الكوامه العشائرية
وادي حمد الحسني

تعد الكوامه العشائرية أحد أساليب الإنذار الاجتماعي الذي لا يملك أي مسوغ ، بل هي في مجملها تعبر عـن ضعف وتنكر واستخفاف بحقوق الآخرين . وتعني الكوامه أيضاً إنها دعوة للطرف المقابل بأن يحسم أمره ويقوم بالتعويض اللازم للعشيرة التي استخدمت هذا الأسلوب ، وبمعنى مضاف أن الكوامه فعل من الأفعال الشائنة التي لا يجوز للعشيرة استخدامه للحصول على تعويض لقضايا باطله بعيدة كل البعد عـن الدين والمذهب ، وقـد تبين من خلال مراجعة شاملة قمت بها للمناهج الاجتماعية العشائرية المعتمدة ان بعض العشائر التي تستخدمها لا تملك رصيداً من قيم التسامح والأثرة ، وكذلك لا تملك قيم باتت معروفة تحت مسمى ( عـفا الله عـما سلف ) ، وتبين لي أيضاً ان هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية غير المقبولة شرعاً قـد انتشرت في السنوات الأخيرة بالترافق والتزامن مع الأعمال الإرهابية والظواهـر المسلحة في الخروج على القوانين وتشريعات الدولة العراقية ، ولذلك لا يجوز السكوت على استخدام هامش الكوامه بالصورة التي هي عليها الان لأنها تكرس الشرخ الاجتماعي وتؤدي إلى تفكك الصلة بين العشائر فضلاً عـن مخاطرها الاجتماعية في تصعيد الخصومات والتفرقة .