جراحة الزائدة
تُسمَّى هذه الجراحةُ اِستئصال الزائدة؛ ويمكن إجراؤها عن طريق الفتح أو عبر التنظير، حيث يتمُّ تخدير المريض تخديراً عاماً في كلتا الجراحتين.

في جراحة الفتح، يصنع الطبيبُ شقَّاً صغيراً في الجزء السُّفلي الأيمن من البطن، ثم يقطع الزائدة ويزيلها.

أمَّا خلال الجراحة بالتنظير، فيدخل الطبيبُ منظاراً في البطن عبر شقٍّ صغير. ويوجد في رأس المنظار كاميرا فيديو صغيرة تسمح للطبيب برؤية ما في داخل البطن على شاشة خارجية. ويجري الطبيبُ شقَّين صغيرين آخرين لإدخال جهاز يقطع الزائدةَ ويزيلها.

يُفضَّل إجراءُ جراحة التنظير بدلاً من جراحة الفتح لدى بعض المرضى، لأنَّ حجم الشقوق فيها أصغر، وقد تتطلَّب نسبة أقل من الأدوية المسكِّنة للألم. ولكن إذا كانت الزائدةُ قد انفجرت، أو إذا ظهر خراج، فقد تكون جراحةُ الفتح هي الخيار الوحيد.

قد يبدأ الطبيبُ أحياناً بالتنظير، ثم يُضطرُّ إلى عملية الفتح إذا وجد أنَّ ذلك آمنٌ أكثر بالنسبة للمريض. وقد يكون سببُ ذلك وجود الكثير من التندُّب في بطن المريض.

في كلتا الجراحتين، جراحة الفتح والتنظير، يشقُّ الطبيبُ البطنَ، ويستأصل الزائدة حتَّى وإن وجدَ أنَّ الزائدة طبيعية. وإذا تمَّ اِستئصالُ الزائدة بأكملها، لن يتمَّ تشخيصُ سبب أيِّ ألم في البطن بعد ذلك على أنَّه اِلتهاب الزائدة.


مخاطر جراحة الزائدة
تعدُّ جراحةُ اِستئصال الزائدة آمنة جداً. ولكن لها عدَّةُ مخاطر ومضاعفات محتملة، إنَّما غير شائعة. ومن الأفضل أن يتعرَّف عليها المريضُ في حال حصولها؛ فالتعرُّفُ على المضاعفات يبقي المريضَ على اطِّلاع، ممَّا قد يساعد الطبيب على إكتشاف المضاعفات مبكِّراً.

تشمل المخاطرُ والمضاعفات:
المَخاطر المتعلِّقة بالتخدير العام.
المَخاطر المتعلِّقة بأيِّ نوع من الجراحة.
المَخاطر الخاصَّة بجراحة اِستئصال الزائدة.


تشمل مخاطرُ التخدير العام الغثيان والقيء وإحتباس البول وتشقُّق الشفتين وتكسُّر الأسنان واِلتهاب الحلق والصُّداع. ومن مخاطر التخدير العام الأكثر خطورة النوباتُ القلبية والسكتات الدماغية واِلتهاب الرئة. وسوف يناقش طبيبُ التخدير هذه المخاطرَ معك، ويسألك إذا كنت مصاباً بحساسية تجاه أيِّ نوع من الأدوية.

قد يسبِّب عدمُ الحركة في أثناء الجراحة وبعدها حدوثَ جلطات دمويَّة في الساقيين. وتظهر الجلطاتُ عادةً بعد عدَّة أيَّام من الجراحة، وقد تسبِّب الألم والتورُّم في الساقين.

قد تنتقل الجلطاتُ الدمويَّة من الساقيين إلى الرِّئتين، حيث تسبِّب ضيقاً في التنفُّس وألماً في الصدر أو حتَّى الموت. لذلك، من الضروري جداً إخبارُ الطبيب إذا شعر المريضُ بأيٍّ من تلك الأعراض. كما قد يحصل ضيق التنفُّس بشكل فجائي أحياناً من دون أيِّ إنذار. وقد يساعد النهوضُ من الفراش بعد الجراحة مباشرةً على الحدِّ من خطر الإصابة بالجلطات الدمويَّة في الساقين.

تظهر بعضُ المخاطر في أيِّ نوع من أنواع الجراحة، ومنها العدوى والنزف وتندُّب الجلد. وقد تكون العدوى عميقةً أو سطحيةً على البشرة. وقد تحدث العدوى في مكان الشُّقوق في البطن. أمَّا العدوى العميقة فقد تحدث في جوف البطن، وتُسمَّى اِلتهابَ الصفاق (البريتوان). وقد يتطلَّب علاج العدوى العميقة علاجاً طويل الأمد بالمضادَّات الحيوية والجراحة أحياناً لتصريف القيح. وفي بعض الحالات النادرة جداً، قد يستلزم الأمرُ تغييرَ مسار الأمعاء إلى خارج الجسم لبعض الوقت. ويزداد خطرُ الإصابة باِلتهاب الصفاق إذا كانت الزائدةُ قد تمزَّقت قبل العملية.

قد يحدث النزفُ خلال الجراحة أو بعدها. ويمكن أن يحتاج المريضُ عندئذ إلى نقل دم إو إلى جراحة أخرى. ولكنَّ هذه الحالة نادرةٌ جداً.

قد يحدث تندُّبٌ جلدي مؤلم أو قبيح المظهر. ويعدُّ التندُّب الذي يحدث بعد الجراحة المفتوحة أكبرَ حجماً من تندُّب الجراحة التنظيريَّة.

هناك مخاطرُ ومضاعفاتٌ أخرى متعلِّقة بجراحة اِستئصال الزائدة بشكلٍ خاص؛ وهي مخاطرُ نادرةٌ جداً، ولكن من الضَّروري التعرف عليها.

قد تُصاب بعضُ أعضاء البطن بجروح في حالاتٍ نادرة جداً، ومنها الأوعيةُ الدموية والأمعاء والقولون والكبد وغيرها. وقد تتطلَّب تلك الجروحُ جراحةُ أخرى لعلاجها.

يمكن أن يُصابَ المريضُ بالفتق في مكان الشقِّ بسبب ضعف عضلات البطن؛ وهذا خطرٌ نادر جداً، لأنَّ جدار البطن حيث تُجرى فيه الجراحةُ قويٌّ جداً. ولكنَّ ذلك يمكن أن يحصلَ، وقد يتطلَّب جراحةً أخرى لعلاجه.

في الحالات التي تنفجر فيها الزائدةُ، قد يحدث اِلتهابُ الصفاق بالرغم من تنظيف الجرَّاح للبطن. واِلتهابُ الصِّفاق هو اِلتهاب أو عدوى في جوف البطن قد يؤدِّي إلى تندُّب في هذا الجوف. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي هذا التندُّبُ إلى حدوث ناسور، وهو اتِّصالٌ ما بين الأمعاء وظاهر الجسم عبر الجلد. ويمكن أن يستدعي الناسورُ إجراءَ جراحة أو عدَّة جراحات لعلاجه.

قد يؤدِّي التندُّبُ أو الالتصاقات إلى المزيد من الألم في البطن في المستقبل. وفي بعض الحالات النادرة، يؤدِّي التندُّبُ إلى انسداد في الأمعاء، ممَّا قد يستدعي إجراءَ جراحة في البطن في المستقبل. ويمكن أن يحدث الانسدادُ بعد سنوات من جراحة اِستئصال الزائدة.

قد يجد الجرَّاح، في بعض الحالات، أنَّ الزائدة ليست ملتهبة وإنَّما طبيعية. ولكن بالرغم من ذلك، يستأصل الجرَّاحُ الزائدة كإجراء وقائي لتفادي حصول أيِّ خطأ في تشخيص الألم على أنَّه اِلتهابٌ في الزائدة عندَ حصول نوبة أخرى من ألم البطن في المستقبل.


بعد جراحة الزائدة
يُنقل المريضُ إلى غرفة الإفاقة بعد الجراحة، ثمَّ بعد ذلك إلى غرفة عادية في المستشفى.

يجري إدخالُ مصل في وريد المريض لتغذيته إلى أن يستطيعَ تناولَ الطعام والشراب من جَديد. ولا يُسمح للمريض بتناول الطعام حتَّى يُخرج الريح كدليلٍ على أنَّ الأمعاء تعمل بشكل طبيعي. كما قد يتمُّ إخراج أنبوب صغير من بطن المريض لتصريف السائل الفائض في البطن.

تساعد الممرِّضاتُ المريضَ على المشي بعد الجراحة حالما يستطيع، لكي يجري الدم في ساقيه. ويفيد ذلك في تفادي الجلطات الدمويَّة في الساقين.

قد يعودُ المريضُ إلى منزله في اليوم نفسه أو بعد بضعة أيَّام، وذلك بناءً على نوع الجراحة التي أجراها؛ فإذا كانت الجراحةُ تهدف إلى علاج الزائدة المتمزِّقة واِلتهاب الصفاق، فقد يحتاج المريضُ إلى البقاء في المستشفى فترةً أطول، مع أخذ المضادَّات الحيوية عن طريق الوريد.

يتحسَّن ألمُ البطن الشديد بسرعة بعد الجراحة، بالرغم من أنَّ ألم الشقوق الجراحيَّة قد يستمرَّ بضعةَ أيَّام.

قد يصف الطبيبُ أدوية مسكِّنة للألم، ويطلب من المريض عدمَ القيام بالكثير من الحركة. ويكون الشفاءُ من جراحة اِستئصال الزائدة بالتنظير أسرع من جراحة الفتح عادةً، ولكن على المريض عدم القيام بالكثير من الحركة لمدَّة أربعة إلى ستَّة أسابيع بعد الجراحة.

يتماثل معظمُ مرضى اِلتهاب الزائدة للشفاء، ونادراً ما يحتاجون إلى تغييرات في نظامهم الغذائي وتمارينهم الرياضية أو أسلوب حياتهم. كما يستطيع معظمُ المرضى العودةَ إلى نشاطهم الطبيعي خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.

تأكَّد من الاتِّصال بطبيبك إذا تعرَّضت لأيَّة أعراض جديدة، كالحمَّى والألم الشديد في البطن والضعف والتورُّم والعدوى.


الخلاصة
يعدُّ اِلتهابُ الزائدة حالةً طبِّية مؤلمة، قد تؤدِّي إلى تمزُّق الزائدة الملتهبة.

حين تتمزَّق الزائدةُ المصابة بالعدوى، يتسرَّب القيحُ وتنتقل العدوى إلى جوف البطن. وقد يؤدِّي ذلك إلى اِلتهاب الصفاق، وهو اِلتهابٌ في جوف البطن. وتشمل مضاعفاتُ اِلتهاب الصفاق فشلاً في أعضاء الجسم والموت. لذا، يتطلَّب علاجُ اِلتهاب الصفاق جراحةً طارئة عند تمزُّق الزائدة.

لا يستجيب اِلتهابُ الزائدة بشكل جيِّد إلى العلاج بالمضادَّات الحيوية. لذا، فإنَّ أكثر طرق العلاج شيوعاً هي جراحة اِستئصال الزائدة. كما يمكن إجراءُ الجراحة عن طريق الفتح أو التنظير. وسوف يحدِّد الطبيبُ النوعَ المناسب لحالة المريض.

يعدُّ اِستئصالُ الزائدة جراحةً آمنة جداً وناجحة. كما أنَّ مخاطرَها ومضاعفاتها نادرةٌ جداً. وقد يساعد التعرُّفُ على تلك المخاطر والعلامات على اكتشافها ومعالجتها باكراً.

منقوله