الحياة الزوجية تشبه كثيراً المركب الذي يسير بالأسرة في اتجاه الوصول لبر الأمان الحياتي ، لكن قد يتعرض هذا المركب لعواصف وأمواج شديدة تهدد استقراره ، وتسرق سكينة مَنْ فيه ، وهو ما يعني تأرجح الأسرة بين وضعين ، فبعض من الزيجات تتميز بحياة أسرية مستقرة ممتعة ، يظلِّلها الحب والوئام ، ويكون فيها الأزواج حنونين ، وعلى درجة عالية من الرقة ، ولا تعاني الزوجات من مشاكل ونكد أسري ،بينما تعيش الأخريات في أجواء ملبدة بالتعاسة والمشاجرات التي قد تتفاقم لتصل لحالة جفاء زوجي وقطيعة نفسية تعكر صفو علاقاتهن بالأزواج.
إذا كنتِ من أولئك الزوجات، اللواتي يعانين في حياتهن ، فبإمكانك استعادة الدفء الزوجي والأسري ، ومغادرة بحر الجفاف العاطفي الذي يسيطر على علاقتك بزوجك ، عبر إحداث تغيير جذري، وينبغي عليك أولاً التسلُّح بالرغبة الذاتية في تجاوز ظروفك المعقدة مع زوجك ، كونها تمثل الخطوة الأولى للولوج إلى حياة دافئة وعلاقة تنبض بالحب ، ومن ثمَّ الالتزام بخطوات مثالية تشكِّلُ مفاتيحاً ذهبية للتخلص من النكد الزوجي الذي تتوقين لمحوه من قاموس حياتك.

ابتسمي .. ووداعاً للشكوى والجدل
مهما بلغت شدة معاناتك من معاملة زوجك لك، أومن قسوة حياتكما ، فإياك والشكوى أمام الآخرين ، أو مقابلته بالصدود واللوم بحثاً عن التعاطف ، لأن هذه الأشياء لن تُقدِّم لك أي حلِّ لمشكلتك ، وربما تزيدك تعاسةً ، وتُشعرك باتساع عمق الفجوة التي تفصل بينكما ..كما أن دخولكما في الجدل المتكرر العقيم لن يكون فرصة لترميم علاقتكما ، فحوارك المنطقي الذي تواجهينه به سيجعله في أغلب الأحوال يتجاهل حديثك ، أو يُجبره على التشاجر معك ، مما يعني ازدياد حدة الجفاء والقطيعة .. وعوضاً عن الشكوى والجدل ، إلجئي لأسلوب أكثر فعالية ، مفتاحه إظهار ابتسامة مشرقة ، مع وصفة هدوء تزينين بها ملامحك .. استبدلي حوارك الطويل بحديث قصير يختزل كل ما تودين قوله بدون إشارات لوم أو جدل لا معنى له.. حاولي محو تجهمك أمامه مهما كانت الضغوط التي تعانينها ، وارسمي ابتسامة رقيقة ، حتى إن اضطررت إلى تصنُّعها اليوم ، لأنك ستعتادينها ، وستصبح غداً أقل تصنُّعاً، وبعدها ستكون حقيقية مشرقة.
تفاءلي بالسعادة
التفاؤل مفتاح النجاح في كل أمور الحياة ، ولا يقتصر على الأعمال فحسب ، ولديه أثر كبير في تجاوز المعيقات ، كونه يمتلك قوة شبيهة بالسحر الحلال .. لذا حاولي بتفاؤلك صنع سعادتك الخاصة ، وتخيلي نفسك تنعمين فيها عبر مراودة النفس بالأفكار السعيدة ، والحديث عنها ، وتجاوز عواصف الألم الزوجي ، والتأكُّد من أن هذه الآلام ستجعلك أقوى وأقدر على انتزاع السعادة ، مع إيمانك بأنها ليست منحة مجانية يمكن الحصول عليها بلا جهد أو بلا أدنى تبعات مؤلمة أحياناً ... المهم أن يظل التفاؤل حاضراً ، ومصدراً للانقلاب المثمر في علاقتك بزوجك ، وذلك ما سيمدُّك بقوة كافية لإزالة كلِّ ما يُدخل النكد إلى حياتكما ، ويحقق هدفك في حياة هانئة وسعادة تحسدين نفسك عليها.
احرصي على واجباتك الزوجية
تُخطئ كثيرات في اتخاذ ردة الفعل غير المناسبة تجاه أخطاء الأزواج المختلفة - كالتعامل بخشونة ، أو السخرية منهن ، أو رفض مطالبهن التي يرينها ضرورية - فتلجأ بعضهن للانتقام لكرامتهن برفض المعاشرة الزوجية ، وربما تتمادى أخريات لنعت الزوج بالقاسي والخالي من الأحاسيس والمشاعر ، الأمر الذي يزيد من حدة غضبه ، ويقوده لكيل المزيد من الألفاظ الجارحة والمهينة ، واتخاذ سلوك أكثر قسوة وجفاء ، مما يُحدث شرخاً غائراً في العلاقة ، ويجعلهن مُحبطات ، وأكثر قابلية للنفور وإهمال القيام بمسؤولياتهن الزوجية.. تكمن ردة الفعل المناسبة لهذا السلوك المزعج من الزوج ، من خلال عدم خلط مشاعرك تجاه أخطائه بواجباتك الزوجية ، فليس من الصواب أن تتوقفي عن أداء مسؤولياتك كزوجة لمجرد شعورك أنك تعرضت لظلم أو أنك مضطهدة منه فمن شأن هذا السلوك أن يُعقِّد علاقتكما ، ويزيد الطين بلَّة ، على عكس أدائك لواجباتك ، فيساهم بدرجة كبيرة في التخفيف من تمادي زوجك في
ظلمك ، ويُحفِّزه على تقديرك وتلبية مطالبك.
امنحيه اهتمامك
تأكدي أن رغبتك الصادقة في الخروج من شرنقة النكد الزوجي مرهونة باهتمامك بزوجك بصورة حقيقية، شريطة عدم استعجال ردة فعله الإيجابية تجاه ما تقومين به، وأن تكوني صادقة وصبورة في انتظار نتائج اهتمامك، وتذكري أن اهتمامك الصادق به يعني القيام بما يريده ويسعده دون أن يطلب هو ذلك، وتركه يكتشف اهتمامك بنفسه، ولكن حذار من حصاره في سكناته وحركاته، فهذا لا يندرج في إطار الاهتمام الصادق، وبأفضل الأحوال سينظر إليه كتقييد حرية أو عدم ثقة بتصرفاته.