لماذا الغش في الامتحان؟

عــــلاقـة الـغـــش بـالمـسـتـــوى الضعــيــف

كلنا أصبحنا متذمرين من تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، وكل مدرس ورجل تربية يمكن أن يفتح كراسته ليسرد أمامنا حكايات، وحكايات عن ظاهرة الغش من خلال معاشرته للتلاميذ في الفصل الدراسي، بل كثير من الآباء والأمهات يسجلون من خلال روايات أبنائهم، وما يحكي لهم عن تفشي الظاهرة في المدرسة وكذلك في بعض الكليات بالمغرب.

إن الحديث عن الغش في المؤسسات التعليمية ليست ظاهرة مغربية بل حتى في فرنسا، فإن الحديث عن الموضوع يتخذ أبعادا انتقامية من الأساتذة في حالة ضبط تلميذ في حالة غش، وبعض التلاميذ يدعون بأن »الغش حق« مكتسب مادام أن الظاهرة منتشرة بين ذوي الأخلاق الفاسدة، ويتبناها أغلبية التلاميذ حتى النجباء منهم والذين يخافون من نتيجة الامتحان، وحسب استطلاع للرأي نشر في موقع »أون لاين« أبدت أكثر من 30٪ من الطالبات الغش في الامتحانات.

وإذا كانت ظاهرة الغش قد اتخذت طابعا انفراديا في زماننا عندما كنت وأقراني في صفوف الدراسة، فإن هذه الظاهرة اليوم أصبحت تأخذ جزءا كبيرا من اهتمام التلاميذ، وأقول إن بعض جماعات القسم تخطط لذلك بفضل الوسائل المساعدة اليوم كالهاتف النقال، والاستنساخ المصغر، والكتابة في أطراف الجسد بل هناك من الفتيات من تلجأن إلى استعمال الحجاب في أيام الامتحانات فقط أو تعمد إلى التستر على ما تحمله معها في ملابسها الداخلية لمنع المراقبين من ضبطها كما نجد أن بعض الأمهات على وجه الخصوص قد انخرطن في هذا الموضوع، وعوض أن تكون الأم والأخ والأخت في البيت طرفا في حث المتعلم على العمل من أجل التحصيل أصبحنا نجد بعض أفراد الأسرة أو جماعة القسم تحث بعضها البعض من أجل ضبط الطريقة التي سيتم الاعتماد عليها من أجل الغش في الامتحان الجهوي أو الوطني الموحد.

فعملية تسريب الامتحانات لا يقوى عليها إلا أصحاب الضمائر الضعيفة وأقول المريضة بالرشوة. لكن اللجوء إلى الغش في الامتحانات غدت ظاهرة تنخر جسم المتعلم وتدفع البعض إلى استئجار من يتولى تقديم الأجوبة في بعض نماذج الامتحانات عن التلميذ عبر الهاتف النقال.

فالجهات المسؤولة اعتمدت المذكرات والتعليمات ووضعت دليلا لأجل ضبط المراقبة والحرس على نزاهة الظروف التي تمر فيها الامتحانات. وتم تجنيد الأطر التربوية والادارية على كافة المستويات لتجنب الغش.

إن الممتحن يجهل كل الجهل الأسباب التي دفعته إلى الغش. لأفسر هذا الكلام لابد من تقديم الجواب التالي:

- اللجوء إلى الغش أصبح معتمدا من طرف ذوي المستوى الضعيف وكذلك المستوى المتوسط والمرتفع، وهذا الأمر يرتبط أساسا بحالة الخوف التي يعيشها الممتحن منذ بداية المراحل الأخيرة من السنة الدراسية، ويساهم أفراد الأسرة في تفشي ظاهرة الخوف هذه من خلال حث التلميذ على الحصول على أعلى معدل لولوج المعاهد أو المدارس أو الكليات المتخصصة، فالرغبة في الحصول على النتيجة تجعل التلميذ يدرك من تلقاء نفسه أنها تمر عبر الغش، لكن ما هو الأسلوب الذي سيعتمده. فالخوف من الامتحان وانعدام الضوابط النفسية في الأيام الأخيرة من السنة تعتبر عنصرا فاعلا يدفع الممتحن إلى اعتماد الغش بالإضافة إلى الطرق التي يعتمدها الممتحن من ذوي المستوى الضعيف جدا. لأنه يدرك أن الاعتماد على الغش هو الوسيلة التي تخرجه من الورطة.

فإذا عملنا على تثبيت الاستعداد المادي والنفسي للتلميذ يمكن أن نساعده على تجنب الغش، ويجب أن يلعب المدرس والأسرة دورا فاعلا في هذا الأمر.

فالمصحح ينضبط إلى عناصر الأجوبة التي تقدمها الجهات المسؤولة عن تنظيم الامتحانات وكثيرا ما يصادف الاختلاف الكبير ما بين الجواب المقدم من طرف التلميذ الذي التجأ إلى الغش، وعناصر الأجوبة التي يتوفر عليها وبالتالي تكون النقطة الممنوحة ليست إيجابية، ويضيع الغشاشون فرصة كانت في صالحهم، إذ كان عليهم الاستعداد المادي والنفسي قبل التفنن في أساليب الغش.

مستوى الطالب الدراسي والغش 488181598178115144.g

مستوى الطالب الدراسي والغش 110.gif