نسب شمر عبدة ...
______________
إن شمر عبدة ليست من القبائل الطائية وإنما هم من قبيلة عبيدة المعروفة اليوم في جنوب الحجاز وتعد ضمن بطون قبيلة قحطان فلذلك يعبر عن شمر عبدة بشمر القحطانية بينما بقية شمر تسمى شمر الطائية .
وعبيدة بطن من جنب من مذحج ، ومذحج هو اخو طي ،
لحقت بهم هذه التسمية من أمهم عبيدة بنت المهلهل اخو كليب بن ربيعة التغلبي ، فعبيدة هذه تزوجها معاوية بن الحارث الجنببي المذحجي فكان لها منه ولد انحدر منه نسب الضياغم .
والبعض يفرق بين تسمية عبدة وتسمية عبيدة وأن اتحد النسب ، فان القبيلة الكبيرة والتي تعد الأصل هي عبيدة ؛
وإن من أعقاب عبيدة ظهر رجل يدعى عبد الرب ويلقب عبدة فقبيلة عبدة منسوبة إليه وليس إلى ذلك الأصل القديم .
وعبد الرب هو : ابن ربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك بن معاوية بن عمرو بن معاوية بن عامر بن الحارث.
وكانت زعامة قبيلة عبيدة في الضياغم وهم أبناء ضيغم بن جابر بن علي بن عبد الرب (عبدة) بن ربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك .
نزوحهم من الجنوب إلى منطقة حائل
____________________________
كان سبب رحلة الضياغم إلى منطقة حائل هو الحرب التي وقعت فيما بينهم ..
و الضياغم ينقسمون إلى بيتين هما :
1- آل راشد وهم أبناء راشد بن منيف بن ضيغم .
2- آل ضيغم وهم أبناء ضيغم بن منيف بن ضيغم .
وتذكر التواريخ انه حصل نزاع بين الإخوة وصل إلى التقاتل والقتل مما أدى إلى خروج آل راشد من بلادهم متجهين شمالا حيث بلاد حائل والجبلين ؛
فقد ذكر صاحب كتاب السمط الغالي انه في سنة 678هــ كان الأمر متفاقم بين آل راشد وآل ضيغم .
أما صاحب العقود اللؤلؤية فانه ذكر في حوادث سنة 658 ما نصه : " طلع السلطان من صنعاء في المحرم من السنة المذكورة وكان الأمير أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول في ذمر فطلب مولانا السلطان أن يجهزه إلى حضرموت فساعده الى ذلك وزوده فخرج إلى الجوف فلقيه حصن بن محمد بن جحاف وعبدالله بن منصور بن ضيغم فطلبوا النصرة على آل راشد بن منيف فأجابهم فكانوا خلف مولانا السلطان فوقعت الحرب بينهم فقتل طوق بن حمدان في جماعة من آل راشد".
وعلى أثر هذا الخلاف هاجر آل راشد بن منيف بن ضيغم من منزلهم في جنوب الحجاز إلى نجد ، إلا أن عرار بن شهوان تبعهم الى هناك واغرى بهم حاكم المنطقة التي نزلوها فحاربهم فانتصروا عليه وقتلوه وتحملوا عن نجد متجهين إلى حائل فوجدوا بها بهيج الزبيدي فأزاحوه عنها وملكوا الجبل منذ ذلك الحين ودانت لهم قبائل المنطقة من طي .
فجميع شمر عبدة في منطقة حائل تنتمي إلى فرع آل راشد من الضياغم وهم أبناء راشد بن منيف بن ضيغم ،
الذي أعقب عدة أولاد منهم :
ضيغم ، و احمد ، ومحمد ، ومحمود ، و حمدان ، وحميدان ، وجابر ، وعلي.
فمن احمد بن راشد : اليحيى ، وربيعة شمر ، والبو حسان .
ومن ضيغم بن راشد : آل جعفر ، وهم أبناء : جعفر بن راشد بن عجيل بن راشد بن ضيغم بن راشد .
حكمهم في حائل
كان حكام منطقة حائل من قبيلة عبدة هم عشيرة آل جعفر فهم رؤساء قبيلة عبدة . فانه بعد الخلاف الذي حصل بين الضياغم فيما بينهم ارتحل آل راشد إلى الشمال حتى وصلوا منطقة حائل وكانت الزعامة في الجبلين لبهيج بن ذبيان من قبيلة بني زبيد وكان مقره قرية عقدة الواقعة في الجهة الغربية من مدينة حائل ؛
فتحالف الضياغم مع بعض العشائر الطائية في المنطقة وحدث تصادم بين آل ضيغم والشيخ بهيج وكانت الغلبة لهم عليه فاضطروه إلى النزوح عن عقده ورحل إلى العراق فسكن هناك ...
ومن قصيدة لبهيج بن ذبيان يذكر فيها ما حدث :
يقول بهيــج بن ذبيان مــثايل
ودمعه على الأملاك مثل الشلايل .
وبعد أن استقر الشيخ بهيج في العراق صفا الجو لآل ضيغم وحكموا البلاد واستمر حكم المنطقة في أعقاب جعفر أكثر من أربعة قرون ؛
وكان منهم عدة أسر تعاقبت على حكم البلاد منها أسرة آل علي ثم آل رشيد. وهناك من حكم المنطقة من غيرهم كأسرة آل سبهان الذين حكموا بعد الرشيد وكانوا تابعين لحكم آل سعود .
ومن أشهر أمرائهم الأمير علي الكبير بن عطية بن خضير بن محمد بن جعفر بن راشد بن عجيل بن راشد بن ضيغم بن راشد بن منيف بن ضيغم بن جابر ... حكم سنة 905ه وتوفي سنة 925ه .. ثم توالى الحكم في أعقابه .. حيث حكم بعده ولده محمد إلى سنة 935هـ وحكم بعده ولده جابر إلى سنة 967هــ .
وحكم بعده ولده صالح إلى سنة 985ه ، وحكم بعده ولده عبد المحسن إلى سنة 1017ه ، وحكم بعده ابن أخيه مهنا بن حسين إلى سنة 1032هــ ، وحكم بعده علي الصغير بن عبد المحسن جد آل علي إلى سنة 1050هــ .. وهنا تسمت الإمارة باسم علي الصغير فقيل إمارة آل علي .. وهذه بعض تفاصيلهم :
إمارة آل علي : وهم أبناء علي الصغير المتقدم ذكره .. وقد أستمر الحكم في أعقابه إلى سنة 1250هــ ، وأشهر أمراءهم :
1- الأمير علي بن عبد المحسن جد آل علي حكم بين سنتي (1032-1050ه) .
2- الأمير عيسى بن علي تلا أباه في الحكم حكم بين سنتي (1050-1085هــ).
3- محمد بن عيسى آل علي الملقب بالسمن العرابي وكان قد عظم أمرهم على عهده فقد ذكر احمد عبد الغفور في كتابه صقر الجزيرة من أنه ( قبل الدولة السعودية كان أهل القصيم يدفعون الزكاة إلى ابن علي وهذا على عهد الأمير محمد بن عيسى بن علي آل علي ) ، حكم بين سنتي (1085-1120هــ) .
4- الأمير فايز بن محمد بن عيسى حكم من سنة 1120 الى سنة 1135.
5- الأمير عبد المحسن بن فايز حكم في سنة 1135 إلى سنة 1172 .
6- الأمير محمد بن عبد المحسن حكم سنة 1206واستولى على الجوف وغزا إلى سنة قبيلة الشرارات عام 1207هـ في منطقة الجوف وتوفي سنة 1234هــ .
7- الأمير صالح بن عبد المحسن آل علي.
حكم عام1234هـ وقد كان على عهد تركي بن عبدالله آل سعود الذي استعاد ألدولة السعودية الثانية وعندما رأى زعماء القبائل أن نفوذ الأمام تركي بن عبدالله في ازدياد , وان نجد خضعت له أقبلوا أليه وانضموا تحت لواءه فانعقد بينه وبين زعيم شمر وامير حائل صالح بن علي, صلح وعلى هذا عادت العلا قات والمواثيق بين حكومة تركي بن عبدالله وبين العلي زعماء جبل شمر , مثل ما كانت عليه .
وكان للأمير صالح منافسين على السلطة وهم : عبدالله وعبيد أبناء علي آل رشيد فبدئوا بمعارضة الأمير صالح بن عبد المحسن بن فايز آل علي فنفاهم من حائل وقيل أنهم ذهبوا إلى العراق فترة ثم عادوا ؛ فلما وصل عبد الله بن علي الرشيد إلى حائل وجد أن الخلاف قد دب في الأسرة الحاكمة فوثبوا على الأمير واخذوا منه الحكم وغادر صالح بن عبد المحسن آل علي فأقام في قرية السليمي جنوب شرق حائل ، وبدأ يخطط لإعادة حكمه فلما علم به عبد الله بن رشيد بعث إليهم من تخلص منهم فلم ينجوا منهم غير عيسى بن عبيد الله بن علي .
8- عيسى بن عبيد الله بن علي فانه لما تمكن من الهرب ذهب إلى المدينة المنورة فطلب من قائد الجيش المصري هناك أن يمده بجيش فأمده بخمسمائة جندي فلما قربوا من حائل خرج منها عبد الله بن الرشيد ودخلها عيسى آل علي بغير قتال .
وفي عام 1253 هــ عاد الإخوة عبد الله وعبيد الرشيد إلى حائل وتمكنوا من عيسى آل علي واستقر آل رشيد بعد هذا التاريخ بالإمارة .
وتحرك بعض مشايخ شمر رافضين حكم الرشيد منهم الشيخ صحن بن علي شيخ بادية شمر عبدة ، والشيخ نعيس بن طوالة وعدوان بن طواله من مشايخ الأسلم ، والشيخ مسلط التمياط شيخ عشيرة التومان من شمر سنجارة ، ودارت بين الطرفين حرب كان النصر فيها حليف آل رشيد.
وبهذا انطوت صفحة إمارة آل علي الصغير لتفتح صفحة إمارة إخوتهم آل رشيد والذين يلتقون بهم في الأمير علي الكبير .

بقلم الباحث غازي الشمري