موقف السيدة فضة النوبية خادمة السيدة فاطمة الزهراء ومن كانت مع نساء أهل البيت النبوي لما أخذوا سبايا بعد معركة كربلاء واقتيدوا الي الشام عند إستشهاد الإمام علي

«لمّا حُمل [الإمام علي(عليه السلام)] من مصلّاه، والناس من حوله قد أشرفوا على الهلكة من شدّة البكاء والنحيب، وبلغوا به منزله، ومعهم ابن ملجم موثوقاً، وأقبلت فضّة أَمة فاطمة الزهراء وبيدها حربة، فقالت: أموالي ذروني أضرب عدوّ الله بهذه الحربة، فأشفي بعض جوى صدري، فقد أحرق فؤادي، وأقلق رقادي، وهيّج حزني، وأوهى ركني، وأجرى دمعي، وهتك ستري، واجتثّ أصلي وفخري، وانقضت عليه كالشهاب، فقال لها الحسن(عليه السلام): اصبري يا أمة الله، وردّها إلى الدار.

فقالت لابن ملجم: ويلك يا عدوّ الله، أفجعتنا وجميع الإسلام، فمصيرك إلى النار، ولا بأس على سيّدي فلقد قتل في جنب الله، واختنقت بعبرتها، فقال لها ابن ملجم: يا أمة الله، أبكي على نفسك إن كنت باكية، فلقد سقيته السمّ حتّى عذقه، ولو كانت هذه الضربة على من في الأرض لأفنتهم جميعاً»


م/ن