الطوارق او التماشق :

الطوارق او التماشق 55zak8a2eyx1.jpg
هم قبائل ( البربر ) الذين كانوا وما زالوا يسكنون شمال إفريقيا منذ قديم الزمن ... تعرضوا للتشريد على يد الاستعمار الفرنسي بعد أن رفضوا فكرة التنصير التي كانت تتبعها هذه الدولة في الدول المستعمرة.. و حب هذا الشعب للحرية جعلهم يقفون في وجه الاستعمار مما جعل الاستعمار وإذنابها بعد رحليها ينالون من هذا الشعب على مر السنين والأعوام..

قبائل تشتهر بالفروسية والأخلاق والشهامة فهم أيضا الذين عبروا مع قائدهم الفذ "طارق بن زياد" البرزخ المائي الفاصل بين أوروبا وأفريقيا المعروف باسم مضيق جبل طارق كرأس رمح كسر شوكة جيوش الفرنجة في معركة "الزلقة" في شجاعة نادرة بعد أن أحرق القائد سفنهم عند الشاطئ مذكرا لهم أن لا مناص من الحرب حيث "البحر وراءكم والعدو أمامكم" فلم يصدر منهم سوى أخلاق الفرسان وشجاعة الرجال.

فالطوارق أو الرجال الملثمين هم مجموعات قبلية كبرى جمعتها خصوصية الصحراء منذ ما قبل الميلاد ويطلق على الطوارق أصحاب اللسان "الأمازيغى" وهى لغتهم الأولى والأصلية و ينتمي إليهم المرابطون الذين أسسوا دولة بهذا الاسم عرفت على أنها واحدة من أكبر الإمبراطوريات التي نشأت في منطقة المغرب العربي.

وبجانب الطوارق البربر انضمت الكثير من القبائل العربية الكبيرة وأصبح للطوارق سلطان على الصحراء ويميز الطوارق قدرتهم على استيعاب الغير والاندماج معه والتأثير فيه دون السماح له أن يغير شيءا من عاداتهم وتقاليدهم لدرجة أن الكثير من القبائل العربية التي انضمت للطوارق اندمجت وتحول لسانها إلى لغة "الأمازيغ" أو لغة الطوارق !

وكل الشواهد تؤكد أن الطوارق استطاعوا الحفاظ على صفات أجدادهم حتى على مستوى التكوين الجسماني من طول القامة والقوة والصلابة والإخلاص والوفاء بالعهود لدرجة أن المؤرخين وصفوا وفائهم للعهد بأنه إسراف، كما أنهم على مر التاريخ اشتهروا بفروسيتهم فهم لا يستخدمون الأسلحة النارية لأنهم يعتبرونها أسلحة غدر ولا يضربون أعدائهم من الخلف ولا يسمون رماحهم وسيوفهم ويعتبرون ذلك -إن حدث- انتقاص من شجاعتهم !

أعدادهم :

الطوارق او التماشق zah0rjfcrq7s.jpg
أعدادهم الحقيقية فلا يمكن إحصائها تحديدا خاصة في غياب إحصاءات دقيقة وموثقة في منطقة الساحل الأفريقي أو في دول شمال أفريقيا، ولكن بعض التقديرات غير الرسمية تذهب إلى أن عددهم الإجمالي يناهز 3.5 ملايين، نسبة 85% منهم في مالي والنيجر والبقية بين الجزائر وليبيا. وتذهب نفس التقديرات إلى أنهم يشكلون من 10% إلى 20% من إجمالي سكان كل من النيجر ومالي.


ولكن ما هي حقيقة الرجال الملثمين ؟



انطلاقا من مقولة إن شعبا بلا أساطير هو شعب بلا تاريخ
للطوارق حكايات أسطورية عريقة متعلقة بهم ..

ولكن قبل ذكر تلك الحكايات دعونا نذكركم بأن للطوارق مسميات أخرى بالإضافة إلى ( اسود الصحراء ) ... ( أمراء الصحراء ) التي أطلقها عليهم المستشرقين ..

الاسم الأصلي: يفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم "إيماجغن" أو" تماشق" وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها "الرجال الأحرار".

الطوارق او التماشق 0p4fldex0ix4.jpg

الرجال الزرق: كما يطلق عليهم أيضا في الكتابات الأوروبية "الرجال الزرق" نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا ..

الطوارق : أما "الطوارق" المسمى الآخر لهم فيقول البعض أنه يعود إلى نسبهم للقائد العربي المسلم الشهير "طارق بن زياد "لكونه من أصول بربرية، ولكن التسمية يرجح أنها تأتي من "تماشق" أو "تمازغ" وتعني بلغة البربر"الرجال الأحرار"أو أن أصلها يعود إلى كلمة "تاركة" وهي منطقة فزان بجمهورية ليبيا حيث حط هؤلاء العرب رحالهم إما في سعيهم وراء إبلهم أولاً ثم انتشروا كدعاة للرسالة الإسلامية الخالدة.

هيا نتعرف على حقيقة الرجال الملثمين !!
في الجزء الرابع من التقرير .

الطوارق او التماشق y1c6ndvix4ba.jpg

والآن دعونا نتوقف عند الأسطورة التي تبين السبب الأسطوري للبس اللثام


أسطورة الصحراء التي تحكمها (ملكة الجن)، والتي كان سكانها هم جنودها ولكنهم ظلوا تحت سطوتها حتى أخذوا يسترون وجوههم خشية أن تتسرب الأرواح الشريرة لجنود الملكة إلى أجسادهم، فكان عقاب الملكة بأن حرمت أبناءهم من الملك والسلطة في مملكتهم، وجعلت الحكم في يد النساء، وعيَّنت الملكة (تين هينان)، وأمرتها بأن تحكم في أقصى الجنوب، وتحديدا في (أرض الهجار)، وحكمت هناك، ومرة أخرى لبس الرجال النقاب، فأمرت النساء بأن تستخدم قلادة تضم خمس حبات من العاج ( خوميسا ) تكون كفيلة بدروعها لردع الشياطين، ولهذا يقال كانت مجتمعات تلك المرحلة تتبرك في قوافلها المتنقلة بالأولياء الذين يطردون الشياطين ..

أما السبب الواقعي الآخر هو :


وعن تلك التسمية "الرجال الملثمين" تقول الأسطورة التي يرويها الطوارق عن توارثهم للثام بأن رجال أكبر قبائلهم ارتحلوا بعيدا عن مضاربهم يريدون لغرض ما فجاء العدو يطلب خيامهم التي لم يبق فيها غير النساء والأطفال وكبار السن، فنصح عجوز حكيم النساء أن يرتدين ملابس الرجال ويتعممن وبأيديهن السلاح فيظن العدو أنه يواجه الرجال حقا، ففعلن وقبل التحامهن مع العدو ظهر رجال القبيلة ووقع العدو بين رجالها ونسائها وانكسرت شوكته..

ومنذ ذلك اليوم عهد الرجال على أنفسهم ألا يضعوا اللثام جانباً تقول الحكايات أن رجل الطوارق دائم اللثام منذ أن يبلغ، حتى وهو يأكل فإنه يرفع لثامه قليلا ويتناول الطعام من تحته !! ويغالي في ذلك حتى أثناء الوضوء أو التيمم فإنه يلجأ إلى البعد عن عيون الناس.

واللثام غالبا ما يكون عمامة من القماش الأسود يلفها حول وجهه بإحكام حتى لا يظهر منه سوى الأهداب ويتراوح طولها بين متر ومتر ونصف، ولا يضعها حتى حينما ينام، وإذا ظهر شيء من ستره فكأنما هو العار بعينه، والمبالغ في القول أنه إذا خاض غمار حرب وسقط لثامه لا يعرفه حتى أقرب المقربين.

ولكن لماذا طفح ذكر الطوارق الآن ؟
سنتعرف على السبب في الجزء الأخير من التقرير

الطوارق او التماشق xd811s8316on.jpg
هذه القبائل تعاني الكثير من التجاهل والتشريد والمعاداة في كل من النيجر ومالي
ودول العالم أيضا تتمادى في مثل هذا التجاهل
فلابد من القول إن حالة التجاهل التي تعاني منها قبائل الطوارق تشكل خطرا على العالم .. حيث \ أن الصحراء الآن تمثل الخطر الأكبر على العالم فهي مقر توافد الجماعات المسلحة، بجانب كونها مناطق مشهورة فى عالم تهريب السلاح وزراعة المخدرات بأنواعها الكثيرة.
مما جعلها ( الصحراء التي بها الطوارق ) تأخذ منحى وصفات أخرى غير الشهامة والشجاعة والفروسية لتصبح مناطق خصبة لتربية الإرهاب، ففرصة أن يعانى العالم من إرهاب الطوارق أصبح أكبر الآن، نظرا للظروف التي يمر بها من تجاهل وتعنت واستفزاز، ويساعد على سرعة اشتعال هذا البركان الخامل حماس شباب الطوارق الذي يقدس كل متمرد فهم يميلون نحو الحرب والثورة أيا كان مشعلها أو مذهبه المهم أنه في نظرهم يعترض ويثور على الظلم.

ولذلك العالم الآن في خطر حقيقي فلو تحرك الطوارق وفكروا في طريقة للثورة لن يرحموا من ظلمهم أو تجاهلهم، فإما أن يعترف بهم و يرفع عنهم صفة "الغرباء"، وإما أن تحرق ثروتهم تلك المدنية السياسية الزائفة التي رفضتهم.