طول عمري أرى من حولي يعدون القهوة العربية بالطريقة التالية:
1- غلي الماء.
2- وضع الماء المغلي في إناء كبير، أكبر من الدلة، بعد أن توضع فيه القهوة فقط.
3- يقومون بغلي الماء مع القهوة في هذا الإناء الوسيط مدة طويلة. أقل واحد فيهم يغليها ربع ساعة!.
4- ثم توضع القهوة المغلية في الدلة وتضاف إليها محسنات (هيل، أو قرنفل..إلخ) ثم توضع الدلة على النار بعض الوقت.

كنت أشرب القهوة بهذه الطريقة إذا وجدتها جاهزة،

في أكثر الحالات لا أجد قهوة جاهزة. فأقوم بإعدادها بنفسي. ولأني عجاز وأحب الاختصار. أضع القهوة مع المحسنات (هيل مثلاً) في الدلة مباشرة ثم
أسكب عليها الماء المغلي، ثم أضع الدلة بما تحتويه على نار هادئة قليلاً من الوقت. نصف دقيقة أو دقيقة واحدة. حتى ترتفع الرغوة.
كان دافعي لهذا هو العجلة ولأني لم أر مبرراً لوضعها في إناء وسيط يسبق وضعها في الدلة.

يبقى الفرق الأهم هو طبخ القهوة مدة طويلة. ربع ساعة على الأقل.
ثم تذكرت أن كل أنواع القهوة والمقاهي لا يفعلون ذلك في إعداد القهوة. بل ولا ينتظرون بضع ثوان. فقط ماء مغلي على مسحوق القهوة المطحون والمحمص. فما الذي يجعلنا نخالفهم في إعداد القهوة؟ والقهوة ليست عربية وأعجمية. هي قهوة. التي نسميها قهوة عربية تتميز بأن درجة حمسها أو تحميصها أقل. وهذا لا يبرر تعويض التحميص المعتدل بالغلي الشديد والطويل.
يكفي أنها نبتة محموسة ومطحونة أيضاً. في هذه الحالة يكفيها الماء المغلي ليأخذ نكهتها وفائدتها. مثل أي عشبة مزاجية أو طبية.
بعد تجارب ومقارنات وجدت أن طريقتي هي الأفضل من ناحية الطعم والكيف.
غلي القهوة (طبخها) يتسبب في تطاير زيوتها الطيارة ورائحتها الزكية في الهواء بدلاً من بقائها داخل المشروب لتستمتع به أثناء الشرب.

وأتوقع أن انبعاث رائحة القهوة الزكية بعد فترة طويلة من الطبخ هو الذي أوهم أصحاب تلك الطريقة بأنها الأفضل. لكنها ليست كذلك. أنت لا تستخدم القهوة لتبخير وتعطير البيت. تطاير الرائحة الزكية يعني تطاير نكهتها وفائدتها إلى الخارج.

إن كنتم تعدون القهوة بتلك الطريقة المعقدة مع طبخها وغليها طويلا، فأعيدوا تصحيح طريقتكم واستمتعوا بالطعم مع سرعة الإعداد والتجهيز.
ثم قارنوا واحكموا.

نقلتها للفائدة