلق بها مع تيار المياه في أسرع رحلة مائية وأكثرها إثارة في العالم. وتنتهي الرحلة بالقرب من شلالات فيكتوريا، ويصنف خبراء هذه الرياضة هذه التجربة بأنها في المرتبة الخامسة من الصعوبة، أي أعلى درجات الخطورة. ويمكن حجز الرحلة مباشرة على الإنترنت.
* قضاء عشرة أيام في الفضاء: هذه الرحلة هي لرواد الفضاء الحقيقيين وليس لمسافري ريتشارد برانسون الذين يقضون ساعتين في أعلى الغلاف الجوي قبل العودة إلى الأرض. هذه الرحلة تستمر عشرة أيام يقضيها المسافر في حالة انعدام وزن داخل محطة الفضاء الدولية على بعد 200 ميل فوق سطح الأرض. المناظر خلابة وبدلة الفضاء جذابة وفضية اللون مع خوذة تشبه الفقاعة الزجاجية. والاختيار هنا هو ما بين الانطلاق في صاروخ أميركي أو روسي. الاختيار الأميركي يتطلب ميزانية قدرها 20 مليار دولار، والخيار الروسي أرخص قليلا. وتنصح «ناسا» بعدم اصطحاب الكثير من الأمتعة.
* جبل ثور في كندا: وهو ليس الأعلى في العالم، ولكنه الأكثر انحدارا أفقيا، فهو مثل الحائط الغرانيتي المستقيم بارتفاع 1250 مترا، ويرتفع بزاوية 105 درجات. وهو تحدٍ لا يستهان به، فالكثير من هواة تسلق الجبال يذهبون إلى المنطقة بكل ثقة إلى أن يشاهدوا «ثور» أمامهم. وهنا تتغير حساباتهم ويكتفي بعضهم بإقامة معسكر تحت الجبل والتمتع بالنظر إليه. ويقع ثور في منطقة نائية اسمها «نونافو» ويتكون الجليد على قاعدة الجبل ولكنه لا يستقر عليه لأن سطحه أملس ويرتفع راسيا.
* زيارة «أويمايكون»: وهي أكثر بقع العالم المأهولة صقيعا، وتقع في شمال روسيا. وتبلغ درجة الحرارة فيها 71 درجة تحت الصفر ويلفها الظلام معظم هشور العام. ولا يسكن القرية أكثر من 500 نسمة، وكانت مخصصة في الماضي لنفي المعارضين السياسيين في الاتحاد السوفياتي، وهي مجمدة طوال شهور العام ولا ترتفع الحرارة فيها عن 50 درجة تحت الصفر. ويوجد في القرية فندق واحد، ولذلك فأماكن الإقامة محدودة فيها. وقد زارها بعض مشاهير السينما، ربما لرفع معنويات سكانها.
* صحراء «أتاكاما» في تشيلي: وهي باعتراف «ناسا» وهيئة «ناشيونال جيوغرافيك» من أقحل صحارى العالم وأكثرها جفافا، بما يوازي سطح كوكب الزهرة. وتم تصوير الكثير من أفلام الخيال العلمي في هذه الصحراء، وتمر أحيانا 15 سنة دون أن ترى هذه الصحراء قطرة ماء واحدة. الرحلات إلى هذه الصحراء تنظم في جماعات لمنع فقدان أي شخص فيها، والنصيحة الوحيدة هي «احمل معك الكثير من المياه لأنك سوف تحتاج إليه».
* أسخن موقع في العالم: وهو ليس في دول الخليج وإنما في إيران. صحراء لوط تصل فيها درجات الحرارة أحيانا إلى 70 درجة مئوية. ويعني «داشتي لوط»، وهو اسم الصحراء بالفارسية القمح المحمص، وهو اسم يشير إلى أسطورة اشتعال أعواد قمح في الشمس تلقائيا بعد أن تركت في العراء عدة أيام. ويذهب الرحالة إلى هذه الصحراء لاختبار مدى تحملهم لدرجات الحرارة.
* جزيرة تريستان دا كونها: وهي الأكثر انعزالا في العالم وكانت تتبع التاج البريطاني، ولا يقطنها حاليا سوى 300 نسمة. الجزيرة تبعد عن جنوب غربي أفريقيا بنحو ألفي كيلومتر واكتشفها البحار البرتغالي تريستاو دا كونها في عام 1506. وهي جزيرة نائية بمعنى الكلمة ولا يوجد بها مطار، ويتعين الوصول إليها بحرا بعد رحلة تستغرق عدة أيام.
* الغوص في قفص مع أسماك القرش: وهي رياضة منتشرة على شواطئ جنوب أفريقيا التي تعد من أخطر المناطق البحرية في العالم. وهي من أكثر بحار العالم تعدادا بسمك القرش الأبيض. ويهبط المغامرون تحت سطح الماء في أقفاص حديدية تحوم حولهم أسماك القرش التي تهاجم الأقفاص أحيانا.
* مواجهة مع التماسيح: إذا كان الغوص مع أسماك القرش ليس مثيرا بدرجة كافية فماذا عن مواجهة مع التماسيح في أحدث مغامرة سياحية في أستراليا. وهنا يدخل السائح إلى صندوق زجاجي شفاف يتدلى تدريجيا إلى بحيرة بها تماسيح يصل طول الواحد منها إلى 14 قدما. وتعتقد التماسيح أن أمامها فريسة سهلة ولكنها تصطدم بالصندوق الزجاجي في محاولاتها المتكررة لالتهام الضحية. ومع انتشال الصندوق تبدو آثار أسنان التماسيح ظاهرة على جوانب الصندوق. هذه المغامرة اسمها «كروكوسورس كوف» ويمكن تجربتها في مدينة داروين شمالي أستراليا.
* دخول شلالات «اغواسو»: هذه الشلالات تقع على الحدود بين البرازيل والأرجنتين. وهي أطول من شلالات نياغرا وأعرض منها مرتين، وتتكون من 275 شلالا تقذف بالمياه بصفة مستمرة إلى بحيرة أسفلها. المغامرة ليست بالمشاهدة فقط وإنما بركوب زورق سريع يدخل بالسياح إلى تحت هذه الشلالات لاختبار قوة اندفاع المياه وصوتها الهادر. ثمن الرحلة بالزورق لا يزيد عن 15 دولارا، ولكنها رحلة تبقى في الذاكرة. وهي ليست بالمغامرة السهلة ففي عام 2011 انقلب أحد هذه الزوارق بعد اصطدامه بالصخور ولقي سائحان مصرعهما.
* قفزة «بانجي» إلى بركان: قد تكون سمعت عن قفزات الـ«بانجي» التي يتعلق فيها المغامر بحبل مطاط أثناء القفز من على جسر أو منصة. ولكن البعض لا يكتفي بذلك ويذهب إلى بركان نشط في تشيلي بالقرب من مدينة بوكون. وهناك يتم القفز من طائرة مروحية فوق فوهة البركان الذي تبدو فيه الحمم البركانية الملتهبة وهي تغلي تحت المغامر المعلق في الهواء. وهي مع ذلك ليست هواية رخيصة، حيث تتكلف المغامرة الواحدة عشرة آلاف دولار، من دون حساب تكاليف الإقامة.
وهناك عشرات المغامرات الأخرى مثل القفز من الطائرات ثم فتح المظلة، والمشي على حافة برج «سي إن» في كندا، وركوب زوارق صغيرة تسمى «كاياك» مع الحيتان في ألاسكا، والتدحرج داخل كرة مطاطية إلى أسفل منحدر في نيوزيلندا. وبعد هذه المغامرات الخطرة قد يحتاج السائح المغامر إلى عطلة أخرى لكي يستجمع قواه.


أكثر...