انها ليلة العاشر من محرم do.php?imgf=14762197

انها ليلة العاشر من محرم:

يُسمع صهيل الخيول في معسكر بن سعد وهم ألوف مؤلفة..

العباس يستمهل جيش بن سعد ليلة واحدة يتفرغ فيها معسكر الحسين للعبادة كما طلب اخوه الحسين ..

يُسمع من الخيام دوي كدوي النحل والحسين واصحابه ما بين قائم وساجدٍ وراكع ..

في خيمة اخرى ، الحوراء تصلي من جلوس ، لم تعد تقوى على الوقوف لشدة الإرهاق والتعب في حر الصحراء لكنها تحب صلاة الليل مُنذ طفولتها وكانت ترى أمها الزهراء تصلي وتدعو للجار قبل الدار ..
تتجه بقلبها نحو النجف تتذكر أباها علياً وتتمنى لو انه حاضر ليكف شر هذه الأمة عن ابن بنت نبيها ...

يستقيظ الاطفال واحداً تلو الآخر يبكون لشدة العطش ، تسكتهن النسوة وتعدهن بالماء غداً يحضره عمهم العباس ..

يجلس الحسين على الارض بين الخيم يجمع الحصى والشوك من الطريق ، هو يعلم ما يأتي غداً ، تلك الجيوش بلا رحمة ..

يشحذ العباس والعلويون سيوفهم ..

يجمع الحسين أصحابه يمتحن قلوبهم ويجعلهم في حل من بيعته ، يجيب أصحابه بالنفي وتجديد الولاء :

يقول زهير بن القين: وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أُقتل كذا ألف مرة وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك
ويقول مسلم بن عوسجة: أنحن نخلي عنك وبماذا نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي
ويردد العباس عليه السلام: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا

تأتي زينب الى زين العابدين تمرضه وتسأله عن حاله تارةً وتارةً تذهب الى النساء تشد من ازرهن
وطوراً تقف بباب الخيمة تنظر السماء وقد انتصف الليل ولسان حالها يا ليل طول ساعاتك قليلاً علني اطيل البكاء والعويل