اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرزاق الياسري مشاهدة المشاركة
( الوقـــــــــود )
ــ 1983 بغداد ــ
في الشارع ِ المُمتـدِّ في العراءْ ،
كأنـَّهُ مِنْ خوفِهِ ، صحراءْ ،
تـُنازع ُ العطشْ !
كنتُ وصاحبي الذي ارتعشْ ،
نـَسـيرُ مُفرَدينْ !
والرعب في قلوبنا وفي اليدينْ !
أقدامُنا مِنْ خوفِها ، تـسيرُ في الظلامْ !
عيونـنا من خوفِها تحَجَّرَتْ !
وكانت الشوارع القريبة الواسعة الأطرافْ ،
تـَمْـتـَدُّ ، والضفافْ ،
أصابَها العطشْ !
طلقة ٌ، طلقتانْ .
ويَصدرُ ( الفرمانْ !)
ضحكة ٌ، ضحكتانْ !
ويُمنحُ الذي تسابَـقـَتْ ، يداهُ للأمامْ ،
لتضغط الزنادَ ضغطة ً أوسمةُ السلامْ !
***
أمشي وصاحبي في الشارع الذي قـَدْ خانـَنا
وسَـلـَّمَ الزمامْ !
إلى مخالب ٍ، لتأكل الأنامْ !
وصاحبي المسكين في بكاءْ !
ودمعتي خواءْ !
ودمعة ٌ مِنْ دمعهِ لدمعتي ، سواءْ
ومِنْ ورائنا وفي الأمامْ ،
شوارعُ المدينة التي يلوكها الظلامْ !
قلت .... صاحبي ،
شوارع المدينة التي أرهقها الظلامْ ،
تجول في أرجائِها ، الكلابْ !!
تـُحَرِّمُ المرورَ، تـُرعبُ الـَّذينَ ( تيـَّهوا ) الطريقْ !
قذائفُ الـَّذينَ ضَّيعوا الضميرْ ،
تـُكمِّمُ الأفواه عنوة ً وتـُعلِنُ المصيرْ !
والريحُ في بيتي ، وفي بيتي سعيرْ !
كيفَ الخلاصْ ،
يا خطوي الـ .... تعـثـَّرَ في الطريقْ ؟
وبنادقُ الأعداءَ في صدري رصاصْ !
كيف الخلاصْ ؟
***
صوتي يأنُّ بداخلي
ويقول أغنية َ الخلاصْ !
( ... أحذيتي التي أحِبُّها
تأهبي وثوري !
وكفكفي الآهات في المصير ِ
ثمَّ أعلني أغنية النفير ِ!
واحملي فارسك البشير ِ!!
واسحقي الـَّذين أتعبوكِ في المسير ِ!! )
***
في الشارع الذي أمشي وصاحبي عليهْ ،
أحـسُّ أنـَّهُم قـَدْ قطعوا يديهْ !
وكبـَّلوه بالنحيبِ والبكاءْ !
وانتبهوا بأنه يرى ، فأسْمَلوا عينيهْ !
وانتبهوا بأنه يُـقـبِّـلُ الصغار والنساءْ ،
فأغلقوا فمهْ !
وانتبهوا لنبضِهِ الدَّفاق في العروقْ ،
فأحرقوا دمهْ !
***
محرقة ٌ تسيرُ
وقودُها الفقيرُ !
والصوتُ في العراءْ
يُقـَدِّمُ العزاءْ !!
بغداد
1983م