سميراميس Semiramis do.php?imgf=14756967

سميراميس Semiramis
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سميراميس هي ملكة آشورية 800 ق.م. واسمها سيمورامات ومعناه الحمامة.
كانت سمور- آمات (سميراميس) فتاةً كلدانية بارعة الجَمال من مدينة (بورسيبا) البابلية، احبها الملكُ الآشوري شمشي أدد الخامس(الوارد ذكره في المنشور السابق) وتزوَّجَها ثمَّ جعلها تشاركه حكم مملكته الواسعة، وبعد وفاتِهِ أصبحت وَصِيةً على إبنِها وريث العرش الآشوري (أدد نيراري الثالث ) فحَكَمَت مملكةَ آشور بكل اقتدار وحافظَت بأمانةٍ على إرثِ زوجِها، وأدَّت دورَها ( كملِكة أُم) بِمُنتهى الاخلاص لآشور بالرغمِ من عِرقِها الكلداني ومولِدِها البابلي. كان لها الأثَر الكبير في نقل الحضارة البابلية ومُنجزاتها الى دولة آشور، وما ساعدَها على ذلك كان شعورُ الشعب الاشوري بمختلف أعراقه وانتمآته واعترافُهُ بعراقة بابل وتفوّقِها الفكري والحضاري.

سميراميس Semiramis do.php?imgf=14756967

ان شخصيتها القوية وذكائها الحاد وجمالها الاخاذ جعلها تفرض سطوتها وتمسك بتلابيب دولة بلاد النهرين طيلة عشرات السنين. وقد عثر على نقش حجري تذكاري في مدينة (آشور) واخر في (كالح) تصور فيه على انها الملكة التي حكمت خلفا لزوجها المتوفى. لم تكتف هذه المرأة العظيمة بالسلطة السياسية وإدارة شؤون البلاد بل تعدتها إلى التأثير في الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية. فهي رغم أنها تشارك سكان آشور بالحضارة المشتركة، إلا أن اصلها الجنوبي منحها بعض الخصوصيات المذهبية والثقافية جيث تمكنت ان تشيع مثل هذه المؤثرات البابلية على طريقة الحكم وعلى الكهنوت الآشوري وعلى عموم الحياة في نينوى. فأضفت نوعا من الرقة والروحانية الجنوبية على المذهب الآشوري الذي كان يتسم أكثر بنوعا من تقديس الفحولة المتمثل بالاله آشور وكذلك الميل إلى منطق القوة الحرب. بل حتى انها نجحت بابراز ادوار آلهة كانت ثانوية عند الآشوريين مثل اله الحكمة (نبو). لقد ملكت (سمورامات) كالملوك العظام، حيث أقامت مسلة لتخلد ذكرها في ساحة المسلات في معبد آشور، وقد سجل على هذه المسلة العبارة التالية: ”مسلة سمورامات ملكة سيد القصر – شمس حدد ملك الكون ملك آشور والد حدد نيراني ملك الكون ملك آشور وكنة شلما نصر ملك الجهات الاربعة...“

سميراميس Semiramis do.php?imgf=14756967

يعتقد ان (سمورامات)، قد حكمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة طيلة 42 سنة، وقامت بمشاريع عمرانية واسعة وأهمها بناء مدينة آشور بمعابدها وقصورها الضخمة واحاطتها بالاسوار العالية. من الاعمال الجبارة التي قامت بها هذه الملكة بناء نفق مقبب من الحجر تحت مجرى نهر دجلة ليوصل طرفي المدينة. كذلك قامت بعد ذلك بفتوحات كثيرة استطاعت ان تسيطر على مصر وبلاد الشام وبلاد ميديا، ويعتقد انها ربما قد بلغت الهند.