لماذا كل هذا التأخير في حسم الحرب؟
ومقارنة مع الوضع السوري.

مضى على حرب داعش نحو سنتين ونصف منذ احتلال الفلوجة، ومهما بولغ في وصفه، فالعدو مجموعات من الإرهابيين وليس في وسعه حشد وزج عدة آلاف في معركة محددة بمكان وزمان واحد، لذلك، كان مفترضا بالنسبة للعراق تدميرهم خلال أسابيع أو بضعة أشهر أو خلال عام واحد كحد أقصى.
وخلاف الوضع السوري، الموقف الدولي وقف إلى جانب العراق بإستثناء بعض دول الغرض السيء، وهي قليلة وتخشى المجاهرة. ودخلت إلى العراق مبالغ مالية ضخمة مقارنة بالوضع السوري، على الرغم من الانخفاض الشديد في أسعار النفط. والحكومة السورية لا تمتلك أي موارد، ولم تبق تحت سيطرتها قطرة نفط، وحليفتها إيران لا تمتلك حدودا مباشرة معها، وقوة حزب الله اللبناني مهما كبرت فقاعدته البشرية في لبنان محدودة عدديا، وروسيا دخلت الصراع المباشر مؤخرا.
ما سر تأخر التحرير في العراق؟ وحتى عندما نقول إن عام 2016 هو عام التحرير نكون قد أسرفنا كثيرا بعامل الزمن والموارد، وعشرات آلاف الشهداء والجرحى إرتفعوا، وما كان هذا ليحدث لو كانت المقاييس مختلفة وصحيحة.
الحقيقة التاريخية هي أنه لولا فتوى الإمام السيستاني والتعبئة غير المسبوقة لقوات الحشد الشعبي الذي نسمع عن نقص في تجهيزه، ولولا جهاز مكافحة الإرهاب، الذي لا يزال لم يكتسب صفة قانونية دستورية (كما يصفون) لسحقت بغداد وتحولت إلى حال أسوأ من بيروت في ذروة الحرب الأهلية..
لا أعرف أين ذهبت مليارات الدولارات التي صرفت على الجيش؟ وأين منظوماته التدريبية؟ ولماذا نسمع شكاوى عن نقص في العتاد وسوء في أرزاق الجنود؟ ولماذا لم نر حتى الآن عقابا واحدا قد فرض على كبار المفسدين من العسكريين؟ وهل يعقل عدم التحقيق بما تحدث نواب عن وجود صلة قربى شديدة بين وزير الدفاع خالد متعب ودواعش؟ وهل فعلا أن بيته في الموصل محروس، بينما لم تترك القاعدة لنا حجرا في سامراء إلا دمرته؟
وزير الدفاع الذي يزور مدينة الرمادي ويدعي خلاف الحقيقة وقوفه في الخط الأمامي وأن الانسحاب كان تكتيكيا ثم تستغرق عملية التحرير نحو سبعة أشهر وتعتبر المحافظة منكوبة، ويزور محور مخمور، ويقول ما يقول، ثم يُنقل عن الفريق جبار ياور ووكالات معروفة توقف العمليات بسبب الخسائر، يجب أن يحاسب وليس أن يستثنى يوما واحدا من التغيير. إن دماء شباب العراق أمانة في عنق كل من يعلم حقيقة ويخفيها أو يتخاذل.
لقد تألمت جدا لمنظر تشييع جماعي لشهداء الشطرة.





وفيق السامرائي