مؤتمر الشيشان
عُقد مؤتمر إسلامي في مدينة غروزني عاصمة الشيشان التي يتوسطها مسجد كبير وجامعة إسلامية ودار إفتاء، هذا المؤتمر الذي أُقيم في هذه المدينة التي يعشق المسلمون فيها دينهم ويتمسكون بمنهجهم منهج محمد واله وصحبه وفيها من العلماء والاخيار والمتمسكين بمذاهب المسلمين دون غلو وتطرف ... جاء هذا المؤتمر ليشخّص الداء ويضع الدواء بسبب ما آلت اليه الأُمة من تشرذم وشقاق ونزيف دم لم ينقطع، هذا المؤتمر يُعد إنعطافة مهمة ويقظة متأخرة لإنصاف أهل السنة وإرجاعهم لمكانتهم الطبيعية حيث هم الاغلبية بين المسلمين بعد أن صادر التطرف خطابنا واعتلى منابرنا واختطف أبنائنا فقد عرّف شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب أهل السنة في المفهوم العلمي فقال هم "الاشاعرة والماتريدية واتباع علماء الحديث وعلماء الفقه الاربعة واتباعهم الحنفية المالكية والشافعية وفضلاء الحنابلة" ولا يخفى عليكم ظهور بعض ألاصوات المنتقدة لهذا المؤتمر بأسلوب فج وسباب وشتم -جدي غنيم نموذجاً- والذي يُشكل على المؤتمر بالقول إن هؤلاء فرّقوا أهل السنة ولا أدري أين كانت هذه الاصوات حينما سرق المتطرفون مذاهبنا واعتدوا على حرمات الناس بأسمنا ؟!فكم من بيان كان واضحاً يتكلم بأسم اهل السنة ويتبجح بقتل الاخرين من السنة المرتدين أو الشيعة الصفويين او المسيح الكافرين بحسب بياناتهم الخرقاء ،؟!! لقد جاء هذا المؤتمر ليُبين بوضوح أن أهل السنة لاينحصرون في السلفية والوهابية والاخوانجية فبعضهم شر ومصيبة - أثارهم في العراق دليل شاهد - ومن الطبيعي أن يقف الشيخ القرضاوي ليقول عن المؤتمر أنه مؤتمر ضرار ولكنّه لم يكلف نفسه بالحديث بشكل حيادي عن ذبح الشعب العراقي والسوري على أيدي التنظيمات المتطرفة بحجة أنهم جاءوا كي يدافعوا عن اهل السنة في العراق وسوريا بفعل إكذوبة التهميش والإقصاء ولم يقدموا شيئا لأهل السنة في العراق خلال هذه الاعوام وإنما الذي يتدخل من دول وحكومات ومؤسسات وأشخاص فإنما يكون تدخلاً سلبياً "المدن السنية في العراق نموذجاً" وهذا ماأخذه أهل السنة ممن دعموا المتطرفين بعنوان الدفاع عن أهل السنة وهم من أساء لأهل السنة وتجاوز على حقوقهم وجعلنا في مواجهة العالم كله حتى بات التطرف علامة مسجلة لاهل السنة !!! وهذا لايعني أن المذاهب الأخرى ليس فيها تطرف "ياسر الخبيث نموذجاً" أما نحن في العراق فماعلينا إلا أن نتابع مقررات هذا المؤتمر ونستفيد منه وذلك من خلال المؤسسات الحكومية كالوقف السني والمجمع الفقهي في ابي حنيفة ومؤسسات المجتمع المدني أو مايقوم مقامها كدار الافتاء وجماعة علماء العراق والرباط المحمدي وجماعات التصوف وغيرها من مؤسسات لتعمل بجدية لاقامة مؤتمر عراقي وسط بغداد لتعريف العالم بالوجه الحقيقي لأهل السنة وجمع كلمتهم وتوحيد صفهم بالقضايا الإجمالية دون التفصيلية .

الشيخ:خالد الملا


منقول من المواقع