الإفطارات الجماعية تتحول من طقس رمضاني إلى ضرورة تلبي حاجة المعوزين في قطاع غزة

الأحد أغسطس 22 2010
الإفطارات الجماعية تتحول من طقس رمضاني إلى ضرورة تلبي حاجة المعوزين في قطاع غزة iftar.JPG
إفطار جماعي في الساحة العامة

غزة - الإفطارات الجماعية تتحول من طقس رمضاني إلى ضرورة تلبي حاجة المعوزين في قطاع غزة alqudslogo2.gif من محمد الأسطل -
أصبح مشهد الإفطارات الجماعية في المساجد والشوارع في قطاع غزة جزءاً أساسياً من طقوس شهر رمضان في قطاع غزة،
خصوصاً في ظل حالة الحصار وما نتج عنها من ارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر والعوز،
الأمر الذي دفع المؤسسات الخيرية إلى التوسع في مشاريع إفطار الصائمين سواء الجماعية أو من خلال التوزيع على المنازل.

ولم تعد هذه الفعالية مجرد طقس رمضاني كغيرها من مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل،
لكنها تحولت خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى ضرورة تلبي حاجة الغزيين المعوزين،
لا بل أن بعض العائلات المستورة أصبحت تعتمد على ما تقدمه هذه الموائد الرمضانية في توفير الطعام لأبنائها.

أبو إبراهيم أحد هؤلاء الذين يواظبون على حضور الإفطارات الجماعية في مدينة خان يونس جنوب القطاع،
ويحرص على إيصال وجبات إفطار الصائم من إحدى الجمعيات الخيرية لعائلته قبل آذان المغرب.

يقول: "لم يعد بالإمكان الاستغناء عن الإفطارات الرمضانية التي تقدمها المؤسسات الخيرية،
فبعض العائلات تشارك في هذه الإفطارات والبعض الآخر يحاول أن يحصل على وجبة الإفطار لعائلته".
ويضيف: "قد يستهين البعض بهذا الوجبة الرمضانية، لكنها بالنسبة لي ولكثيرين من العاطلين العمل مهمة وتكاد تكون أساسية".

وتنشط عدد من المؤسسات الخيرية في تنظيم الإفطارات الجماعية سواء التي تستهدف فئات محددة كالمعاقين والعمال
أو التي تعقد في الساحات العامة وتستهدف الجميع، كما هو الحال في مدينة "الشيخ زايد" شمال القطاع،
إذ نظمت مؤسسة خيرية إفطار لنحو 1500 فلسطيني.

وأكد إمام مسجد المدينة الشيخ أحمد الشدياق وجود زيادة في إقبال المواطنين على تناول وجبة الإفطار من خلال التجمعات
التي يقيمها أهل الخير،
مستهجناً عزوف بعض المؤسسات الخيرية عن العمل في المشاريع الرمضانية هذا العام رغم زيادة حاجة الناس إليها.

ودعا إلى مساعدة الأسر الفقيرة في توفير وجبة الإفطار لأبنائها سواء من خلال التوصيل إلى المنازل أو الإفطارات الجماعية،
مؤكداً أنه يلمس حاجة الناس إلى ذلك، خصوصاً وأن الفقر ما زال منتشرا بين الأسر الغزية.

وفي حي الكتيبة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، تجمع حوالي 1000 مواطن فلسطيني في انتظار وجبة الإفطار
التي تقدمها إحدى المؤسسات الإنسانية،
بينما شرعت مؤسسة أخرى في توزيع وجبات طعام معدة على المنازل في مخيم جباليا شمال القطاع.

وأوضح منسق المشاريع في "دار الكتاب والسنة" نظام شعت أن جمعيته توسعت بشكل كبير هذا العام في مشروع إفطار الصائم،
ليتناسب مع حاجة المواطنين المتزايدة لتوفير وجبات إفطار الصائمين، خصوصاً مع تزايد حالة الفقر،
لافتاً إلى أن الإفطارات الجماعية تحولت من أحد مظاهر شهر رمضان إلى ضرورة أساسية فيه لإطعام الناس،
موضحا أنه "في ضوء ذلك فإن الجمعية ستقدم 100 ألف وجبة كمرحلة أولى خلال الشهر الفضيل بتمويل من مؤسسة الشيخ عيد في قطر،
مع إمكانية زيادة عدد الوجبات في النصف الثاني من رمضان".
ويضيف: "الحديث عن تخفيف الحصار الإسرائيلي دفع بعض المؤسسات إلى إهمال الجوانب الإغاثية للشعب الفلسطيني،
رغم أن الأوضاع الاقتصادية السيئة ما زالت على حالها،
لكن الجمعية زادت اهتمامها بالمشاريع الرمضانية هذا العام لتلبي حاجة الناس للطعام".

وأشار شعت إلى تعدد أساليب الإفطارات الرمضانية ما بين الإفطار في الساحات العامة والمساجد
وبين التوزيع على المنازل قبل الإفطار،
داعياً إلى الموازنة بين العمل الإغاثي والتنمية التي يدعو الجميع إليها، من دون إهمال أي منهما.