الامراض النفسية






ما أكثر الأمراضالنفسية التي يواجهها الأشخاص خلال مرحلة المراهقة وتعرض حياتهم الى المخاطر . أنذكر جميع هذه الأمراض ودراستها بالتفصيل خارج عن حيطةهذه الأسطر . لكننا نسعى فيهذا المجال الى الإشارة لبعض ما نرى أهميته منها بإختصار:
1
ـ الكآبة:يتعرض بعض الأطفال والمراهقين والكبار للإصابةبمرض الكآبة ، ومن أعراضه الإنزواء ،والتفكير بالإنتحار ، والأرق ، وإنسداد الشهية. ويمكن إعتبار الكآبة نوع من الإعتلال العاطفي ، يسعى الشخص الى مكافحته والحد منهمن خلال وسائله الدفاعية النفسية المختلفة ، ومنها العودة بالذات الى سني الطفولة . وقد يتحول مرض الكآبة عند هؤلاء الى إعتلالات والام عضوية. ومن أعراضه الأخرى يمكنالإشارة الى القلق ، والغضب ، والخمول والكسل . وقد يتولد لديهم خلال سن 4 ـ 15عاما دوافع عدائية تجاه أولياء أمورهم.
وفيما يخص أسبابوجذور هذا المرض ، ذهب البعض الى ان الشخص تتولد لديه حالة الإكتئاب والإدبار عنالحياة ويصبح حاد المزاج على أثر تعرضه لمختلف الضغوط النفسية . وطبقا للتحقيق الذيأجراه إستوتر ، وهو عالم أمريكي ، تبين أن نحو 13 % من الفتيات أصبن بالإكتئاب بسببطول قاماتهن لأنهن يعتبرن هذه الحالة نشازا . كما وأرجع فرويد حالة الإكتئاب الىالخشية من فقدان شيء ما سواء كان هذا الشيء وهميا أو موجودا في الواقع الموضوعي.
2
ـ الوسواس :بشكل عام فأن عشرين بالمائة منحالات الوسواس






تحصل في سني ما قبل الخامسة عشر ، ونحوخمسين الى ستين بالمائة منها يحصل بين سن الخامسة عشر الى سن العشرين ، ويدوم ذلكأحيانا حتى نهاية العمر.
يعاني المصابون بمرض الوسواسصعوبات كثيرة في حياتهم . فإذا أصيب أحدهم بخدش بسيط في ناحية من جسمه مثلا نجدهيشغل باله بذلك بشدة، ويرتجف وتتقلص أعصابه . ومن أعراض الوسواس ، يمكن الإشارة الىحالات التردد والقلق والشك في الأفعال والأفكار . وعلى الرغم من أن المصاب يعرفتمام المعرفة أن طريقته في التعامل مع الأشياء خاطئة وبعيدة عن الإتزان ، لكنه فيالوقت ذاته يشعر أنه عاجز عن التخلص منها.
جذورالوسواس :لقد أشارت التحقيقات حول هذا الموضوع الى أن 80 % من المراهقينالمصابين بالوسواس كانوا ، خلال فترة طفولتهم ، يعانون حالات من القلق والخوفوالإضطراب . وطبقا لبعض الآراء فإن لممارسة الشدة في التربية مع الأشخاص ، خلالمرحلة الطفولة ، مدخلية كبيرة في تعرضهم للإصابة بالوسواس . كما وأرجع أسبابه آخرونمثل فرويد الى دوافع جنسية.
ومن جهة أخرى فقد تبين منخلال التحقيق الميداني ، أن نحو 40% من المصابين بالوسواس كان أولياء أمورهم يعانونمن هذه الحالة ، وإن كان للعوامل النفسة من قبيل الخوف والخجل والإعتلال في المزاج، دورها المؤثر في هذا المجال أيضا(1).وبطبيعة الحال ، فإن نسبة الإصابة بالوسواس فيالطبقات الإجتماعية الراقية تفوق الطبقات المتوسطة والفقيرة.
علاج الوسواس :من الضروري المسارعة الى علاج الوسواس ،بإعتباره

(1) الوسواس ، الدكتور قائمي ، ص 80 ـ 87 .








مرضا ساريا يحمل في طياته مضارا وأخطاراعديدة في حال إستفحاله.
فقد أشارت التحقيقات الجارية حولهذا الموضوع الى أن نسبة 30 ـ 40 % من الأطفال والمراهقين المصابين بالوسواس يشفونمن هذه الحالة بشكل ذاتي ولا يحتاجون الى الإخضاع للعلاج ، بينما تتحسن حالة 40 ـ 50 % منهم بالتدريج نسبيا في حين تتفاقم الحالة لدى 10 ـ 15 % منهم وتعصى علىالعلاج.
وبالطبع ، فإن الإصابة بالوسواس تحصل بنسبة 50 % بشكل تدريجي ، بينما تستفحل بنسبة 50 % أخرى بشكل مفاجئ يرافقه في الغالب الشعوربالخوف والقلق الحاد . ويمكن معالجة الحالة في بداياتها بسهولة ، غير أنها تستعصيعلى الحل ويصعب علاجها في حال إستفحالها وإستدامتها.
3
ـ الشيزوفرنيا:ويعبر عنها بالجنون المبكر أو جنون الشباب ، وقد تحدثناحوله فيما مر من البحث . ولا يفوتنا القول : أن مرحلة المراهقة تنطوي على إعتلالاتنفسية وعضوية عديدة ، منها توتر المشاعر ، والقلق والحيرة، والتشوش الذهني ،والهذيان في الكلام و ...
4
ـ الهستيريا : وهيحالة من التوتر العصبي يصاحبها الإضطراب ، وقد تبرز أحيانا على شكل الإختلال فيالنظر في سني 13 ـ 14 عاما . وقد أرجع البعض (شاركون) أسبابها الى الإختلال فيالجهاز العصبي ، بينما ذهب آخرون (برن هايم) الى انها ناتجة عن إعتلالات نفسية . ووصفها چيرزات ، تلميذ شاركون ، بأنها إفرازات نفسية ناشئة عن ضعف طاقة التحمل ،فيما قال فرويد أنها نتيجة للكبت الجنسي و ...
ومن أعراضمرض الهسيريا ، يمكن الإشارة الى حالات من قبيل الإعتلال في وظيفة الأعضاء ، خصوصاالأعضاء المرتبطة بالشبكة العصبية،






والشلل ، والرجفة ، وإنسداد الشهية ،والتقيؤ ، والغثيان ، وإختلالات شعورية تبرز على شكل الوهم والهذيان في الكلام و ...
5
ـ أمراض أخرى :يتعرض الأشخاص ، في مرحلةالمراهقة ، الى الإصابة بأمراض كثيرة تسبب لهم وللمحيطين بهم مشاكل عديدة ، مثلالأمراض الذهنية والنفسية ، وحالة الدوار ، والبله ، وحدة المزاج و ... مما يؤديالى تراكم العقد النفسية لديهم.
أهمالأسباب




فيما يخص عواملواسباب الإصابة بهذه الأمراض ، فقد تحدثنا حولها بشيء من التفصيل فيما مر ، ونشيرهنا أيضا بشكل عام الى أهمها وهي : الفشل في الحياة ، والشعور بالحقارة ، والتجاربالغرامية قبل أوانها ، والالقاءات الخاطئة ، والخوف والقلق من المستقبل و ...
ومن العوامل المساعدة على الحد من تفاقم الأمراض النفسيةأو زوالها ، العيش في أجواء هادئة وسليمة بعيدا عن حالات القلق والتوتر ، وإملاءأوقات الفراغ بمختلف الأعمال والمهن والنشاطات الفكرية المفيدة.