الفريق اول ركن : محمد فاضل باشا الداغستاني do.php?imgf=14481240
(الفريق اول ركن : محمد فاضل باشا الداغستاني) :

ويلقب ب "أبو داود" وهو من أُسرة (ماليكوف) احد اسر قبيلة (افار) الداغستانية ولد عام ( 1846م ) في قرية (جوه) من اعمال قفقاسيا اقصي الجنوب الغربي لجمهورية روسيا الاتحادية وبها نشأ وتعلم ، وينتسب ابوه (داود لاو) الى اسرة المشايخ في السلالة الافارية المتصلة بوشائج القرابة مع أسد القفقاس الشيخ الامام شامل قائد المقاومة ضد الروس خلال حروب القوقاز .

ولما كبر (الداغستاني) وبلغ اشده اخذ الى العاصمة (سانت بطرسبرغ) شان اقرانه من ابناء الاشراف وادخل المدرسة العسكرية، فتخرج ضابطاً في الجيش القيصري في ال(18) من عمره ، وقد اعجب به القيصر الروسي (ألكسندر الثاني) فعينة مرافقأ له وذلك بعدما استلم شهادة تخرجة من الكلية العسكرية من القيصر وهو ممتطيا صهوة جوادة وكان ذلك عام ( 1864م ).

ولم تمض ثماني سنوات من عملة في الجيش الروسي القيصري حتى استقال (الداغستاني) وذلك في عام (1872م) حيث ذهب الى اسطنبول مؤثراً اللحاق بزوج اخته (الغازي محمد باشا ابن الامام شامل) ، وذلك بعد استسلام الامام شامل ورحليه الى اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية عام (1860م) وذلك بعد خوض مسلمي القوقاز بقيادته حروب طويلة ضد القياصرة الروس استمرت اكثر من ( 25 ) عام .

في اسطنبول اصبح (الدغستاني) مستشار ومرافق عسكري للسلطان العثماني (عبد الحميد الثاني) ونظرا لخبرته العسكرية تدرج في الرتب حتى اصبح في رتبة فريق اول ركن .

وقد كان من الضباط العثمانيين الشجعان الذين خاضوا الكثير من الحروب مع الدولة العثمانية ، ومنها مشاركته في الحرب (العثمانية - الروسية) عام (1877م) في فرقة المجاهدين مع المشير أحمد مختار باشا والفريق الغازي محمد باشا ابن الإمام شامل .
وقد اتهمه السلطان (عبد الحميد الثاني) بعلمه بمؤامرة كانت تدبر ضده ، وذلك بعد ان اتصل به أحد الضباط المتآمرين ضد السلطان طالبأ منه الاشتراك في مؤامرة تطيح بالسلطان ولكن (الدغستاني) رفض المشاركة بالمؤامرة و لكنة ايضا لم يخبر عن المتآمرين على السلطان .

فأبعده إلى ولاية بغداد بوظيفة قائد فرقة الخيالة في الفيلق السادس وشغل فترة من الزمن منصب وكيل والي بغداد حيث حضر أفتتاح سدة الهندية في العراق عام ( 1913م) ، وبأعتباره وكيل الوالي العثماني عين في عام (1915م) قائداً لجيش العشائر العرب المتطوعين لقتال الجيش البريطاني في جبهة الكوت وذلك بأمر من ( ناظر الحربية العثماني/ وزير الدفاع ) أنور باشا .

ولقد أبلى (الداغستاني) بلاءً حسناً في قتال البريطانيين حتى استشهادة في معركة (كوت الأماره) في احد الهجمات البريطانية المفاجئة حيث سقطت قنبلة بقربه وبينما هو يوقظ المجاهدين من نومهم لصد المهاجمين البريطانيين فأستشهد على أثرها وكان يناهز عمرة (السبعين سنة) وذلك بتاريخ ( 12 اذار / مارس 1916م).

وقد شيع جثمان (الدغستاني) في موكب عسكري حضره أعيان البلد والضباط القادة وجمع غفير من جنودهِ وأهالي ولاية بغداد وكانت جنازتهِ محمولة على عربة مدفع يحيط بها كبار ضباط الجيش وصلوا عليهِ صلاة الجنازة في جامع الإمام ابو حنيفة النعمان وقد دفن في مقبرة الخيزران بجوار قبر مفتي بغداد الشيخ محمد سعيد الطبقجلي وتحت منارة الجامع ثم بنيت حجرة على قبرهِ .

لقد كان (الدغستاني) متزوجاً من زوجتين الزوجة الأولى هي السيدة أمنية والتي أنجبت له ولداً أسمه داود وسبع بنات ، اما الزوجة الثانية فهي السيدة نازده ولها منها ولد واحد وهو اللواء الركن (غازي الداغستاني) معاون رئيس اركان الجيش العراقي في العهد الملكي (1953- 1958م) وثلاث بنات .
صورة المؤرخ الجغرافي.