من اساءات المؤرخين لسيرة النبي الاعظم صلى الله عليه واله do.php?imgf=14802719
الشيخ : عقيل الحمداني


ان الذين تعاطوا مع تاريخ الاسلام ومع الاحداث والوقائع التي جرت منذ صدر الاسلام الى هذ اليوم .. تعاطوا بنوع من انواع القضايا التي فيها نوع من الاساءة الى الشخصيات التي لديها مناقب ولها ايادٍ بيضاء على الإسلام وعلى المسلمين وبالأخص النبي الخاتم ’ .
اليوم لو وقفنا عند السيّر وباعتبار ان السير أمثال سيرة ابن اسحاق او سيرة ابن هشام كانت النواة الاولى التي أسست فيما بعد لعِلم التاريخ ولتدوين احداث التاريخ, ولكتابة التاريخ الإسلامي لوجدنا ان هناك الكثير من القضايا التي تُسيء الى هذه الشخصية العملاقة في التاريخ , النبي الاكرم محمد ’ وهو شخص قد صنعتهُ السماء وأضفت عليه من الحُلل ومن الفضائل ومن الكرامات الشئ الذي يحير العقول بعظمة شخصية النبي محمد ’ ,ونطق الذكر الحكيم القرآن بمدحهِ ويُقرأ هذا المدح ليل نهار. لكن عندما نأتي الى هذا الرجل الذي عبرت عنه السماء بأنهُ وارث الخط الابراهيمي{ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ} الحج - 78 وعبرت عنه السماء { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ } النجم -3 .عندما نأتي الى دراسة النصوص التي وردت في السيّر كسيرة ابن هشام وسيرة ابن اسحاق لوجدنا انتقاصاً واضح المعالم بل ومُمنهج من أجل الإساءة الي شخصية النبي ’ وانا حقيقة احب ان اقف عند هذه النقطة قبل ان استعرض بعض النصوص .. اليوم إذا رجعنا الى دراسة السيرة خذ مثلا سيرة ابن اسحاق لابُد ان لا نبتعد عن دراسة اطار عقلية وذهنية ومعتقد ذلك المؤرخ الذي كتب السيرة ومن هنا عندما نأتي الى رجل صاحب عِلم وصاحب اثر كتب في السيرة واتعب نفسه في جمعها مثل ابن اسحاق .. ربما عاش لعشرات السنوات في جمع الاحاديث وجمعها في كتاب ومن ثُم اصبح نواة للتاريخ الاسلامي , نجد ان هناك اصطدام واضح المعالم وهنالك فارق ما بين النظرية القرآنية المنهج القرآني وما بين ما اتى به ابن اسحاق مثلا.
مثلا ابن سحاق ينقل لنا نصوص لو قرأها القارئ الغير مُتخصص لبقي متحيرا في كيفية الجمع بينها ,افرض أي احد من الشباب يُريد ان يطلع على التاريخ الاسلامي يجد ان النبي ’ وأقول عذراً يا رسول الله ’ هذه الكلمة صعبة لكن ابن اسحاق هكذا تبناها .. نجد ابن اسحاق ان يصور النبي بحالة من الوثنية !! هذا النبي الحنفي العظيم ,نجد ان ابن اسحاق يصور بعض الممارسات الوثنية لا زالت عالقة لدى النبي ’ وهُم يقولون أي اصحاب مدرسة الصحابة ان النبي ’ معصوم , فكيف تصدُر هذه القضايا الى المعصوم ! وكيف يُمكن لهذا الرجل الذي هو وارث الخط الإبراهيمي الحنفي من الاحناف ان يكون مُشركاً !!.
وإذا سمحتم لي سأقرأ لكم نصين .. نص يُنقل بأن النبي ’ كان وثنياً في مأكلهِ ومشربه , ونص ينقل أن النبي, كان يتعبد بالوثنية .. عبادة الاصنام , خذ مثلا سيرة ابن اسحاق ([1]):يقول (مر زيد بن عمرو بن نُفيل على رسول الله ص كما يقول وعلى زيد بن حارثة فدعواهُ الى سُفرة لهما) يعني زيد بن حارثة والنبي’ دعوا زيد بن عمرو الى سُفرة (فقال زيد يبن اخي) خطاب للنبي ’ (إني لا أكل ما ذُبحَ على النُصُب) وفي قراءة قرأها القُراء السبعة بالفتح يعني نُصُب ونَصَب .. قال ابن اسحاق ( فما رؤي رسول الله ص بعد ذلك اليوم يأكل مما ذُبِح على النُصُب ) !!! والعياذ بالله , اتمنى من القاريء الكريم ان يفهم ما معنى النُصُب.
فالنُصُب بضمتين هو حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية ويتخذونهُ صنما ,وفي بعض الاحيان يأتون بالذبيحة يذبحونها على ذلك الحجر بحيث تسيل دماء الذبيحة على الحجر .. فالنبي ’ كان يأكل ذبائح من ذبائح المشركين !! يعني يتعبد بسيرةٍ وثنية ,وهذا أمر لا اتصور القارئ الكريم ولا صاحب أي ذوق سليم ولا رجل عندهُ دين يقبل بأن يأكل النبي ’ من هذا الطعام الذي ذبح تقربا للالهة , بإمكانك ان تسألني لماذا ؟ الجواب القرآن يُخاطب النبي بل وكُل الانبياء يقول تعالى { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ } سورة المؤمنون اية 51, إذن هذه مخالفة واضحة المعالم .. هذه الوثنية في الطعام .
النص الثاني : الوثنية باختصار في استلام الاصنام ,ففي صحيح البخاري قال (أن النبي :ص كان يقول) اسمع هذا الحديث العجيب وهذا الحديث المؤلم الذي اساؤوا فيه الى النبي’ والى عقيدة الاحناف والى كُل المسلمين في العالم, (قال النبي ص : أهديتُ للعُزى شاة عفراء وأنا على دينِ قومي([2])) يعني النبي ’ هو كان على مِلة الاحناف {حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يأخذ شاة ويهديها الى ذلك الصنم الذي كان بقربِ الكعبة فيقوم على عادة قريش بتقديم هدية لذلك الصنم مُتعبداً مُتنسكاً مُتقرباً بالأصنام الى الله سبحانه وتعالى !!!
([1]) سيرة ابن اسحق , ج2, ص98 ,الحديث 134.
([2]) في صحيح البخاري , ج5 , ص 50 من طبعة مشكول المصرية . ومسند احمد ,ج1,ص 189 . والسيرة الحلبية, ج1, ص,123.