جليلة ام سامي مطربة العراق في عام 1921 do.php?img=17037
جليلة ام سامي.. صوت في قاع النسيان

اذا عدنا الى الغناء العراقي الذي كان سائدا في الثلاثينيات نجد اصولا محددة لذلك الغناء ترتكز على المقام العراقي والاطوار الريفية والبدوية وغناء (البستة) المهم في هذا التوجه أن المغنيات والمغنين العراقيين لم يتأثروا بالمغنين من العرب او غير العرب الذين كانوا يفدون الى العراق من حين الى آخر ويقيمون فيه فترات طويلة ويقدمون حفلاتهم الغنائية او المسرحية على مسارحه المتواضعة آنذاك ويمكن القول بثقة ان الأسلوب الغنائي العراقي لم يتأثر بما كان يحدث على الساحة الغنائية العراقية خاصة وان الاذاعة لم تكن قد افتتحت بعد حيث تم افتتاح الإذاعة العراقية عام 1936, ان المستمع الذي يهمه التأكد من طبيعة الغناء العراقي في تلك المرحلة يمكنه الرجوع الى الاسطوانات المسجلة في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات ليجد الغناء الريفي على اصوله وقراءة المقامات وفق قواعدها والبستات تغنى بأصالتها وروحيتها العراقية الفريدة تلك الاغاني التي لايتمالك المرء نفسه الا ويهتز انسجاما وطربا معها بسبب عذوبتها مثال ذلك (كلبك صخر جلمود ما حن علي, ويا نبعة الريحان حني على الولهان, ومن غير امل حبيت انا, وآنه من اكولن آه, ويالماشي الله وياك), وتراثنا الغنائي فيه الكثير من الاصوات الغنائية الجميلة التي صدحت بأعذب الاغاني الفولكلورية التي احبها المستمعون ايام زمان وكان لها صدى كبير منذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر, وهناك الكثير من المطربات اللواتي قطعن شوطا كبيرا في مجال الطرب والغناء الجميل وهن بحق ثروة غنائية يفخر بها تراثنا الغنائي على مر الزمان ومن هذه الاصوات الغنائية العراقية النسائية الفنانة الراحلة سليمة مراد, زكية جورج, سلطانة يوسف, منيرة الهوزوز, بدرية انور, صديقة الملاية والفنانة الراحلة جليلة ام سامي التي بدأت حياتها الفنية في عالم الغناء في مقهى زكي بن عزاوي في العام 1921 وبقيت الى العام 1932 ورغم ان لها تجربة غنائية قبل هذا التاريخ في مجال الغناء حيث كانت تمتلك صوتا جميلا صدح في مقاهي ومسارح بغداد أيام زمان خاصة الغناء الريفي الجميل كالنايل والنعي وغير ذلك لهذا كله لمع نجمها في عالم الطرب والغناء هنا وهناك وامتدت شهرتها كمطربة ذات صوت جميل فسجلت بعض الاغاني الرائعة التي تمتاز بطابعها الشعبي ومنها, (اندهيه للولد اندهيه, لاناشد القبطان, ون ياكلب ون, بدرب الماي, نذرن علي, يالولد اترك زعلتك, حمل الريل وشال, بدموع لسجي الخزعلية, خنجر وسرد الروح), وغيرها من الاغاني التراثية الجميلة التي كانت وما زالت تراثا غنائيا عراقيا خالدا له مكانته الكبيرة مهما مرت السنون لجماله باعتباره فولكلورا عراقيا اصيلا يحب سماعه الكثير من الناس سواء كانوا من أهل المدينة ام من اهل الريف وقد احتفظت هذه الأغاني بأصالتها وحيويتها وجمالها رغم هذه الفترة الطويلة, وتشير المصادر الفنية الى ان المطربة جليلة ام سامي كانت تمتلك صوتا جميلا خاصة في مجال الغناء الريفي ولا سيما غناء (النايل والتطويح) لذلك فهي تنفرد كصوت نسائي قدم الكثير من الأغاني الجميلة ضمن الأصوات التي غنت الاغاني الريفية والتي وجدت طريقها في هذا اللون من الغناء العراقي الاصيل في الريف والمدينة.





منقولجليلة ام سامي مطربة العراق في عام 1921 003.gif