تطور اللغة العربية عبر التاريخ....

------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- -----

من آيات الله التي لفت الانتباه إليها –سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز تعدد لغات الناس وألسنهم، رغم أن أصلهم واحد، وأبوهم آدم عليه السلام.

قال الله تعالى: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين)

فكيف نشأت تلك اللغات؟ وتفرعت كل ذلك التفرع؟ وماهي اللغة الأم للبشرية؟ وكم عددها الآن الرئيسي منها وغير الرئيسي؟ وهل تتغير اللغات وتتطور؟ وهل ينقرض البعض منها؟ وكيف يتعلم الإنسان الكلام بلغته؟ وما أسباب التشابه في كثير من الكلمات في بعض اللغات؟ وكيف ولدت اللغة العربية؟ وهل تطورت عن الوضع الذي ولدت به؟ وما مكانة اللغة العربية الآن بين اللغات عند علماء دراسة اللغات؟ وبماذا تتميز هذه اللغة عما سواها؟

كل هذه أسئلة نحاول الإجابة عليها في هذا المبحث المختصر، والذي أعددته قبل فترة من الزمن، ونشر في بعض الصحف والمجلات، وطبع ككتيب مستقل، وأحب أن أتحف إخواني في المجلس اليمني به....

علم الفيلولوجيا:

هذا اسم علم دراسة اللغات، والذي يتخصص فيه مئات الخبراء والدارسين، واللغة كما يعرفها هذا العلم هي: أصوات يعبر كل جيل من الناس عما في وجدانهم، أو هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم.

ويدعي البعض أن كلمة (لغة) في العربية مأخوذة من لفظة (لوغوس) اليونانية ومعناها (كلمة).

عدد اللغات الآن، وأهمها:

يقدر علماء الفيلولوجيا عدد اللغات المنطوقة الآن عند البشر بثلاثة آلاف لغة، كثير منها لغات محدودة ينطق بها عدد قليل من الناس، واللغات الرئيسية التي يتكلم بها أكثر من مليون شخص للغة الواحدة تزيد قليلا على المائة لغة.

من تلك اللغات تسع عشرة لغة كبرى يزيد عدد المتكلمين بكل منها عن خمسين مليون شخص، وهي:

في جنوب آسيا:الهندية، والأوردية، والبنغالية، والبنجابية، والتاميلية، والماراثية، والتيلوجية.

وفي بقية آسيا: الصينية، الملايوية-أندنوسية، واليابانية، والكورية.

وفي أوروبا: الروسية، والإيطالية، والألمانية.

يضاف إليها الخمس لغات العابرة للحدود التي يتحدث بها سكان العديد من الدول، وهي اللغات الأهم في العالم، وهي:

العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغاليه
------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- -----

تقسيم اللغات حسب غناها اللفظي والمعنوي:

تنقسم اللغات إلى قسمين:

أ‌- اللغات المنحطة: وهي الأقل تعبيرا عن المعاني، وأبسط ألفاظا، ومنها اللغات الإفريقية، ولغات الهنود الحمر، واللغات الصينية، ولغة البربر، ولغة الأحباش، وبعض اللغات القديمة مثل لغة قدماء المصريين، وغيرها.

ب‌- اللغات المرتقية: وهي اللغات واسعة التعبير عن المعاني، وشاملة الألفاظ، وهي قسمان:

1- غير متصرفة: مثل اللغة التركية.

2- متصرفة: تقبل التصريف، وهي قسمان عظيمان: آرية، وسامية.

اللغات الآرية:

وتسمى اللغات (الهندوأوروبية)، وقد توصل العلماء بعد استقراء طويل أن أصل كل تلك اللغات واحد وهو اللغة الآرية المفقودة،والتي يذهب البعض –وإن كانت فرضية لم تثبت- إلى أنها كانت لغة قوم في شمال أوروبا في القرون الغابرة قبيل الطوفان أو بعده، وربما كانوا من نسل يافث بن نوح عليه السلام.

وهذه اللغات الآرية يتكلم بها حوالي نصف البشر وهم سكان جنوب آسيا (شبه القارة الهندية)، وكذلك سكان أوروبا والسكان الجدد الحاليين للأمريكتين وأستراليا.

وهذه اللغة قسمان:جنوبية وشمالية.

أ‌- الجنوبية: وهي اللغات السنسكريتية، ومنها اللغات الهندية، والأفغانية، واللغة الفارسية، والكردية، والأرمنية.

ب‌- الشمالية: وهي أنواع متعددة أهمها:

1- اللاتينية: ومنها الإيطالية والفرنسية والأسبانية والرومانية.

2- الجرمانية: ومنها اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية.

3- الإغريقية: ومنها اليونانية.

اللغات السامية:

وتسمى اللغات الأفروآسيوية، وهي لغات قديمة اندثر معظمها، ولكنها كانت لغات الحضارة الكبرى عبر التاريخ، وهي أقسام ثلاثة:

‌أ) الآرامية: ومنها اللغات البابلية والكلدانية والسريانية، ويرى بعض علماء اللغات أنها لغة واحدة تطورت في مراحل زمنية متفاوتة.

‌ب) العبرانية: ومنها اللغة العبرية الحالية لليهود، وكذلك الفينيقية والقرطاجية.

‌ج) العربية: وهي اللغة الأرقى ولغة القرآن الكريم، وقد تفرعت عنها بعض لغات الحبشة في الأدوار السابقة لها.


******************

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول