أهم محطات حياتي - وفيق السامرائي
بوقت مبكر جدا، سنة 1970، كنت ملازما في ف2 ل19 في قوراتو شمال خانقين( شاءت الأقدار أنه كان لواء الزعيم عبد الكريم قاسم)، ومع أنني كنت مساعدا في الفوج ومميزا، وكنت منتميا إلى حزب البعث، أدركت ضرورة تخليص العراق من ذلك الحزب بقيادته المستبدة، وكنت مخالفا لسياساته داخل الجيش وخارجه.
في الفوج نفسه كان معنا النقيب عبد الجبار كريم الثابت، وهو شيعي المذهب، مؤمن، وطني، كفوء، شجاع. أحد أبنائه الكرام أصبح قائمقام المسيب، وأظنه مستمر بوظيفته هذه.
النقيب ابو عبد الكريم، لمس معارضتي لسياسة البعث، ففاتحني للعمل بتنظيم يسعى سياسيا لتخليص العراق من مستقبل مظلم. وافقت فورا، وبدأنا مشوارنا واجتماعاتنا. ضرب أحد الخطوط خارج المكان، وتم سوقهم إلى معتقل قصر النهاية الرهيب. وبقينا نعمل. وقدر الله لنا السلامة. كان القرار صعبا، وكانت الصفحة الأولى من كتاب التثقيف الحزبي للمؤيدين تنص على أن من ينتمي إلى حزب آخر يحكم بالإعدام، لكن الإرادة أقوى. هذا الضابط الشجاع لم يلتفت إليه النظام الجديد، كان ولا يزال من المفروض ترفيعه إلى أعلى رتبة من رتبة العميد التي وصل إليها. لكن الأهم راحة الضمير. والمشوار طويل.
لذلك، نؤمن بحظر حزب البعث، وكل الأحزاب العنصرية والشوفينية ونرفض أي دعوة للعنف والإرهاب والإساءة للأديان السماوية والأمم..، ونؤمن بالتداول السلمي للسلطة، ونعمل من أجل تعميم المحبة والسلام.
ومن يشق هذا الطريق، الذي توج بتركي سيطرة النظام والالتحاق العلني بالمعارضة سنة 1994 وشن حملة إعلامية قوية ضد دكتاتورية صدام، والتصدي للعدوان الداعشي، لن يتخلى عن نصرة العراق والمظلومين والفقراء، والتصدي للمفسدين.
كنت في سامراء، ورغم سيطرة النظام واستبداده، كنت أرسل رسائل وبيانات سرية لإذاعة صوت العراق المعارضة تكشف جرائم النظام، وتذاع باستمرار، وذلك قبل التحاقي بالمعارضة العلنية.
لن نتخلى عن التصدي للظلم والإرهاب والمفسدين. وتبقى الإنسانية ثوبنا. ولن يستطع الساعين إلى الامتيازات على حساب الفقراء اسكات أصوات الشعب.
مع التحية

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قرات لك