مِنْ أين أبداُ بالعتابِ الحارق ِ !
يا موطِناً أرخى اللجام لِمارق ِ !
من أين أبدأُ والملامةُ لا تفي
حقّي المُضيّعُ في السرابِ الصاعق ِ !
وَهَلِ العتاب لِتربةٍ بنخيلها
وكلابها ، أمْ للحمارِ الناهق ِ !
عَتَبي على العقلِ المُكلّفِ بالدُنا
بجموعِ أهلي في البلاءِ الطارق ِ !
خلطوا الأمورَ كخلْطةٍ ما بعدها
غير البكاءِ على عراقٍ غارق ِ !
سلّمتُهُمْ أمرَ البلادِ لأنني
قد تُقْتُ للحُكْمِ النزيهِ الواثق ِ !
مِنْ بعدِ ذُلٍّ في المهانةِ يرتوي
وإذا بِذُلّي ما يزالُ مُعانقي !
كيف الخلاصُ ولا خلاصَ وإنّما
أملي بنجدةِ غائبٍ ومُفارق ِ !
فالأمرُ أكبرُ مِنْ أكونَ قرينُهُ
فالبحرُ موجٌ لا يلينُ بخافقي !
والأمرُ دُبِّرَ سرُّهُ بدسيسةٍ
ما بينَ مُحتالِ الشعوبِ وسارق ِ !
وسوادُ شعبي غرَّهُمْ ، سَقَطَ النظامُ
بِحُفْرةٍ ، وتشتّتوا في الماحق ِ !
كذِباً وزوراً ما تشتّتَ جمْعُهُمْ
بلْ غيروا أزياءهُم بتناسُق ِ !
عادوا لِحُكْمِ ضياعِنا وتوحّدوا
بالثائرينَ عليهِمُ ، بدقائق ِ !
والثائرونَ تبجّحوا بجهادِهِمْ
رسَموا الأمورَ بريشةِ المُتحاذق ِ !
والناسُ تبكي منذُ عقدٍ فوقهُ
بعضُ المصائبِ بالعويلِ الزاهق ِ !
أين المسيرُ وحالتي بتدهْورٍ
تمشي بوعدٍ للسرابِ الغارق ِ !