التحولات البايولوجية






إن مرحلة البلوغ ،سواء الأناث او الذكور ، ترافقها عادة تغييرات بايولوجية عضوية تنعكس آثارها علىعواطف ونفسية الشخاص فتتغير بفعلها طبيعة أفكارهم وتصرفاتهم بوضوح . وبحث هذهالتغيرات من جميع جوانبها أمر بحاجة الى دراسة مفصلة بذاتها وهو ما لا يتسع لهالمجال في هذه السطر.
التغيرات التي تحصل خلال هذه السن، تعود في أسبابها ـ بالأساس ـ الى التطورات النفسية والىنشاط وفاعلية الغددالداخلية ، فالإرازات الهرمونية الخاصة بابلوغ ، تؤدي الى تغييرات عضوية كبيرة لدىالطفل فيزداد نموه الجسمي بإيقاع سريع جدا ، وتكتسب هيئته ، خلال فترة زمنية قصيرة، خواص ومميزات الإنسان الناضج الكبير بكل معنى الكلمة.
نمو الصفاتالثانوية




تكون الصفاتالثانوية في هذه المرحلة قد نمت بشكل كامل وإجتازت الفتاة الكثير من الحالاتالعاصفة ، وشبهت هذه الحالة ، التي نلاحظ معالمها في جميع أبعاد حياة الفتاة ،بأمواج البحر التي تتجه بعد تصاعدها نحو الساحل.
إنالهرمونات الجنسية التي تترشح من المبيض تؤدي الى زيادة النمو لدىالفتيات بلإيقاعمتسارع وتدلل نتائجها على حصول قفزة واضحة في النمو العضوي لديهن ، حتى لقد يصلإيقاع النمو لدى بعض أعضاء هذه الفئة درجة من السرعة ، في ظروف معينة ، تتضخم جثثهمعلى أثرها بشكل هائل ، بحيث من يفارقهم لمدة سنة ومن ثم يلتقي بهم بعد ذلك يكاد لايعرفهم للوهلة الأولى !





وبعبارة أخرى ،تبرز خلال هذه المرحلة التطورات العضوية بشكل أوضح ، وتشرع الغدد بالنشاط والفعالية، وتكتسب الفتاة هيئة الأنثى الناضجة من جميع الجوانب ، وتوحي معالمها بأنها أصبحتإمرأة كاملة بتمام المعنى ، كما وتنمو الى جانب ذلك الصفات الثانوية الأخرى أيضا ،وتعتاد الفتاة على تقبلها والتعايش معها كحالة طبيعية بالتدريج ، بعد أن كانت تحاولإخفاء معالمها عبثا في بداية سن المراهقة.
التغييراتالعضوية




يبلغ معدل نمو الطولفي مرحلة البلوغ حوالي 25 سانتمترا وبالطبع فإن هذه النسبة ليست كبيرة جدا لكنهاتدعو الى العجب والإستغراب لكونها تحصل بشكل مفاجئ ولا يفوتنا أن نضيف إن النمويحصل على دفعات متقطعة ولكن بلإيقاع خاص وقد يتواصل نمو الطول لدى الفتيات حتى الىسن التاسعة عشر ، غير أن العظام تكتمل بناءاتها تقريبا في مرحلة البلوغ والنضوجالجنسي . وبشكل عام يتجه النو نحو التنازل بشكل كبير من سن السادسة عشر فصاعدا الىدرجة يبدو وكأنه قد يتوقف تماما.
وبخلاف حالة الذكور ،الذين يترافق إيقاع النمو العضوي السريع لديهم مع البلوغ الجنسي ، بعد البلوغوالحيض بالنسبة للإناث دلالة على إنتهاء مرحلة النمو العضوي السريع لديهن وعلىإكتمال نضوجهن الجنسي(1).
ونضيف هنا الإشارة الى أن المدة التي تفصل بين أول علامة منعلامات البلوغ وبين إكتمال نضوج الجهاز الجنسي قد تستغرق حتى خمسة أعوام . وهذاالفاصل الزمني يؤشر الحد المتوسط ، بل الأدنى لمرحلة البلوغ . وكلما كان سن البلوغأقل كلما قصرت المدة الزمنية لهذه المرحلة.

(1) علم نفس أسبرلينج ، ص 174 .






وضعالدورة




المعروف إن كل دورةشهرية تشمل 28 الى 30 يوما ، تقضي منها الفتاة عادة مدة 8 أيام في حالة الحيضوالبقية تكون فيها نظيفة ، الا إن دم الحيض في السنتين الأولى يكون منتظما وأقل منالحد المعتاد بالنسبة للكثير من الفتيات ، وبالطبع فإن ذلك لا يؤشر مرضا أو عيبامعينا يستوجب القلق.
وتنخفض درجة الحرارة قبل حلول موعدالحيض بـ 24 الى 36 ساعة ، ويصل إنخفاض الحرارة الى ادنىدرجاته في يوم نزول الحيضوتستمر هذه الحالة الى أوسط أيام الحيض . ومن شأن ظروف العيش ، والضعف ، والقوة ،والأمراض ، أن تترك آثارا كبيرة على طبيعة وموعد وإنتظام الحيض لدى الفتيات .
ومن الأعراض التي قد ترافق الحيض ، يمكن الإشارة الىحالات الخدر في الصابع ، والنزيف في الأنف ، والالام الداخلية ، التي يتم علاجها فيالغالب بالركون الى الراحة في أيام الحيض . كما وقد تواجه بعض الفتيات أحيانا حالةإنقطاع دم الحيض وعدم نزوله في موعده ، ومبعث ذلك يعود الى احد الأسباب التالية :
الحمل ، اليأس ، تغيير الموقع والمناخ الجغرافيين ،العيش في المناطق المرتفعة و ... ولا تعني هذه الحالة بالضرورة مؤشرا على وجود نقصأو عيب معين في الفتاة . ويمكن معالجتها بالتدريج بإزالة الظروف والعوامل المذكورة .
الشكلالعام




يصبح الشكل العاملأبدان الفتيات عند البلوغ معتدلا ونحيفا ، وتبرز بقع سوداء على بشرتهن ، ويتخشبشعر رأسهن بنحو يستعصي على التصفيف






بمرونة ، أما حركاتهن فتفتقد الى الإنسجام، بينما تنمو عضلاتهن ببطء ، مما يؤدي الى حركات غير متوازنة يحاولن إخفائها ،وينزعجن بشدة من أي ملاحظة تقيمية لظاهرن سواء كانت جادة أو إستهزائية.
حبالشباب




تبرز لدى الفتيات فيسن المراهقة مجموعة من الأمراض الذاتية أو الإكتسابية التي بطبيعتها في موجهتهنصعوبات ومشاكل عديدة في حياتهن . ففي بعض الحالات تبرز مع أولى علامات الحيض ،الأعراض المعتادة لحالة البلوغ ، كحب الشباب في الوجه . كما وقد يرافق هذه الأعراضبروز الام وورم في منطقة الصدر وأثداء ، وهي أعراض تنتج بفعل التطورات الغدديةالداخلية .
أجل ، ففي هذه المرحلة تبرز على الوجه ،والصدر ، والظهر ، حبيبات صغيرة تميل الى الحمرة . وتعود بواعثها الى زيادة نشاطوفعالية الغدد الدهنية الهادفة للحفاظ على طراوة ونعومة الجلد من الجفاف .
ولا يبدو أن هناك غسلوبا علاجيا حاسما لهذه الحالة سوى بعضالإرشادات الصحية التي يمكن أن تحد منها مثل التأكيد على مراعاة النظافة ، وعدمالعبث بالمناطق المعينة ، والإمتناع عن تناول الدسومات والحلويات كثيرا . لكنهاتزول وتنتهي لوحدها بمرور الزمن.
حالة السمنة




بعض الفتيات يتعرضن، في هذه المرحلة من العمر ، لحالة السمنة المفرطة ، فتزيد أوزانهن ، بحسب بعضالبحوث ، بمقدار 35 كيلوغراما في بحر سنتين وهي زيادة غير طبيعية وتعتبر حالةمَرَضية.





فقد يزداد الوزنلدى الفتاة في هذه الحالة الى درجة يتمدد لديها الجلد في منطقةالبطن ، وتظهر بقعحمراء حول الحوض . والمهم في هذه الحالة هو أنها تساهم في خلق أرضية الترهل والشعوربالتفاهة لدى الفتاة.
وفيما يخص أسباب هذه الحالة ، يمكنالإشارة غلى عوامل عديدة ، منها الإختلالات العصبية ، والإراط في الأكل ، والأهم منذلك سوء الهضم ، والأضرار التي تلحق بالغدد فوق الكليوية.بشكل عام ، فإن للتمثيلوالإمتصاص الغذائي في الجسم دور رئيس في هذا المجال .
الجدير بالذكر هنا هو أن زيادة الوزن في حالة السمنة قد تستمر وتتفاقم بشكل خطير فيحال عدم المبادرة الى معالجتها والحؤول دونها . ومن الحكمة إتخاذ الإجراءات اللازمةللوقاية من مثل هذه الحالة قبل حصولها ، والا فإن علاجها بعد وقوعها يكون محفوفابصعوبات ومشكلات غير قليلة.
الأمراض




تواجه الفتيات فيهذه السن حالات مرضية عديدة لا يسع المجال لذكرها جميعا هنا ، وسنكتفي بالإشارة الىبعضها بحسب الأهمية . ومن هذه الحالات السمنة ، وإنسداد الشهية والسل ، والغدةالدرقية ، وحب الشباب ، وسوء الهضم ، والام العمود الفقري ، وبرودة الأطراف ، وتغيرشكل السيقان ، وتسطح كف القدم ، والصداع والدوار ، وبروز الـ (البومين) في الدم ،وإختلال نمو الطول ، وحالة الإختناق ، والحساسية ، والروماتيسم القلبي ، إختفاءالصوت ، وخدر الجسم ، والشعور بالإجهاد المفرط ، والصفار و ...





مشاعرالفتيات




هناك عوامل كثيرةتنعكس آثارها على نفسية ومشاعر اعضاء هذه الفئة السنية ، منها إتساع الكفلين ،وسرعة نمو الأثداء ، أو تأخر نموها ، وإنقطاع الحيض ، والام الدورة الشهريةوإضطراباتها و ...
وقد تتسبب العوامل المذكورة أحيانا فيخوف وإضطراب بعض الفتيات وتؤدي الى أن يفقدن ثقتتهن بأنفسهن ، وتتغلب عليهن مشاعرالخجل من التطورات العضوية الجديدة لديهن ويحاولن إخفاء معالمها بشتى الوسائل . كماوقد يشعر بعض آخر منهن بالنشاط والحيوية عند التغيرات الأنثوية.