مارجريت تاتشر المرأة الحديدية 01287547771_20121014



''تمتلك عيني ''كاليجولا'' الامبراطور الروماني ، وفم مارلين مونرو '' هكذا قال عنها الرئيس الفرنسي الاسبق ''ميتران'' ، انها اول امراة فى تاريخ بريطانيا ترأس الحكومة بل وترأس حزب سياسي هو حزب المحافظين ، هى مارجريت تاتشر .

من ابنة "بقال" إلى رئيس وزراء

ولدت تاتشر في عام 1925 وبالتحديد فى يوم 13 اكتوبر ليحل احتفال "المرأة الحديدية" بعيد ميلادها الـ 87 أمس فى منزلها بلندن، فكان والدها صاحب محل" بقالة" ووالدتها تعمل بمجال "الخياطة"، وكانت حياتهم جافة بعض الشئ مما قد يفسر سياستها الاقتصادية الحريصة.

في سنة 1951 تزوجت من "دينيس تاتشر " ضابط المدفعية السابق ومدير عدد من شركات البترول ، وأنجبت تؤامان هما مارك وكارول.

وترأست حكومة بريطانيا من سنة 1979 إلى 1990، وكانت تاتشر اول رئيس للوزراء فى بريطانيا يتخرج من مدرسة حكومية.

هي أول رئيس للوزراء يتم انتخابه ثلاث مرات متتالية، وفي عهدها أصبحت بريطانيا فى طليعة الدول الصناعية الكبرى وارتفع دخل الفرد فيها ، وقد عرفت تاتشر بدقة بياناتها وبراعتها الخطابية وأسلوبها المؤثر وصوتها الرزين .

المرأة الحديدية

وقد لقبت مارجريت تاتشر بالمرأة الحدية نتيجة لقراراتها الصارمة ، وبدأ تلقيبها به عقب اضراب عمال المناجم مطالبين بزيادة رواتبهم وتقليل ساعات العمل ،لكنها لم تستجب لهم وتركتهم فى اضرابهم برغم خسارة الدولة من هذا الاضراب كثيرا الا انها اصرت على موقفها مما اضطر عمال المناجم الى الرجوع الى عملهم مرة اخرى ومن دون اى شروط !

تاتشر و ريجان.

رأت تاتشر ان افضل الطرق لرفاهية ونجاح بريطانيا اقتصاديا هو بعلاقتها الوطيدة بأمريكا، فقد كان التعاون الانجليزي الامريكي امرا مقدسا، وكان وراء ارتباطها الشديد بالولايات المتحدة هو اتفاقها مع رئس الولايات المتحدة حينها – رونالد ريجان – على المستوي الشخصي والفكرى والعدائي نحو الشيوعية.

وقد امتدت العلاقة للدرجة التى جعلتها تقول للشعب الامريكي فى واشنطن 1985 " اننا نرى اشياء كثيرة بطريقة واحدة يمكنكم التحدث عن وجود اتفاق حقيقي بين العقول اننى لا اشعر ان هناك ما يمنع من وصف هذه العلاقة بانها خاصة جدا جدا ".


حرب الفوكلاند..

حينما استولت الأرجنتين على جزر "فوكلاند" في شهر ابريل عام 1982م، واعتقد المجلس العسكري الأرجنتيني أن بريطانيا لم يعد أمامها إلا الاعتراف بتبعية الجزر للأرجنتين، وذلك لعدم وجود قوات بريطانية يُعتد بها في المنطقة، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها بريطانيا لا تسمح بأي مغامرة عسكرية غير مضمونة النتائج، ولا يبقى إلا المفاوضات، وبعد احتفال الجميع بالضربة التي وجهوها للجيش البريطاني وكأنهم يحتفلون بالفوز بكأس العالم، في العاصمة الأرجنتينية، هنا ظهرت المرأة الحديدية التي تمكنت من تحريك الأسطول البريطاني، وبعد ثلاثة أيام من الاحتلال أرسلت الحكومة البريطانية ستا وثلاثين سفينة حربية، لتستعيد بريطانيا السيطرة على الجزر، حيث أنهت الحرب لصالحها يوم 14 يونيو 1982، وأعلنت بريطانيا نهاية الحرب رسمياً يوم 20 يونيو 1982.



سياسات خارجية صادمة

نتيجة للعلاقة القوية بين تاتشر وريجان والتى انعسكت بالطبع على علاقة بريطانيا بامريكا ، لم تحرك المملكة المتحدة ساكنا عندما قامت امريكا بغزو وقصف العديد من الدول

فقد قامت امريكا بغزو " جرينادا" وهو دولة مستقلة وعضو بالكومنولث البريطاني وبدون معرفة مسبقى من برطانيا وع هذا لم تعترض بريطانيا ، وايضا عندما قامت امريكا بقصف ليبيا فى 1986 بل ان تاتشر كانت الوحيدة التى عرضت على ريجان من بين الزعماء الاوروبيين استخدام القواعد الجوية البريطانية برغم المعارضة الشديدة التى واجهتها من ابناء حزبها بل ومن حلفائها الغربيين.

وعندما اعلنت فضيحة ايران وهى عبارة عن صفقة بيع اسلحة امريكية واسرائيلية لإيران وتوجيه ارباحها لتمويل ثوار حركة "كونترا" التى كانت تقاتل انذاك ضد حكومة "ساندينستا " فى "نيكاراجوا" .. ساندت تاتشر، ريجان، معبرة عن ثقتها بأمانته الشخصية .

وحتى بعد تولى "بوش" الرئاسة وابتعاد ريجان عن الموقف السياسي ظلت تاتشر على ودها لأمريكا وكانت هى من ساندت "بوش" فى قراره بمجابهة "صدام حسين" وشن حرب ضده لإجباره على الخروج من الكويت ويقال انها قالت للرئيس الامريكي حينها " تذكر يا بوش انه لا وقت للتردد" .

ولان العلاقة الانجليزية الامريكية كانت علاقة عطاء ومنح فقد منحت تاتشر فى مقابل تعاونها حرية الاتصال المباشر او الشتاور مع صناع القرار فى واشنطن .

وعن علاقة العرب بها ،فقد تحول اعجابهم بشخصيتها القوية إلى صدمة عندما رأوا انحيازها إلى الجانب الاسرائيلي وعدم اهتمامها بالقضية الفلسطينية.

سقوط الأسطورة

شهدت القمة الاوروبية التى عقدت بروما 1990 بداية انهيار زعامة "المرأة الحديدية" فقد كان الهدف من القمة هو دراسة مقترحات تهدف لتخلي كافة الدول الاعضاء عن عملاتها المحلية فى مقابل استخدام عملة واحدة اوروبية هى " اليورو " ، وقد فاجئت تاتشر الحضور بإعتراضها الشديد الخارج عن النص ،مما اظهر عدائها نحو الشراكة الاوروبية.

وقد اثر ذلك بالسلب على حكومتها بدءا من استقالة وزير خارجيتها "السير جيفري هاو" المؤيد للوحدة الاوروبية ،وانتهاءا بتنحيها عن الترشح لدورة اخري لرئاسة الحزب بعدما قام بعض زملاؤها بإقناعها بالتنحي لإنعدام فرصها فى الفوز .

وفى يونية 1991 اعلنت عن عزمها على التخلي عن عضويتها فى البرلمان عقب القائها خطاب قوي فى مجلس العموم ضد فكرة الفيدرالية الاوروبية والعملة الوحدة.

تعرضت تاتشر لعدد من السكتات وعوجلت بالمستشفى بعد مرضها في يونيو 2009. وكشفت ابنتها كارول في كتاب نشرته منذ 2008 أن والدتها تعاني من خرف الشيخوخة مما جعل ظهورها فى المناسبات المهمة نادرا ، بل وجعلها غير قادرة على مواصلة الحديث واستكمال العبارات ....

وهكذا انتهت اسطورة " المراة الحديدية " مارجريت تاتشر والتي كانت اشهر رئيس وزراء لبريطانيا


منقول