دكاكين الانساب
طلت علينا في السنوات الاخيرة وما زال تطل علينا العديد من هيئات الأنساب بمسميات رنانة وبراقة مثل نقابة او رابطة او جمعية او هيئة او لجنة مقرونة بكلمات رنانة أخرى مثل العالمية او الدولية... مرتبطة بدلالة مثل الاشراف او آل البيت , ومن تلك التجمعات او الهيئات ما هو ,مسمى فقط على صفحات التواصل الاجتماعي, وأخرى اجتهد القائمون عليها اكثر فقاموا بتسجيلها محليا او دوليا او بمنظمة أممية ولم يغب عن بال القائمين عليها ألحاق مسمياتهم بعبارات تطرب الآذان مثل الدولية او العالمية او نحو ذلك. هيئات في ظاهرها المعلن حفظ أنساب آ ل البيت وتطهيرها من المدعيين والملتصقين , وتثبيت انساب من صح وأشتهر نسبه وتوثيق وتحقيق الانساب الضائعة او المفقودة وتحقيق التواصل والتعارف بين آل البيت من جهة ومساعدة المحتاجين منهم من جهة أخرى حسب ما زعموا ويزعمون..وقامت تلك الجهات بإصدار صكوك قامت بنشرها او نشرها من حاز عليها بدون تحقيق او تمحيص حسب ما هو متعارف عليه وتلك الصكوك عبارة عن شهادات وبطاقات ممهورة بمختلف التواقيع والاختام الملونة صادرة من دكاكين وبسطات وأكشاك لجباية الاموال وبيع الأنساب للدخلاء والمدعين الا من رحم ربي. ودون ان تعرض على لجان التحقيق ..ولإضفاء المصداقية على تلك المسميات ,لجأت قبل الاشهار الى التواصل مع الباحثين في الانساب ,الذين اشتهروا بالنزاهة والمصداقية ,لاستقطابهم في ضمن كوادرها , مفصحين بإن مهمتهم الاساسية هي الذود عن النسب الهاشمي ومرضاة لله تعالى , ولا يرجون عليه أجرا, وما ان يتحقق لهم بعضا من الشهرة والمصداقية على حساب الأسماء التي نشروها ضمن طاقم الهيئة تحت مسميات مختلفة ,من خلال صفحاتاهم في الشبكة العنكبوتية حتى ينضم لعضويتها المتلهفون للحصول على الوريقات والكراتين المزخرفة إما للتفاخر اوتزيين جدران صالوناتهم او لإضفاء شرعية على لقب سيد او شريف اقحموه لمعرفاتهم واسماؤهم او طمعا في الوقف او فيما يترتب لآل البيت من حقوق شرعية وذلك بعد اطلاعهم على أسماء النسابين المشهود لهم بالثقة والمصداقية والذين لم يطلعوا على تلك الانساب او يقرأوها . وما ان يتحقق الاقبال وكثرة الطلبات حتى تسارع إدارة تلك الدكاكين والأكشاك لإعلان (التسعيرة) او ما يسموه تكاليف اصدار الشهادة والبطاقة بحجة تغطية نفقات مصاريف ادارية ومطبوعات وشحن , و الناظر الى المبلغ المطلوب قد يراه البعض مبلغا ضئيلا مقابل اصدار تلك الشهادة وتلك البطاقة , وهذا ما يطلب من صاحب النسب الصحيح (اما المدعي او الدخيل او اللصيق ) فالله أعلم ما يطلب منه او يدفع بالمقابل .ولكن بنظرة سريعة الى عدد الطلبات المقدمة من الاعضاء لتلك الهيئات من اجل اصدار شهادات النسب وبطاقات العضوية والتي تقدر بآلاف, يستطيع المتابع حساب تلك المبالغ التي سوف ترد على تلك الهيئة سنويا وبشكل دوري دون رقيب او حسيب وللأسف بعد اطلاعنا على العديد من شهادات او بطاقات تلك المسميات التي اصدرتها أكدت لنا بما لا يدعو للشك انها بسطات واكشاك لبيع الانساب وخاصة اعتمادها لأنساب رفضها الثقات من النسابين (الى اللقاء في الحلقة الثانية)
حازم زكي البكري