أبو أسامة النصري


كثيرا ما يسمع الكثير من الأخوة وأبناء العمومة عن قصة نخوة آل نصر في الفرات الاوسط وهي ( أخوة شاهة ) هذه النخوة التي يشترك بها آل نصر مع العديد من العشائر مثل :
1- الطليبات : وشيخهم أبن موسى ونخوتهم ( أخو شاهه)
2- اخو شاهه : عزوة الهادي بن العاصي بن فرحان الجربا قال عنه ابوه راثيا :
يـا صـقـرة ربيتـهـا من عقب اخو شاهه فساد
3- اخو شاهه عزوة الفارس الشهير / هباس بن هرشان الهباس من شيوخ شمر
4- ايضا كما هو معروف اخوان شاهه عزوة للتمياط _ أخو شاهه التمياط شيخ شمل التومان من الصايح .
5- ال جناح في الفرات الأوسط أخوة شاهه ولهم نخوة مختلفة في ذي قار .
6- اخوان شاهة : عزوة الخزر من العماير من بني خالد . وعزوة المسعود والعزام من الهدهود من بني خالد .
7_ قبيلة شمر الشريفات الحمران تجدهم ينتخون بأسماء خاصه بهم نخوتنا أخوان "شاهه" ولكل فخذ نخوه .
8- عشيرة آل نصر أخوة شاهه _ وهذه في محافظات الفرات الأوسط ولهم نخوة مختلفة في ذي قار واخرى في السماوة .
9- اخوان شاهه المقيبل من المشطة من ولد علي
10_ قبيلة الشلاوي
11_ عشيرة الكوارض
12_ آل شاهين : وهم من فروع قبيلة السعيد في ناحية سومر الواقعة في محافظة الديوانية نخوتهم شاهة .
14- قبيلة المسلط اخوة شاهة
15- أسرة آل عريعر من بني خالد
وحيث أن هذه النخوة تختلف مناطقيا لدى عشيرة ال نصر في باقي محافظات العراق فمرة (أخوة عليه) في ذي قار أو (محافيظ ) أسوة بالفضول كافة ومرة في محافظة المثنى ( اخوة باشا ) أما اليوم سأسرد لكم هذه القصة وأن كانت خرافية الا أنها اليوم تعتبر جزء من تراث وتاريخ القبيلة في الفرات الأوسط والتي تربط عدة عشائر من خلال مضمونها حيث
أن كل واحد من عشائر الحميدات وآل جناح وآل علي وآل نصر يعلم أن هناك علاقة نسب وعلاقة تاريخية تربط هذه العشائر ببعضها البعض ولكن لم يلتفت أحد للبحث حول حقيقة هذه العلاقة وتفصيلها والتدقيق فيها بالصورة الواضحة والدقيقة ولكل عشيرة مؤرخوها وأصحاب الرأي فيها وسأتوجه الى القصة لأني لااريد أن أطيل عليكم :
خرافة زواج جدهم الأول من الجنية ( عمرة ) :
_________________________________
من الروايات الطريفة والشيقة التي لاتزال راسخة في أذهان الكثيرين من أبناء العشائر الأربعة المذكورين وهم آل حميد وآل جناح وآل علي وآل نصر متوارثة من أجدادهم هي رواية الجنية التي تزوجت جدهم الأول ثم أنجبتهم وهذا نص القصة :
كان هناك فارس قد خرج الى الصحراء ممتطيآ جواده بحثآ عن شيء فقده وربما كان هذا الشيء فرس أو غيره وعلى أي حال فقد صادف هذا الفارس أن رأى وحشآ ضاريآ يطارد مرأة جميلة كي يفترسها وسرعان ماتتحول هذه المرأة الى
( كور غزل ) ثم الى شيء آخر متدحرج وهكذا والوحش يطاردها فقرر هذا الفارس التدخل في الأمر وأنقاذ هذه المراة أيآ كانت حقيقتها فلحقهما وقد قام بمهاجمة الوحش الكاسر ومصارعته فطعنه برمح ثم بالسيف فارداه قتيلا فأنقذ هذه المرأه فأقبلت عليه بطلعة بهية وأبدت شكرها له وعرضت عليه الذهاب بصحبتها الى أهلها وذلك للتعرف على هذا الفارس البطل الذي أنقذ حياتها وقالت له أن أهلي في الجوار وليس بعيدين فأخذته معها فاستقبله اهلها فارتاب منهم لأن حدقات أعينهم كانت طولانية فأدرك أنهم جن فهونت عليه الأمر وقالت له لاتخف منهم انهم اهلي فعملوا مأدبة احتفاءآ به فلما قدموا الطعام وجده غريبآ لايعرفه لأنه من أكل الجن فلم ياكل منه شيئآ وبدى أن والدها هو زعيم هؤلاء القوم فلاحظ ذلك فأمر أحد الجالسين فقال آتوه من زاد أهله وخلال لحظات أنزلوا له طعامآ من طهي زوجته وفي أواني بيته فعجب الفارس من هذا ولا يعلم كيف حصل هذا وأهله بعيدين جدآ فاكل الى أن أنتهى فأراد الفارس ان يستاذن بالرحيل ولكن اباها قال له بماذا تريد ان نجازيك على صنيعك وانقاذك أبنتي الوحيدة فقال الفارس لاشيء أني فعلت مايجب ان يفعله الفارس فقال أبوها اني مزوجك أياها . ورغم ان الفارس لايزال مرتابآ منهم ألا أنه مبهور بجمالها الذي رآه عليها وقرروا أن يزفوها في الحال فحضرت واعلنت امام الملأ موافقتها وألتفتت على أبيها فقالت له ياأبي أن لي شرطآ واحدآ عليه قبل أن أرحل معه واتزوجه فقال الجميع ماهو؟ فقالت أني سأكون زوجته وأحرص الناس عليه وما افعل من شيء ألا لمصلحته فلا اريد ان يحاسبني على شيء افعله أبدا فأن فعل فسأختفي عنه في الحال فقال الاب للفارس ماقولك ؟ فقال الفارس لن اسألها عن أي شيء تفعله أبدآ فودعهم الجميع بعد ان زودوهم بالأمتعة ورحلوا الى الديار فتزوجها وعاشت مع زوجاته الأثنان وكانت لها معزة خاصة بين زوجاته الى ان بدات تظهر الأمور التي بدأت تزعجه أبتداءآ من أنها عندما ولدت طفلها الأول منه وكان ولدآ أسمه ( حميد) رمته في النهرفلم يسألها ثم أنجبت الثاني وهو ولد أسمه ( محمد ) (وهو والد نصر و جناح ) كما تقول الرواية (((( رغم أن محمد في الواقع هو أبن نصر )))) فرمته أيضآ في النهر فصبر على ذلك أيضآ ولم يسألها فأنجبت الثالث وأسمه ( علي ) فكان مصيره مثل اخوته وأنجبت منه بنتآ أسمها( شاهه ) (وهي نخوة آل نصر وآل جناح ) فرمت بها الى النهر أيضآ فلم يسألها وأضمر هذا في قلبه. ثم بعد فترة وبعد حصاد محصول الزرع حدث أن ذبحت ديك كان لأحدى زوجاته بدون استأذان فأكلته فكتم هذا في قلبه ولم يسألها وبعد فترة وجد أمه وقد ( فقست ) أو أطفأت أحدى عينيها أي لاترى بها فقال لها من فعل هذا بك ياأمي ؟ فقالت له وهي معصوبة العين وتبكي أنها زوجتك ( عمرة ) فأستشاط غضبآ ولكنه تذكر أنه لايستطيع سؤالها وبعد هذا حصل أن حدث غزو على ديارهم فهب الناس للقتال فركض الفارس الى جواده فوجد أن أحدآ قص ركاب الفرس خاصته وبينما هو يصلحه أو يحاول أن يجد غيره فاته الأمر وتأخر فعرف ان هذا من فعل زوجته وسرعان ما أنتهت المعركة ولكن قتل فيها أخوه فأنهكه الحزن عليه وفي مجلس العزاء الذي أقيم لأخيه المقتول وكانت النسوة تولول وتبكي وتصرخ شاهد زوجته عمره وهي تضحك من دون النساء فوثب عليها وجرها وضربها وقال لها لقد ضقت ذرعآ بك ولن أتحمل أكثر من هذا فلم أسألك عن كل شيء عظيم فعلتيه ألا أن تضحكين في العزاء وأخي مقتول والنساء تبكي وتصيح فما معنى هذا ؟ فقالت له لقد خالفت شرطي فهذا فراق بيني وبينك أما اولادك فركضت الى جرف النهر فصاحت ( حميد _ محمد _ علي _ شاهه ) فخرجوا من النهر كبارآ سالمين فقالت له هؤلاء اولادك قام بتربيتهم أهلي من الجن وأما عين امك فقد كان بها ( الفقر) بمعنى نذير الشؤم وسوء الطالع فأطفأتها فصلح حالك وأما الديك فقد أكل حبة البركة من محصول الزرع فذبحته وأستخرجتها منه واعدتها الى المحصول فبورك فيه وكثر واما سرج أو ركاب الفرس فقد أخرتك عن المعركة لأنه كان مقدر لك ان تموت انت في هذه المعركة وليس اخيك أما عن مجلس العزاء فأني عندما كانت النساء تلطم وتصيح رأيت زوجة أخيك وهي تدير بعينيها يمينآ ويسارآ وتقول ( من ؟ من؟ من ) بمعنى من ستتزوجه بعده فلما لاحظت ذلك تبسمت . وقالت له بعد أن عرفت كل شيء أني الآن راحلة فبكى وتوسل بها أن تصفح عنه ولكن دون جدوى فأختفت بطرفة عين . أنتهى
هذه القصة الجميلة التي يتداولها أجدادنا وأن هذه القصة قديمة جدآ ولحد الآن هناك من يؤمن أيمان مطلق بأن جدتنا هي ( جنية ) ولا زالت بعض أمهاتنا وجداتنا تدعي ان هؤلاء النسوة ( عمره وأقربائها الجنيات ) يحضرن مجالس العزاء التي تقام لموتاهم ويقمن بالواجب واللطم والقول على الميت وفي هذا روايات كثيرة منها أنه عندما توفي موحي سلمان أبوشنة النصري زعيم عشيرة آل نصر في ثلاثينات هذا القرن تزعم كثير من النسوة مع عدد من الرجال أن نساء الجن كانت حاضرة في مجلس عزاء النسوة وكانت لها مقولة مميزة أثناء النعي والبكاء وقد سمعها الكثير على الواقع وهي :
جينه أل دار أبو فيهن نعزيهه
دار العامرة وصاح الفلك بيهه
وهناك روايات مشابهه كثيرة حول ذلك ليس هناك مجال لسردها . ومما تقدم نلاحظ أن أهلنا القدماء والبسطاء يؤمنون أيمان مطلق بهذه القصة أو الرواية .
أتمنى انكم أستفدتم من الموضوع وأعتذر عن الأطالة . ( ملاحظة : أن القصة أعلاه هي ليست سند أو وثيقة تاريخية أو علمية وأنما رواية عن أهلنا القدماء فقط )