الحرب الإقليمية بين استدارة إردوغان الكبرى والقتال بين القوات السورية ووحدات المعارضة الكردية، وتأثيرها على العراق.

وفيق السامرائي
.................

نادرا ما تبقى المبادئ في السياسة مستقرة، فالميل دائما نحو المصالح، ومنذ اسقاط الطائرة الروسية حصل تذبذب شديد في الموقف التركي، وجاءت الأحداث ما بعد المحاولة الانقلابية بكل ما هو متوقع وغير متوقع.
اقليميا، هناك محوران، هما محور سوريا/ إيران مدعوم روسياً، ومحور السعودية/قطر مشتت دولياً. وبقيت تركيا إلى قبل أسابيع قريبة (جدا) إلى المحور الأخير.
وبسبب افرازات الحرب، تراجع أمن تركيا، وتحوم اتهامات عن دور إماراتي مع الانقلاب العسكري الفاشل وتعاطف سعودي معه، والكيان الكردي المقلق لتركيا بات أقرب إلى الواقع في شمال سوريا، وهو كيان مؤرق لتركيا ويهدد مستقبل أراضيها كون القوة الضاربة فيه هي من حزب الـ pkk الكردي التركي ورفاقه من أكراد سوريا. والزيارة الحالية لمسعود إلى تركيا جمعته بإردوغان لتنسيق الحرب على داعش والـ pkk طبقا للمعلن تركياً.
وقد بدأت تركيا تصعيدا عسكريا فعليا اليوم.
العلاقات بين الحكومة السورية والقوات الكردية كانت هادئة إلى أن تفجرت بالقتال بينهما في مدينة الحسكة.
القتال بين القوات السورية والكردية سيخفف كثيرا عن داعش، والدخول الكردي في الصراع سيجعل الكرد في وضع صعب لسببين أساسيين هما؛ قلة نفوسهم في سوريا وصعوبة رفدهم الفصائل بالمقاتلين المطلوبين عدديا من كرد سوريا.
المحصلة: يرجح أن يظهر مزيد من التنسيق التركي/ الإيراني، وانفتاح تركي على الحكم في دمشق، وبرود متزايد مع الرياض، وعداء مع الإمارات، واستقرار نسبي مع قطر، وتحسن وتنسيق مع الروس. أما الشعب السوري فباق في محرقة الحرب حاليا.
العراق باق في كفتي ميزان معقد، وسيبقى التواصل بين دواعش سوريا ودواعش العراق مستمرا على المدى المنظور في ضوء اضطراب المعادلات.
الموقف الإقليمي معقد جدا، والموقف الدولي ليس قويا، والوضع السياسي بين الكيانات السياسية العراقية سيء وليس محصنا من الصدام والحلول الوطنية أضعف من استحقاقات المصالح عند البعض.


الحرب الإقليمية وتأثيرها على العراق 0006[1].gif