اختلفت كلمة الباحثين حول طبيعة العلاقة بين المختار والإمام السجاد(عليه السلام) بين من ذهب إلى القول بأن العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام وكان الإمام يرفض هدايا المختار ولا يراه أهلا لذلك.
في المقابل نجد من يذهب إلى العكس من ذلك حيث يرى العلاقة بينهما كانت طبيعية وحسنة إلا أنّ الإمام (عليه السلام) فضل عدم التعاطي
مع المختار مباشرة للرقابة الشديدة التي يتعرض لها من قبل المروانيين والزبيريين..
ومن هنا جعل الواسطة بينه وبين المختار عمّه محمد بن الحنفية وأمر المختار بالرجوع إليه.
روي عن الحسن بن زيد عن عمر بن علي: أن المختار أرسل إلى بن الحسين بعشرين ألف دينار فقبلها
وبنى بها دار عقيل بن أبي طالب ودارهم التي هدمت.
وقيل أن المختار اشترى أمة بثلاثين ألف درهم وأهداها لعلي بن الحسين (عليه السلام )فولدت له زيداً.
وروى العلامة المجلسي وغيره أن جماعة من وجوه الكوفة قد اجتمعوا فقالوا له إن المختار يريد الخروج بنا للأخذ بالثأر وقد بايعناه ولا نعلم أرسله
إلينا محمد بن الحنفية أم لا فانهضوا بنا إليه نخبره بما قدم به علينا فإن رخص لنا ابتعناه وإن نهانا تركناه فخرجوا وجاءوا إلى ابن الحنفية....
فلما سمع ابن الحنفية كلامهم قال لهم: قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاءوا لأجله. قال (عليه السلام)..
((يا عم لو أن عبداً زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته ))وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت. فخرجوا وقد سمعوا كلامه وهم يقولون: أذن لنا زين العابدين ومحمد بن الحنفية.
ومن هنا ذهب كل من المحقق الخوئي والعلامة المامقاني -قدس سرهما - إلى القول بأن ثورة المختار كانت بإذن خاص من السجاد (عليه السلام). .....
اما علاقة المختار بمحمد بن الحنفية..
يظهر من بعض الروايات أن المختار دعا الناس إلى إمامة محمد بن الحنفية وكان يراه المهدي الموعود
إلا أن الإربلي- في كشف الغمة - ينفي ذلك عن ساحة ابن الحنفية ويرى أنه إنما تصدى لذلك ظاهراً بأمر من الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) وذلك بسبب الظروف الصعبة التي كان الإمام يمر بها.
وممن نفوا ذهاب المختار إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية وأكدوا إيمانه بإمامة الإمام السجاد (عليه السلام)محمد بن إسماعيل المازندراني الحائري صاحب كتاب منتهى المقال.


الشيخ نزار التميمي