كلنا يعلم أن الإبن لا يبدأ بالكلام عادة إلا بعد سنة أو سنتين من ولادته ؛ وكلنا يعلم أنه لا يُنفخ فيه الروح إلا بعد الشهر الرابع لكن هذا لا ينفي وجود علاقة عضوية وروحية بين الوالدين والطفل قبل هذه المرحلة ؛
حيث يتكون جسم الطفل من كروموزمات (صبغيات) هي نتاج اتصال نطفة الرجل ببويضة المرأة ، وقد صدق رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إذ قال : تحروا العرق ولهذا فإن أول متحكم في الطفل هو العوامل الوراثية

لكن العوامل الوراثية ليست وحدها التي تحدد ذكاء الإنسان وطريقة تفكيره ؛ فأثناء الحمل يمر الطعام الذي تأكله الأم عبر الحبل السري ، زيادة على ذلك فإن الجنين يتعلم مع أمه ما تتعلمه أثناء حمله ، ويتأثر معها بأي شيئ تتأثر به كالفرحة والغضب والحزن ..
ورغم أن هذه النظرية لقت جدلا دينيا واسعا فيما يخص تعلم الطفل ما قبل ولادته بالدليل القرآني : "والله خلقكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا" إلا أن هذا لا يعني أن التعلم لا يكون قبل الولادة ، لأن كل ما يفعله الطفل بعد ولادته مباشرة يعتبر عادة ولايعتبر بالضرورة علما ؛ فضلا أن الآية الكريمة ذهب العلماء بتفسيرها إلى ثلاثة أقوال :
- القول الأول : لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق من أصلاب آبائكم
- القول الثاني : لا تعلمون شيئا من منافعكم
- القول الثالث : لا تعلمون شيئا مما قضي عليكم من السعادة والشقاء
ويكفي أن الإكتشافات الحديثة أكدت جميعها أن الطفل يسمع كل مايدور خارج جدار الرحم فمثلا الموسيقى الصاخبة تؤثر فيه فيكون عصبيا ، فالفرق واضح وجلي عند طفل كانت أمه تسمع الموسيقى الصاخبة والهرج والمرج ، وطفل آخر كانت أمه تستمتع بأصوات العصافير ونسيم الطبيعة وتنصت للقرآن الكريم .
وفي ختام هذه الحلقة من هذه السلسة الضخمة هذه أهم و أروع النصائح للمرأة الحامل في هذا المجال :
1- أخذ فائدة قدر ما أمكن ، مثل الأفلام الوثائقية ، الكتب و المجلات ؛ والجلوس مع المثقفين .
2- قراءة القرآن الكريم و الكتب و المجلات يكون بصوت مسْمع .
3- الابتعاد الكلي عن كل ماينطوي على فراغ مثل مشاهدة الأفلام الصاخبة و المشاهد التي تنطوي على عنف و خلافات ؛ وعدم الجلوس مع من لاخلاق له والإصغاء إلى الكلام الفاحش أو الغيبة .
3- حسن الكلام و استعمال الألفاظ الإيجابية و الحسنة و التعامل بهدوء وسلاسة مع العالم الخارجي
4- التحكم في الذات خاصة أثناء الغضب أو تلقي خبر غير سار .