جنون الشباب (الشيزوفرنيا)






يتعرض الشخص فيمرحلة المراهقةعلى ندرة ، وفي مرحلة الشباب على وفرة ، الى الإصابة ببعض الأمراضالتي تسبب له ولأسرته متاعب عديدة . ويمكن ملاحظة أعراض ذلك في فترة النضوج وإكتمالالشخصية . ومن أهمها مرض جنون الشباب او ما يسمى بالشيزوفرنيا.
ويبرز هذا المرض اثناء فترة البلوغ على شكل ضعف سريع في معاملالعقل . ولا يستبعد أن يكون ناتجا عن التسمم النفسي أو عن الإضطراب في إفرازاتالغدد الداخلية . وهناك أسباب وعوامل أخرى مهمة أيضا نشير الى بعضها فيما يأتي منالبحث.
الأعراضوالعلائم




فيما يخص أعراضوعلائم هذا المرض لابد من الإشارة الى المسائل الاتية:
1
ـ في البعد العاطفي : يعجز المريض عن التالف والإنسجام مع الآخرين ، ويصاب بالتدريجبنوع من الجفاء العاطفي ، وتصدق هذه الحالة حتى على علاقاته بزوجه وأطفاله في بعضالأحيان.
2
ـ فيما يتعلق بالواقع: لابد من القول أن هذاالمريض شخص إنطوائي مستغرق في عالمه الشخصي بنسج الخيالات والأوهام بعيدا عن عالمالواقع. وقد يفرح ويسر في عالمه الخاص بشدة حينا ، ويغتم ويحزن بشدة في حين آخر.





3
ـ في البعدالسلوكي : يقوم المريض في بعض الحالات بأفعال وتصرفات تثير السخرية والإستهجان ،ولا يرعوي عنها أو يخجل منها لأنه ببساطة لا يفهم ضرورة التأدب والوقار والإتزان فيالمجتمع.
4
ـ حالاته : يصاب المريض في بعض الحالاتبالبهت ، فيصوب نظره الى نقطة مجهولة ويظل يركز النظر بإتجاهها . وحسب قول مان ،فإن المريض يعاني حالة من القلق والإضطراب دائمين ، فيجلس في كل يوم في مكان وينظرمبهوتا الى نقطة معينة إن حالته كحالة المهموم الغارق في أوهامه وخيالاته . كما وقدتتولد لديه أحيانا دوافع عدائية تجاه الآخرين أيضا.
5
ـفي البعد الفكري : ليس لدى المصاب ما يعرضه من أفكار . أن أفكاره آنية ولحظوية وغيرمستقرة على حال أو لون معين . ولهذا فإنه لا يمتلك هدفا في الحياة وكل الأشياءبالنسبة له سواء.
6
ـ الأنانية : يتصف المصاب في الغالببالأنانية وبتضخم الذات ، ويثرثر عن نفسه وعن محاسنه كثيرا . وقد يقف امام المرآةمطولا يتفحص نفسه وكأنه يبحث عن ذاته الضائعة.
الأسبابوالعوامل




لا ننسى أن نضيف هناأن مرض الشيزوفرنيا يظهر بأشكال مختلفة في الأشخاص بحثها خارج عن مجال هذه الأسطر ،وفيما يخص اسباب وعوامل الإصابة بهذا المرض يمكن الإشارة الى ما يلي :
1
ـ يذهب بعض أطباء النفس الى أن مرض الشيزوفرنيا يعود في اسبابهالى إختلالات عضوية ونفسية وإجتماعية . ويضيفون أن عوامل القبح والحسن والوراثةأيضا مؤثرة في هذا المجال.
2
ـ كما وقد ارجع فريق أسبابذلك الى عجز الشخص عن التطابق





والإنسجام مع الوسط الإجتماعي سواءالمحدود أو الواسع منه.
3
ـ وذهب جماعة الى الإعتقاد بأنالسبب يعود لتوقف النمو في مرحلة من العمر وبالتالي فقدان قابلية الإنسجام والتطابقمع الوسط.
4
ـ وأخيرا أرجعه البعض الى الضغوط النفسيةالتي تعرض لها المراهق ولم يستطع تحملها.
آراءأخرى




هناك آراء أخرى أيضاحول أسباب مرض الشيزوفرنيا لا حاجة بنا الى ذكرها هنا ، لكننا نأتي فيما يلي علىبعض ما نرى فائدته لأولياء الأمور في هذا المجال بشكل عام :
ــ لقد بحث أطباء النفس مطولا حول جذور الإصابة بهذا المرضوتوصلوا الى انه ينتقل الى الأبناء عن طريق الوراثة.
ــوقد أرجع البعض أسبابه الى الخلل أو الإعتلال في معامل شبكة الأعصاب.
ــ كما وقد أشير ايضا ، كما ذكرنا فيما مر ، الى اثر الصعابوالمشاكل والضغوط النفسية وضعف تحمل ومقاومة الشخص في هذا المجال.
ــ ولا مفر من الإشارة الى هذه المسالة أيضا وهي أن البعض يعتقدأن مرض الشيزوفرنيا مرض عصابي غامض وكل ما قاله الأطباء النفسانيون حول أسبابه لايعد وكونه فرضيات غير مؤكدة . وعلى أية حال إذا أريد التوصل الى رأس خيط في البحثحول عوامل وجذور هذا المرض ، لا مفر من العودة الى الإشارة لنفس العوامل والجذورالمذكورة.
أسرالمصابين




تشير الدراساتوالتحقيقات حول أسر هؤلاء الأشخاص الى أن المشاكل





العائلية ، خلال فترة طفولة الشخص ، تلعبدورا هاما في قابلية الإصابة بمرض الشيزوفرنيا وطبقا لأحد التحقيقات الغربية ، تبينأن أمهات المصابين ، كن حادات الطبع وعصبيات المزاج ، ويمارسن الشدة في التعاملمعهم ، ونظرتهن كانت سلبية تجاههم . كما واشار التحقيق ذاته الى ان الآباء كانواإما أشخاص لا أباليون وغير مكترثين بشؤون أبنائهم أو غضوبين ويمارسون العنف والشدةفي التعامل معهم.
الآثاروالأعراض




إن أول ما يجبتقريره في هذا المجال هو أن الشيزوفرنيا مرض نفسي يرافقه ، ككل مرض ، أعراض وآثارعديدة . ولأن المرض النفسي يحد بطبيعته من معامل العقل ويؤثر على إتزان الشخصية فيالتعامل مع القضايا ، لذا فإن إفرازاته في الواقع قد تبرز على شكل الحاق الأذىبالنفس وبالآخرين . ومن الأعراض الأخرى لهذا المرض ، يمكن الإشارة الى الأوهاموالهذيان وتشوش البال و ...
وبعبارة أخرى ، أن مرضىالشيزوفرنيا أشخاص غير مؤهلين لممارسة حياة إجتماعية طبيعية ، خصوصا الفتيات اللاتييواجهن ، في حال تعرضهن الى الإصابة بهذا المرض ، صعوبات جمة في إدارة الأسرةوالعيش بهدوء مع الزوج والأبناء ، كما ويسري مرضهن ، بحسب أحد الآراء ، الى الأبناءبالتدرج أيضا.