الحديث للدكتور مصطفى رشيد العبيدي
قسم علم الأرض كلية العلوم / جامعة بغداد

سد الموصل اصل المشكلة جيولوجيا
مع الاسف لم يستطع الكثير من المختصيين من تحديد مشكلة سد الموصل ومنهم الجيولوجين بل وتعاملو معها بعيدا عن الجيولوجيا البعض من هولها والبعض من استخف بها واخرون كانوا اقرب الى التمني علما ان اصل المشكلة جيولوجية بامتياز تبدا من اختيار الموقع وانتهاء بمعالجة المشكلة .
تتميز خصائص اكثر المواقع في شمال وشمال شرق العراق بنفس المشكلة اذ تعرضت مواقع مصافي بيجي والموصل ومعمل الورق في العمارة ومعمل البتروكميائية في البصرة وغيرها سابقا لنفس المشكلة او مشابهة لها ولكن بمقياس اقل لعدم تاثيرها المباشر على الناس و بشكل واسع كما هو الحال لسد الموصل . فعند النظر الى خارطة العراق الجيولوجية فان جميع هذه المناطق تقع ضمن نفس النطاق او الشريط الجيولوجي لصخور الجبسم وهي التي تمتاز بضعفها الشديد حال تعرضها للمياه او السوائل او الاحماض الطبيعية او الصناعية وثانيا يتميز هذا النطاق باشكال تركيبية معينة وخاصة الطيات والصدوع المرافقة لها وهي من نوع الصدوع المتكررة المنحنية والشبه عمودية بشكل حرف s والتي تتكرر بشكل كبير في طية بطمة واالتي يقع عليها السد والتي تسببت في تكوين مناطق ضدوع او مناطق ضعف تقطع الطبقات الجيرية على عمق اكثر من 100 متر لتمر بطريقها عبرالطبقات الجبسية الضعيفة التي تقع على عمق 60 متر التي انحشرت طبقاتها بسبب الصدوع الزاحفة بشكل مثلثات صخرية حادة الزاويا بين الطبقات الجيرية حيث راس المثلث الصخري الجبسي القريب من جسم السد الى الاعلى والقاعدة في العمق . ولكون السد يقع بموازات هذه الصدوع عند الجناح الجنوبي لطية بطمة فان تسرب المياه في البحيرة عبر هذه الصدوع مخترقا الطبقات الجيرية ليصل بسهولة للطبقات الجبسية التي تقع على عمق حوالي 60 متر وبسبب تجويتها تكونت فراغات تحت جسم السد حيث يتم ملئها بالحشوة السمنتية والحصى وهي عملية كما اعتقد تزيد من توسع الشقوق وهذه العملية ستستمر الى ان ينتهي عمر السد
لحل المشكلة التي كان من المفترض قبلها انشاء سد بادوش وسد الفتحة ولعدم اكمال هذه السدود فانها حاليا تحتاج الى عمل سلايد او حواجز كونكريتية عمودية عميقة قد تصل الى اكثر من 100 متر عمقا لتفصل جسم السد المبني مباشرة فوق الصدوع الشبه عمودية عن البحيرة وهو عمل يتطلب جهدا هندسيا جيولوجيا كبير
هذه المشكلة التركيبية مشابهة تماما لسد بخمة قرب عقرة الذي اوقف العمل به لكون حسم السد يقع بنفس مواصفات سد الموصل حيث الصدوع الشبه عمودية الموازية للطبقات الصخرية عمودية ايضا.
ان هذه الحلول او غيرها هي حلول ترقيعية غير مجدية على المدى البعيد لذلك فان اختيار الموقع وخاصة في بلد مثل العراق هو من صميم عمل الجيولوجي لذلك يتطلب من الجيولوجين عدم اخذ الامور بقلة اهتمام والتعامل مع الحدث الجيولوجي بجدية