ثغر العراق الباسم.. عشرة أسباب تؤهلها لتصبح "اقليماً" غنياً
تمتع محافظة البصرة بكافة المقومات التي ترشحها لتصبح اقليماً يعيش أبناؤه حياةً مرفهةً لا فقر فيها ولا فاقة، لكنها على الرغم من ذلك لازالت تعيش كمدينة في دولة تعاني فقراً مدقعاً تفتقر لأبسط الخدمات، ما أسس للحركة الداعية الى اقلمة ثالث اكبر محافظة في البلاد، بتقسيم لا يتم عبر بوابة الطائفية او العرقية والتفرقة الدينية.
ثغر العراق الباسم كما سميت، كان بامكانها ان تصبح مدينة باسمة بشكل فعلي، يضاهي المرحلة التي وصلت اليها شقيقاتها من مدن الخليج العربي على الأقل، وتحقق قفزة نوعية خلال السنوات الـ13 ماضية، فما هي مقومات هذا "الإقليم"، لو وجد على ارض الواقع؟.
1- النفط
يبلغ عدد الحقول المكتشفة في العراق 71 حقلاً ولم يستغل منها سوى 27 فقط، من بينها عشرة حقول عملاقة، وتتركز حقول النفط والغاز المنتجة حاليا في محافظة البصرة، التي تضم 12 حقلاً منتجاً، في حين يبلغ عدد الحقول غير المطورة فيها 18 حقلاً وعدد الحقول المطورة جزئياً 8 حقول، بالإضافة الى عدد المكامن المنتجة والبالغة 114.
ويتوزع السائل النفطي، في المدينة التي توصف بأنها "تعوم على بحر من النفط"، على ثلاثة حقول، هي "الرميلة الشمالي، نهران عمر، غرب القرنة، وحقل مجنون". تنتج مجتمعةً ما يقارب 2.5 مليون برميل نفط يومياً، أي ما يقارب 70% من الناتج الكلي للبلاد.
وباحتساب برميل النفط بسعره الذي المتوقع في موازنة العام 2017، فإن النفط وحده سيقدم لها 100 مليون دولار يومياً، في حال عدم احتساب النفط الذي يذهب الى الكهرباء، والذي تستهلكه المحافظة، بالإضافة الى كلفة الإنتاج.
2- شط العرب والخليج العربي
ويقدم موقع المحافظة على شط العرب، وامتدادها على الخليج العربي لمسافة تزيد عن 60 كم، عاملاً اقتصادياً مهماً يكمن في استغلال هذه المسطحات المائية على المستويين التجاري والسياحي، وقد سعت الى ذلك عبر ميناء الفاو لاستخدامه لأغراض التصدير واستقبال البضائع فضلا عن أنه سيخدم دولا أخرى مثل تركيا وما بعدها، حيث يتميز ميناء البصرة بقدرته على استيعاب 12 سفينة، وبوجود رصيف خاص بالمنتجات النفطية عند منتية، ورصيف آخر لمنتجات المخصبات عند أبو فلوس.
3- المساحة والسكان
وتمتد الحدود الإدارية للبصرة على مساحة تبلغ 19,070 كم2، يسكنها 2,5 مليون نسمة، بحسب احصائيات التخطيط للعام 2011، وتحتل المحافظة المرتبة 13 بالنسبة للمدن العربية الكبرى، فيما يتعلق بنسبة السكان.
4- المعالم
وتضم المحافظة اكثر من 20 معلماً حضارياً وثقافياً، تمتد بين الغابات ومدن تاريخية، من بينها حدائق شجرة ادم التي تقع شمال المحافظة في مدينة القرنة عند ملتقى دجلة بالفرات والتي تضم شجرة آدم، والتي يقال انها من أقدم الأشجار في المنطقة، وقد حيكت حولها الاساطير الشعبية بأنها ترجع لزمن النبي آدم حتى أخذ الناس يتوافدون عليها للتبارك بها.
كما وتضم أطلال بيت السياب، ومدينة البصرة الرياضية، ومزارع غابات النخيل، وحدائق الخورة، والبرجسية، والأمة، بالإضافة الى مجمع القصور الرئاسية، وثلاثة جامعات، وعدة أسواق متفرقة منها سوق الهنود، وحنا الشيخ، وغيرها.
5- النقل
وتتمتع المحافظة بشبكة طرق كبيرة تمتد لآلاف الكليومترات، منها الرئيسية والفرعية، والتي تأسس اغلبها بعد ازدهار الميناء للعمل على نقل البضائع والسلع منها الى باقي المحافظات، بالإضافة الى محطات القطار المستخدمة منذ منتصف القرن العشرين حتى الان.
6- الزراعة
وتمتد الأراضي القابلة للزراعة على مساحة كبيرة من المحافظة، برغم تمدد الطابع الحضري، والمدني على المساحات الخضراء، متأثراً بالتزايد السكاني او غيره من العوامل، ما يسمح لها بتطوير القطاع الزراعي ليشمل الاف الفدانات، خصوصاً وان أراضيها قابلة لزراعة عدة أنواع من الأشجار، منها المانغو، واشجار السدر، والموز، والكتان والبقوليات، وأنواع متعددة من الحمضيات والفواكه الأخرى. وقد بلغ عدد نخل البصرة اواخر السبعينات ما يقارب (22) مليون نخلة.
7- الموراد البشرية
وان كان البشر من القوى المعتبرة في قياس قوة الدول والمدن، فإن المحافظة تتمتع بمورد بشري لا يقل عن غيره من الموارد الأخرى، بالنظر الى هجرة العقول التي شهدتها البلاد من المناطق الساخنة باتجاه الأكثر امناً ولو بشكل نسبي.
وقد أبدت المحافظة استيائها اكثر من مرة بسبب عدم تعيين احد عقولها بمنصب وزير حتى، قبل ان يتم تعيين وزيرين من المحافظة في التغيير الوزاري الأخير.
8- الموقع الستراتيجي
وتقع البصرة الى الجنوب والجنوب الشرقي وهي تمثل الحدود الدولية للعراق مع كل من الكويت وايران، وتطل بما يقارب 60 كم على ساحل الخليج ، وتعد البصرة المنفذ البحري الوحيد للعراق وكانت تسمى ثغر الهند لانها الطرق الموصل للهند يوم ذاك، واذا كان يطلق على العراق بانه عين الدنيا فان البصرة كانت تسمى عين العراق.
9- الامتداد التاريخي
تعد البصرة اول مدينة اسلامية تبنى في ظل الاسلام ، حيث تم بناؤهم عام 14 هـ على يد الصحابي عتبة بن غزوان، وكانت الطريق المتبعة ان يبنى اولاً المسجد ثم تبنى حوله الدور والاسواق ويعد مسجد البصرة ثاني مسجد بني في الاسلام بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة.
وتميزت البصرة بعد بنائها بميزات عدة من بينها انها اصبحت قاعدة للفتوحات الاسلامية في المشرق ثم مواقفها السياسية المتميزة وايضاً نشاط الحركة الثقافية. حيث يرجع تاريخها الى العام 636م، وهي بذلك تكون قد سبقت اكتشاف العديد من دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة المكتشفة سنة 1492.
10- السياحة
كما وتعتبر البصره من المدن السياحيه في العراق لما تحويه من مناظر ومناطق جميله وخلابه زادها جمالاً شط العرب الذي يجري بين ارضها ويروي بساتينها قبل ان يصب في الخليج العربي عند الفاو اقصى، الجنوب العراقي، بالاضافة وهذا نخيلها.
والى جانب الطبيعة البصرية، تنشط السياحة الدينية في البصرة بوجود كثير من مشاهد وقبور بعض الصحابة، مثل مشهد طلحة بن عبيدالله، ومشهد الزبير بن العوام. وقبر حليمة السعدية مرضعة رسول الله، وقبر أنس ابن مالك وقبر الحسن البصري، ومحمد بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم من مشاهير هذه الأمة. وفي البصرة أيضًا قبور الصحابة الذين استشهدوا في وقعة الجمل. بالإضافة الى جزيرة السندباد، وغيرها من المعالم التي تستهوي السائحين على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم.
المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى أخر خبر ودلالاته
رد مع اقتباس
المفضلات